قفزة البطل
قصة قصيرة
قفزة البطل
للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل
كان فيه سؤال لم اعلم له أجابة طوال سنوات عمري و هو لماذا يقدم البعض علي الأنتحار عندما يفشل في شئ أو تحيط به ظروف قاسية و لماذا يتحمل أخرون ظروف أشد ضراوة و يمر بهم العمر دون التفكير في إنهاء مشاكلهم بالأنتحار ؟ . لم أجد إجابة شافية لتلك التساؤلات
حتي تعرفت علي طبيب علي المعاش جمعتني به الصدفة أثناء صلاة المغرب بأحدي المساجد
و مع الأيام أصبح صديق لي نلتقي علي مقهي شهير في المدينه بعد صلاة العشاء كل أسبوع ، هو يعاني من الوحده و انا أحتاج إلي إجابات لكل الاسئله التي تخترق رأسي بضراوة ولا أجد لها إجابات
و تطرقت تساؤلاتي وهو يجيب في كل مناحي الحياة في الحب و المرأه و السياسة والدين
يجيب وكأنه يقرأ من كتاب لا يحتاج إلي وقت في الإجابة وكأنه يتوقع كل اسئلتي قبل أن اطرحها
حتي آتي اليوم الذي قررت أن أوجه له السؤال الذي طالما لم أجد له أجابه وهو لماذا ينتحر البعض و لا ينتحر البعض الآخر ؟
كانت إجابته بسيطة و مركزه لم يتحدث عن الأبتلاء و الصبر و حرمه الأنتحار
و لكن إجابته بجمله واحده أنهت كل ما يدور في رأسي من تساؤلات
و هي أن الأنتحار يحتاج إلي شجاعة
عدت بعد لقائه سائرا علي قدماي حتي وصلت إلي الكوبري
الذي يعبر النيل متجها إلي منزلي و كلمات الطبيب العجوز ترن في اذني
توقفت في وسط الكوبري أنظر الي المياة وسط ظلام دامس و أشعلت سيجارة شارد الذهن وبدأت في تذكر كل مراحل حياتي الماضيه و ما بها من فشل ذريع علي كل الأصعدة و كأنها شريط سينمائي
بداية من فشلي في الألتحاق بالكلية التي كنت أرغب الدراسة بها مرورأ بزواج حبيبة الطفولة و الصبا من شخص ثري حتي وصلت إلي مرحلة عدم قدرتي علي العمل في السلك الجامعي رغم تفوقي في الكلية التي أجبرت علي الدراسة بها لأن المكان محجوز بإسم أبنه
رئيس القسم التي تحدد موعد تخرجها بعد سنتين من الآن
و أثناء مرور هذه الأحداث أمام عيناي و كأنها كابوس اتمني اليقظة منه تواجد بجواري شاب و طلب مني إشعال سيجارة و بعد أن أمددته بالولاعه و أشعل السيجارة بيد مرتعشة جلس علي سور الكوبري و ما هي إلا لحظات و قفز برشاقة في المياة ،لم أر اي شئ في الماء بعد صوت الأصطدام . جلت بنظري في الماء متفحصا أي علامة تدل علي أنه يسبح و لكن لا شئ يبدو في الظلام .
لم اشغل بالي بما حدث و ألقيت عقب السيجارة في النيل و أكملت السير إلي بيتي
بعد أيام قلائل أخبرني أخي بفيديو تريند علي كل وسائل التواصل الاجتماعي و ظهوري بشكل واضح في الفيديو
لفيلم جديد للنجم عبده موكشا
و الغريب أني مع مشاغل الحياة و تقدم السن لم أعد أتابع أي ممثل جديد و من كان بجواري و قفز من الكوبري هو النجم عبده موكشا
سألت اخي متعجبأ هو مين عبده موكشا اللي مكسر الدنيا ده يا جدعان ؟
التعليقات الأخيرة