• مصر
  • الثلاثاء، ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٥
  • أخر تحديث 05:34:29 PM
news-details
فن

وسام صباغ يكتسح التريند في لبنان والعالم العربي بعد انطلاق مسلسل "سلمى"

وسام صباغ يكتسح التريند في لبنان والعالم العربي بعد انطلاق مسلسل "سلمى"

 

تقرير خاص من القاهرة الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر 

 

منذ اللحظة الأولى لعرض مسلسل "سلمى" الذي يُعرض حالياً ويجمع مجموعة كبيرة من نجوم الصف الأول في لبنان وسوريا، خطف النجم اللبناني وسام صباغ الأضواء بقوة وصار اسمه حديث الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليتصدّر بسرعة قائمة الأكثر تداولاً على محرك البحث جوجل في لبنان وعدد من الدول العربية. هذا النجاح المبكر لم يكن مفاجئاً بالنسبة لمتابعي وسام، إذ إنّه ممثل مخضرم صاحب مسيرة فنية طويلة ومتنوعة، قدّم خلالها أدواراً لامعة في المسرح والدراما والكوميديا، لكن الجديد اليوم أنّه يُعيد تثبيت مكانته ضمن فئة النجوم القادرين على التأثير المباشر بالجمهور وتحويل أي دور يجسّده إلى علامة فارقة.

 

الحضور الذي أظهره وسام في الحلقات الأولى من "سلمى" كان كفيلاً بإشعال تفاعل واسع، فالجمهور العربي وجد فيه ممثلاً متجدداً لا يكرّر نفسه، بل يسعى دائماً إلى اختبار مساحات جديدة في الأداء. وقد أجمع كثيرون على أنّ شخصية "هادي" التي يجسّدها في العمل تضيف بُعداً خاصاً للمسلسل، وأنّ ظهوره جاء مختلفاً عن كل ما قدّمه سابقاً. هذا التحوّل لفت الانتباه إلى أنّ وسام لا يكتفي بكونه ممثل كوميدي محبوب، بل هو ممثل درامي متكامل قادر على التلوّن بين الأدوار بمهارة عالية، وهو ما أعطى لـ "سلمى" قيمة إضافية وجعل الجمهور ينتظر مشاهده بترقّب.

 

تصدّر اسم وسام صباغ التريند لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة طبيعية لسنوات من العمل الدؤوب والالتزام المهني الذي لطالما ميّزه. فمنذ بداياته الفنية، عُرف وسام بقدرته على أسر قلوب المشاهدين عبر العفوية والصدق، واليوم يبرهن أنّه يمتلك أدوات الممثل العالمي الذي يعرف كيف يوازن بين العمق والبساطة في آن واحد. مشاركة وسام في عمل بحجم "سلمى" إلى جانب أسماء لامعة مثل نيقولا معوض، مرام علي، تقلا شمعون، ستيفاني عطا الله وغيرهم، وضعت اسمه من جديد في دائرة الضوء، لكن هذه المرّة من باب البطولة الحقيقية لا مجرد الحضور.

 

ما يثير الاهتمام أيضاً أنّ الجمهور لم يكتفِ بالاحتفاء بأداء وسام، بل ذهب أبعد من ذلك ليعتبر أنّه واحد من المفاجآت الكبرى للعمل. فالتعليقات التي ملأت مواقع التواصل عبّرت عن إعجاب بالغ بكيفية ظهوره، وتوقّع كثيرون أن يكون لمسيرته نقلة نوعية بعد "سلمى". حتى النقاد اعتبروا أنّ هذا الدور سيشكّل محطة فاصلة في حياته الفنية، لأنه يفتح أمامه الباب لأدوار أكثر نضجاً وأوسع انتشاراً.

 

مسلسل "سلمى" الذي استند في فكرته إلى النسخة التركية "امرأة" لكن أُعيدت صياغته بروح عربية لبنانية وسورية أصيلة، يُعتبر اليوم من أبرز الأعمال الدرامية في 2025، وما يزيده قوة هو مشاركة ممثلين بحجم وسام صباغ، الذي استطاع أن يكسر التوقعات وينقل العمل إلى مستوى جديد من الاحتراف. النجاح الذي حققه وسام هنا ليس مجرد نجاح شخصي، بل هو انعكاس لمدى قدرة الدراما اللبنانية على إنجاب نجوم متنوّعين قادرين على التنافس عربياً وعالمياً.

 

اللافت أنّ وسام لم يعتمد فقط على خبرته الفنية، بل أضاف من روحه وشخصيته إلى الدور، ما جعل الجمهور يشعر بأنّه قريب جداً منه. هذا التماهي بين الفنان ودوره هو ما يخلق عادةً فرقاً كبيراً في تقبّل المشاهد، وهو ما لمسناه بوضوح مع شخصية "هادي"، إذ بات الجمهور يعتبرها علامة خاصة في العمل، حتى من دون الكشف عن تفاصيلها الكاملة بعد. ومن هنا يمكن القول إنّ وسام صباغ وضع بصمته بقوة منذ اللحظة الأولى، ونجح في أن يترك الجمهور في حالة من الفضول لمعرفة ما ستؤول إليه الأحداث المرتبطة به.

 

أهمية تصدّر وسام التريند أنّه يعكس حاجة المشاهد العربي إلى رؤية ممثلين صادقين يقدّمون أداءً بعيداً عن المبالغة والافتعال. وسام قدّم هذه المعادلة بدقة، فهو ممثل متواضع في حضوره لكنه كبير في أدائه، وهذه الخلطة هي التي جعلت الجمهور يلتف حوله بهذه السرعة. وإذا كان النجاح يقاس بالأثر الذي يتركه الفنان في نفوس الناس، فإنّ وسام حقّق هذا الأثر بامتياز في "سلمى"، وهو ما يفتح أمامه أبواباً جديدة نحو مزيد من البطولات في أعمال قادمة.

 

في النهاية، يمكن القول إنّ وسام صباغ لم يكتفِ بأن يكون اسماً في قائمة أبطال "سلمى"، بل تحوّل إلى واحد من أعمدته الأساسية، واستطاع أن يثبت أنّه ممثل من طراز خاص قادر على ملامسة قلوب الجمهور العربي من المحيط إلى الخليج. تصدّره التريند على جوجل ما هو إلا بداية رحلة جديدة في مسيرته، رحلة عنوانها النضج الفني والتألّق المستحق، تجعل منه اليوم أيقونة لبنانية تُضاف إلى رصيد الدراما العربية الحديثة.

يمكنك مشاركته عبر

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا