• مصر
  • الثلاثاء، ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٥
  • أخر تحديث 04:54:50 PM
news-details
محافظات

الأملاك المهجورة في سوهاج: كنوز منسية تنتظر الحياة

الأملاك المهجورة في سوهاج: كنوز منسية تنتظر الحياة

 

بقلم: أحمد الشبيتي

 

في كل مركز من مراكز محافظة سوهاج، وفي كل قرية من قراها، نمر يوميًا على مبانٍ شبه خاوية، أو مهجورة تمامًا، يسكنها العنكبوت وتملأها الحشرات، وتتراكم فيها النفايات، دون أن يسأل أحد: لماذا تركت؟ ولماذا لا تُستخدم؟ وكأن هذه الأملاك لا قيمة لها، أو كأنها لا تهم أحدًا.

 

هذه المباني والأراضي المملوكة للمحافظة أو لمؤسساتها الحكومية، بعضها متهالك وآيل للسقوط، وبعضها لا يزال صالحًا ويمكن ترميمه أو إعادة تأهيله بسهولة. لكنها جميعًا تشترك في شيء واحد: أنها خارج نطاق الخدمة، مهجورة، منسية، ومصدر إزعاج بدلاً من أن تكون مصدر أمل وتنمية.

 

الكل يرى، ولا أحد يتحرك. المواطن يمر بجانب هذه الأماكن ويقول: "دي كانت نفعت مشروع للناس أو للشباب"، ويكمل طريقه. الموظف يراها، والقيادات تمر عليها، لكن شيئًا لا يتغير. لماذا؟ أليس من حق سوهاج أن تستغل كل شبر فيها لتحقيق التنمية؟ أليست هذه الأماكن كنوزًا معطلة يمكن أن تُخلق منها فرص عمل ومشروعات إنتاجية وتجارية وسياحية؟

 

نحن في سوهاج لا نملك رفاهية الانتظار أو إهدار الفرص. لدينا شباب يبحث عن فرصة. لدينا حرفيون، ومهندسون، ومخططون، وأصحاب أفكار، يمكنهم أن يحولوا هذه الأماكن إلى مراكز تجارية، وفنادق، ومحلات، ومعارض، ومشروعات صغيرة، بل حتى إلى مراكز جذب سياحي إذا توفرت الإرادة والخطة.

 

رسالتنا اليوم موجهة إلى اللواء عبدالفتاح سراج الدين، محافظ سوهاج، الذي نعلم جيدًا أنه يعمل، ويجتهد، ويحمل على عاتقه مسؤولية كبيرة، لكن هذا الملف - ملف الأملاك والمباني المهجورة والمنسية - لا يجب أن يبقى مغلقًا. نريد لجانًا على مستوى كل مديرية، ومركز، وقرية، تقوم بحصر شامل لكل المباني المهجورة وغير المستغلة، وتقديم مقترحات حقيقية لاستثمارها بالشراكة مع المجتمع المدني والقطاع الخاص وأبناء المحافظة.

 

المباني التي تُهجر تتحول إلى عبء بيئي واجتماعي، بينما يمكن أن تتحول إلى منارات تنمية وفرص عمل. نريد أن نرى في سوهاج مشاريع تنبض بالحياة، لا أن نعيش وسط الخراب. نريد أن نرى جمالاً وتنظيمًا، لا أماكن مهملة وبؤر قمامة. نريد أن نقول لأطفالنا إننا صنعنا الفارق، لا أننا سكتنا على الإهمال.

 

صوت المواطن لا بد أن يُسمع، وصوت الأحرار في سوهاج يجب أن يعلو. كل مسؤول في مكانه يستطيع أن يساهم. نريد من رؤساء المدن، ومن مسؤولي الأحياء، ومن عمد القرى ومجالسها، أن يتحركوا فورًا لوضع خريطة بهذه الأماكن، وتقديم تصور واضح لإعادة إحيائها. نريد حلولًا لا أعذارًا.

 

سيدي المحافظ، نحن معك، نؤمن أنك تريد الخير لسوهاج. فلتفتح هذا الملف الهام، ولتدع أبناء المحافظة يشاركونك فيه. سوهاج تستحق أن تكون على القمة، بسواعدكم وسواعد أبنائها الشرفاء المخلصين.

يمكنك مشاركته عبر

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا