• مصر
  • الثلاثاء، ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٥
  • أخر تحديث 11:56:26 AM
news-details
أدب

أصل العلاقة

قصة قصيرة 

أصل العلاقة  

للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل 

 

بدأت الثانوية العامة و الكل يستعد لها و يحلم بدخول كلية مرموقة تحقق له كل أحلامه من وجاهة اجتماعيه و ثراء مع حياة رغدة و زوجة جميلة ،هكذا تولدت نظرتي لهذه السنه الفارقة و اعددت العدة للتفوق و دخول كلية الطب لأصبح من اشهر جراحي الوطن العربي ، و علي الجانب الآخر هنا صراع خفي داخلي يحد من هذا الحماس و هو رغبتي في الزواج المبكر رغم ظروفي المادية الصعبه ، الوضع لا يسمح بالتوفيق بين رغبتي في أن أكون طبيب نابهه و الرغبه في الزواج المبكر ، فقد إصابتني الرغبة الشديدة في ممارسة الحب ساعد علي ذلك انتشار أفلام الفيديو الإباحية وقتها و كثره حديث الاصدقاء عن خرافات العلاقة و مدي متعتها رغم أن احدأ منهم لم يجربها و لكن الكل يترك العنان لخياله ليرسم رغباته علي هيئه احداث أو أوهام تبلور رغباته المكبوتة 

تمنيت أن تكون شريكه حياتي جميله ذات ملامح اوربيه 

و طالما حلمت بها علي هذا النسق ولكن هيهات أن أحصل علي مثل هذه المواصفات في ظل ظروف ماديه صعبه و مجتمع قلت فيه نسب الجمال ، في تلك المرحلة ابدو أكبر من عمري بكثير فقد تعمدت تربيه الشارب مما أضاف في سنوات أكثر من سنوات عمري الحقيقيه .

أقيم في عمارة صغيره في منتصف الحي المتوسط الملئ بموظفي الحكومه و بعض ميسوري الحال 

و منهم تلك السيدة العجوز التي تسكن في الطابق الثالث و الاخير في العمارة و لها عدد من الأولاد يشغلون مناصب جيده في الحكومه كلهم تزوج و لم يجدوا حل لرعاية أمهم غير توفير خادمه من قريتهم المتاخره المدينه .

لم اعلم بقدوم الخادمه الا عندما قابلتها علي سلم العمارة واستفسرت منها عن سبب وجودها في العمارة وأخبرني انها اتت لخدمه الست قمر والده الدكتور رفعت 

و من خلال الحديث معها تعرفت عليها و علمت أنها تبلغ من والعمر سنه عشر عاما و اسمها ناهد 

و بالتبعية علمت أن اسمي حامد و اني اسكن مع أسرتي في الطابق الثاني 

ورغم بساطه ملابسها و جمالها المحدود إلا أنها تملك جسم متناسق و صوت عذب 

و أصبحت لقاءاتنا اليوميه علي سلم العمارة نتجاذب أطراف الحديث شعرت بأنها تتعامل لاول مره بأسلوب ادني 

لا أنظر إليها كخادمه بل جارة في المنزل و مع شكلي الناضج لم أخبرها بعمري الحقيقي مما جعلها تتوقع أنني ابلغ الخامسة و العشرون 

لم تكن تملك التعليم الكافي أو الجمال الطاغي و لا حتي الحاسب و النسب للفت نظري و جذبي إليها و لكنها حلمت بالارتباط بي حتي تهرب من خدمه البيوت و نظره المجتمع للخادمات و هي واثقه أن حياتها في المدينه مع زوج افضل بكثير من حياتها في القريه فقد كنت لها الامل الوحيد في الخبر من واقع اجتماعي قاسي تحياه كل لحظه 

و من هذا المنطلق بدأت في إثارة غرائزه بالكلام الرقيق و نظرات الإعجاب و الحركات المثيرة و انتظاري أثناء الخروج من الشقه أو الدخول إليها ليكون سلم العمارة الهادئ المكان المفضل للحديث بعيدا عن أعين المتطفلين 

هنا تغيرت فكرتي عن الحياه و وجدت أن الارتباط بها هو حل لجميع المشاكل التي قد تتعرض لها في المستقبل من عدم القدرة علي لتوفير شبكه و مهر و شقه مناسبه 

و متطلبات الزواج التي تحتاج إلي سنوات من العمر و في النهايه قد اتزوج فتاه عاديه لا تفرق عن ناهد شئ غير التعليم أو الوسط الاجتماعي المتوسط و لكنها لن تحقق الإثارة التي تجدها ناهد ومدي رغبتها في الارتباط بي و نظرتها لي كمثل اعلي و حل لكل مشاكلها 

مرت الايام سريعا و ظهرت نتيجه الثانويه العامه و حصلت علي مجموع بسيط و سط حزن أسرتي التي صدمها دخولي معهد فني صحي . و محاولات الاسره التأثير علي لاعاده السنه و لكني رفضت بشده و ألتحقت بالمعهد الصحي و بعد السنه الأولي و رغبتي الشديده في الارتباط بناهد قررت أن أفتح الأسرة بأمر الزواج خاصه أن بعد سنه واحده من الآن اكون انتهيت تعليمي وحصلت علي وظيفه 

و كم كانت صدمه السره في اختيار ي لها و لكن بعد محاولات استسلم الجميع لرغبتي و بالفعل تحولت ناهد ما بين عشيه و ضحاها من خادمه في البيت الي خطيبه لي و سط فرح من السن قمر التي دعمت الزواج بشده و جهزت ناهد و سهلت الكثير من الخطوات في سبيل إتمام الزواج 

و بالفعل بعد التخرج التحقت بالعمل في الوحده الصحيه في قريه ناهد و استأجرت شقه هناك و تم الزواج من ناهد 

و مع الزواج اكتشفت حقيقه العلاقه بين ارحل و المراه و أن الانثي هي من تستطيع إشباع الرجل و تحريك مشاعره 

و فعليا رغم عملي في مشروعات تنظيم الاسره إلا أنني الان اب لعشره من الأبناء

يمكنك مشاركته عبر

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا