• مصر
  • الاثنين، ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٥
  • أخر تحديث 02:29:25 AM
news-details
مقالات

"لحومٌ بلا أُسود… فريسةُ الأعين والذئاب

"لحومٌ بلا أُسود… فريسةُ الأعين والذئاب

"

بقلم: أحمد الشبيتى
في زمنٍ اشتدت فيه الفتن، وتكسرت فيه الحواجز بين الحياء والانكشاف، باتت الأنثى في كثير من المجتمعات تُعرّض جمالها وزينتها وأجسادها لأعينٍ جائعة، وذئابٍ لا ترحم، حتى صارت الأجساد تُعرض كأنها سلع في واجهات الأسواق، لا تحميها كرامة، ولا يذود عنها حياء.

قال أحد الحكماء قديمًا:
 "إنَّ الرجالَ الناظِرينَ إلى النِّساء مِثلُ الكِلابِ تَطوفُ بِاللُّحمانِ، إنْ لم تَصُن تِلك اللُّحومَ أُسُودُها، أُكِلَت بِلا عِوَضٍ ولا أَثْمانِ."

عبارة صارخة، تحمل في طياتها عتابًا للرجال الذين فقدوا غيرة الأسود، كما تحمل لومًا على من تخلت عن الحشمة، وتخلت عن حاميها. ليست القضية جسدًا يُغطى أو يُكشف، بل قيم تُصان، وعرض يُحمى، ومجتمع تُبنى فيه العلاقة بين الرجل والمرأة على الاحترام والتقوى لا على الشهوة والرغبة العابرة.

أين الأسود؟
في مجتمعاتنا، كثرت لحوم بلا أُسود. فكم من فتاة خرجت من بيتها بلا حجاب، أو خرجت متبرجة أو مستهترة، ثم تُلام الأعين حين تنظر، وتُلام الألسن حين تنهش. نعم، العين تزني، واللسان يزني، لكن من قال إن العرض المباح لا يُحاسب أصحابه؟ من قال إن غياب الغيرة لا يُدان؟ أين الآباء؟ أين الأزواج؟ أين الإخوة؟ أليسوا أسودًا كما ينبغي أن يكونوا؟

مسؤولية جماعية
ديننا الحنيف لم يُلقِ باللوم على طرف واحد، بل جعل الحياء زينة المرأة، وجعل الغيرة تاج الرجولة. قال رسول الله ﷺ: "الحياء لا يأتي إلا بخير."
وقال أيضًا: "ثلاثة لا يدخلون الجنة... الديّوث." قيل: وما الديّوث يا رسول الله؟ قال: "الذي لا يغار على أهله."

فالأمر لا يقتصر على المرأة، بل على من حولها أيضًا، مسؤولية جماعية أن نحفظ مجتمعاتنا من الانزلاق نحو الابتذال.

رسالة للمجتمع
أيتها الفتاة، كوني لحمة محفوظة في ثلاجة الحياء، لا عارية في هواء الغواية.
وأيها الرجل، كن أسدًا يحمي أهله، لا ثعلبًا يغري سواهم.
ويا كل أب وأم، علموا أبناءكم أن العرض ليس مجرد شرف بل دين يُسأل عنه.

إن أردنا أن نعيد الهيبة للمجتمع، فلابد أن نعيد للأنثى حياءها، وللرجل غيرته، ولنفتح أعيننا لا على الأجساد، بل على الضمائر.

احمِ_اللحوم_تنجو_المجتمعات

يمكنك مشاركته عبر

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا