• مصر
  • الثلاثاء، ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٥
  • أخر تحديث 02:52:50 PM
news-details
أدب

لا تفتح هذا الباب

لا تفتح هذا الباب

 
للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل 
و انا في المرحله الاعداديه معظم الدروس الخصوصية كانت مقتصرة علي مادتي الرياضيات و الإنجليزي و لكني أقنعت والدي بضرورة إلتحاقي بدرس ماده العلوم بحجه رغبتي في الحصول علي اعلي الدرجات حتي اتمكن من دخول مدرسة المتفوقين الثانويه كخطوة لدراستي الطب 
و قد لقت هذه الحجه قبول عند والدي و بالفعل ذهبت للأستاذ بلبل اول من اعطي دروس في ماده العلوم في بلدنا الصغير 
المجموعه كانت محدوده العدد تضم صفوه الكليه من أبناء اثرياء القريه 
و ما ميز الاستاذ بلبل مذكراته الدراسيه ذات الصفحات المحدوده لكل درس 
ومع نهاية العام أتم الاستاذ بلبل شرح المنهج و لكنه تغاضي عن عمد درس التكاثر 
وعندما رجعت إلي مذكرته وجدها عبارة عن عدد من الفصول بشرح مفصل عن الجهاز الهضمي و التنفسي و الدوري و حين وصلت إلي فصل التكاثر وجدت صفحه قبل 
مكتوب عليها لا تفتح هذا الباب 
مما أثار حفيظتي و أكثر و جعلني اقلب الصفحة لأجد ورقه أخري مكتوب عليها "انا مش قلتلك لا تفتح هذا الباب "
و بالفعل تجاوزت باب التكاثر و كنت سعيد بتوفير وقت مذكراته للتأكيد علي مراجعة المواد الأخري 
و كم كان حدث الاستاذ بلبل صائب و سليم و لم تتطرق الاسئله لهذا الباب من قريب أو بعيد 
مرت الايام و السنين و ألتحقت بكلية  الطب و تزوجت زميلتي و أنجبت اطفال و لكن مرتبي الضئيل لم يستطع مقاومة متطلبات الحياة و زادت  الخلافات بين و بينها 
حتي استحالت العشرة و طلبت الطلاق مع نفقة و مسكن و متعة و عشرات القضايا التي جعلتني زائر دائم لمحاكم الأسرة و مع تراكم القضايا حكم عليا بالسجن في قضية تبديد منقولات زوجيه و أصبحت مطارد و لم اجد في غير الاستاذ بلبل للتوسط لديها للصلح و التنازل عن القضايا 
خاصة أنها تكن له احتراما مبالغ فيه لانه درس لها العلوم بدون مقابل نظرا لظروفها  المادية  القاسية ابان فترة دراستها كما أنه من تكفل بها بعد وفاة والدها علاوة علي انها منزلها ملتصق لمنزله 
و بالفعل  ذهبت الي الاستاذ بلبل الذي شاهد عن قرب كل مراحل الخلاف 
قام من مقامه و اتجه إلي مذكره الدراسه التي يدرسها يوزعها علي الكلاب منذ قديم الأزل 
و فتح المذكرة علي صفحه لا تفتح هذا الباب 
نظرت إليه باستغراب و عادت بي الذاكرة إلي الوراء و علمت معزي الاستاذ بلبل الذي لمح من بعيد و كأنه يعطي إشارات تحذيريه لفكرة الزواج الغير مناسب و لكن لصغر عمرنا لم نفهم مغزي مقولته 
بعدها قلب الصفحه و وقعت عيناي علي العنوان التالي في الصفحه "انا مش قلتلك لا تفتح هذا الباب "
و الغريب أن ورقه امتحان العلوم في الصف الثالث الاعدادي تظهر في مخيلتي و كأنها بالأمس وليس بها أي سؤال عن التكاثر 

خرجت من منزل استاذ بلبل متجها لقسم الشرطة لقضاء فترة العقوبه بنفس راضية

يمكنك مشاركته عبر

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا