• مصر
  • الاثنين، ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٥
  • أخر تحديث 11:02:52 PM
news-details
ديني

تعبير خطأ لا أحد يُعوّض أحدًا(في معنى الفقد وفرادَة الإنسان)

تعبير خطأ لا أحد يُعوّض أحدًا(في معنى الفقد وفرادَة الإنسان)

 

"نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة"

(1يو 3: 14)

 

في لحظات الفقد، تُقال كلمات اضحت متداولة لكن مدلولها كما هو معترف به لائقة ، 

ومن بينها: "العوض بسلامتك" لكن، هل يُعوّض إنسانٌ إنسانًا؟

."

هل تحلّ مكانةٌ مكانةً؟ هل يُعاد بناء ما تهدّم بالغياب؟

 

لا أحد مكان أحد، ولا أحد في مكان أحد

كلّ شخصٍ قائمٌ بذاته، بمشاعره، بعقله، بذكرياته، بدوره،

فإذا غاب، فإن فراغه لا يُملأ، وإن ترك، فإن غيابه لا يُستبدل

 

الأم حين تفقد ابنها، لا يُعوّضها أحد وإن ترك، فإن غيابه لا يُستبدل.

عللى سبيل المثال لا الحصر :

 

_الأم لا تعوض مكان ابنتها أو ابنها ، خسارتها جسيمة ، الام الراقية حزينة تتمزق من داخلها ، قطعة منها ماتت ، دفنت ، تركتها بحسرة بجراح غير مرئية ، كيف ستكون عوضاً عنه او عنها ؟ 

 

_ الاب ، ذاك الجبار أمام و مع اولاده الصغار ، مهما كبروا يبقى جبارهم ، يبقى سندهم ، لا يراهم الا نفسه و منه و به و بعقله . ان فقد احد أبنائها، ينهار من الداخل ، يتحطم ذاك الجبروت بنظره ، بنفسه ، بقلبه ، بفكره 

الموت راحة و هو مصيرنا ، اما على الاحياء من الأهل فهو كسر للفكر و للقلب ، كيف سيكون عوضا عنه او يعوض مكانه ؟ قد يعوض بالرعاية ، بالمال اذا كان ابنه المتوفي ربٌ لعائلة ، لكنه لن يكون اباً لاحفاده ، طبعا و لا رجلا لكنته : ما من احد عوضاً عن احد .

 

الأخ، الأخت، الابن، الابنة، الزوج، الزوجة...

لكلٍّ منهم مقامٌ لا يُكرّر:

 

الموت نهاية الجسد، لكنه بداية لأسئلة لا تنتهيإذا كانت الأرض للموت، فلِمَ وُلدنا؟

وإن كان الجسد للتراب،

فكيف تحيا الروح؟

وماذا يعني أن "ننتقل من الموت إلى الحياة"؟

أليس في كلّ فقدٍ تذكيرٌ بأن الحياة الحقيقية ليست هنا؟

وأن لا تعويض إلا بما هو أبديّ؟

 

ملفينا توفيق ابومراد

عضو اتحاد الكتاب اللبنانين 

2025/7/29

يمكنك مشاركته عبر

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا