اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون
اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون
بقلم / محمـــد الدكـــروري
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبيه الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد إن هناك نداء موجه إلى النبي المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن أمته مرادة به، وهو قول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم " يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة " فقد إفتتح النداء بالحضرة المحمدية، ولكن المقصود الأول هو هذه الأمة، وهذه النداءات غفل عنها العالم الإسلامي منذ مئات القرون، مع أنها إشتملت على الآداب الرفيعة والأخلاق السامية والمعاملات النافعة، دعوة إليها وبيانا لها، والمعاملات الفاسدة الضارة تحذيرا منها وتنبيها لها، وإشتملت على آداب الحرب والسلم، وعلى المعاهدات، وعلى الأموال والإقتصاد بجميع أنواعه، وخلاصة القول إنها ما تركت شيئا من شأنه أن يسعد هذه الأمة أو يشقيها.
إلا تضمنته وإشتملت عليه، فأنت منادى يا بني، فإذا ناداك سيدك فقل سمعت، وقد علمتم ما قال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه، فقد قال إذا سمعت الله تعالى يقول " يا أيها الذين آمنوا " فأعرها سمعك، أي أعطها سمعك يا عبد الله، فأنت منادى مادمت مؤمنا بالله ولقائه، فإنه يأمرك أو ينهاك، يبشرك أو يحذرك، ولن تجد من يقوم بهذا سوى الله لأنه وليك وأنت مولاه، والنداء يحثك علي تقوى الله عز وجل، إذ هي سبيل النجاة، وسلم تحقيق الولاية بعد الإيمان، وسلم الوصول إلى رضا الله عز وجل، والوفاة والموت على الإسلام، فيقول الله تعالي " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون " فقد أمرنا الله عز وجل بأن نتقيه بإسلام قلوبنا ووجوهنا له، فأسلم تسلم، وآمن تأمن، فنتقي الله عز وجل بطاعته.
وطاعة رسوله المصطفي صلي الله عليه وسلم، فيما يأمران به وينهيان عنه، وهذه هي التقوى، وبها نتقي غضب الله تعالي وعذابه، والوفاة على الموت تتطلب منا مواصلة التقوى بلا إنقطاع حتى يوافينا الأجل ونحن لله مطيعون، وبذلك نموت على الإسلام، وهذا نداء آخر في حرمة إتخاذ البطانة من غير المؤمنين، وبيان أثرها السيئ، فيقول الله تعالي كما جاء في سورة آل عمران " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون " فهذا النداء نادانا به الله تعالي، فهو سبحانه الذي قال لنا " يا أيها الذين آمنوا " والحمد لله أن الله تعالي نادانا فشرفنا وأكرمنا ورفع من قيمتنا، وإلا فنحن لسنا شيئا حتى ينادينا رب السماوات والأرض، ورب كل شيء ومليكه.
فقد حصل لنا هذا الشرف بالإيمان، ولو لم نكن مؤمنين لما كنا أهلا لأن ينادينا رب العالمين، فلنحمد الله تعالي على نعمة الإيمان، وليس هناك نعمة أجل ولا أعظم من نعمة الإيمان لأنها الخطوة الأولى في تحقيق ولاية الرحمن، والخطوة الثانية هي تقوى الله عز وجل، فإذا كان مؤمنا متقيا فهو لله ولي، فلنفهم هذا النداء وما تضمنه علنا نرتفع بعد أن هبطنا لمخالفتنا لتوجيهات ربنا، فهذا النداء موجه لنا، فينبغي أن يسمعه كل مسئول وكل ذي مسئولية في العالم الإسلامي، وأن يحفظه عن ظهر قلب، وأن يعيش على نوره، ليسلم من أعداء الإسلام الخادعين الماكرين، ولكن القرآن اليوم يقرأ على الموتى لا على الأحياء فوا أسفاه، نسأل الله عز وجل أن يرزقنا حسن العمل، وفضل القبول، إنه أكرم مسؤول، وأعظم مأمول، وأن يجعل بلدنا مصر سخاء رخاء، أمنا أمانا، سلما سلاما وسائر بلاد العالمين، ووفق ولاة أُمورنا لما فيه نفع البلاد والعباد .
التعليقات الأخيرة