• مصر
  • الثلاثاء، ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٥
  • أخر تحديث 09:00:32 PM
news-details
مقالات

طفل صغير مدلل يعبث خلف المرايا عندنا يغضب يحطم كل شىء حوله وأمامه

طفل صغير مدلل يعبث خلف المرايا عندنا يغضب يحطم كل شىء حوله وأمامه


************************************************
بقلم / د. حنان حسن مصطفي 

لدى كل منا طفل صغير مدلل نطلق عليه الطفل الداخلى ، وهذا الطفل الصغير يلازمنا منذ ولادتنا، ويتاثر بكل ما يحدث لنا من تطورات وأفعال تمر بنا خلال فترة الطفولة والشباب وكل هفوات الحياة ، هذا الطفل الصغير يتأثر بكل شىء واى شىء يحدث لنا على مدار العمر والسنوات. فمنا من يقوم بتغذية هذا الطفل الصغير كل الحب والحنان والعطف والاهتمام لدرجة ينشأ هذا الصغير مدلل عابث غاضب لأتفه الأسباب أنانى يرفض التنازل عن مطالبه ويعتبر تنفيذ طلباته ورغباته أمر قهرى وحق واجب النفاذ. مدلل حد الحنون، تربى على الدلع والعتاد والغضب والثورة لأتفه الأسباب كل الطلبات والرغبات مجابة من قبل الام والأب قمة الدلال شخصية اعتمادية بكل الاحوال يركن فى كل تصرفاته لامه وأبوه عديم المسؤلية لا يعتمد على نفسه بأى شىء حتى ربط الحذاء. يركن لامه فى كل الاشياء فهو نرجسيا بكل فخر وكبرياء وعناد صنيعة البيئة والام النرجسية التى دلالته لحظات كبيرة ، وحينما يكبر هذا الطفل الصغير وقد وجد نفسه مميزا عن باقى اخواته واقرانه يشعر بانه شبيه الطاووس بلا فخر وكبرياء وعناد كل طلباته ورغباته أوامر ولابد أن تنفيذها على الفور والا يحطم كل ما أمامه من بشر وأشياء هذا الصغير المدلل فى صورة رجال يكون طفل غير مسؤل أنانى يرفض العطاء الا لأمه وأخواته فقط هم الأحق بكل العطاء والخيرات والنعم ولا احد سواهم، وهذا الطفل لا يصلح لأى علاقة حب او زواج واولاد لانه لا يراهم اطلاقا بل يكون مصاص طاقة ودماء مثل دراكولا يأخذ منهم طاقة الحب والعطاء دون اهتمام ويحرمهم حبه وحنانه فهم من وجهة نظره لا يستحقون هذا العطاء والاهتمام، ليس لأحد حق فى حبه وعطائه واهتمامه الا أسرته وأمه وأخواته فقط، لقد فطر على ذلك ويا ويلات من تقع فى حب هذا الطاووس الجميل المنفوش ???? المفعم بالحب والحياة ولكن دون روح ودون القدرة على تبادل العطاء مع من يحبونه بصدق وإخلاص . سوف تتجرع معه مر العيشة وحرمان بكل الانواع من الخب والحنان والعطف والاهتمام استغلال لكل مشاعرها وطاقتها مستنزفة معه بكل الاشكال هو السيد فى الأرض والباقى عبيد. هوه ربكم الاعلى وانتم مسخرون لتلبية رغبات هذا الفرعون. 
احذروا البدايات فى عشق هذا النرجسي فهى فخا بأحكام لكل شخصية محترمة ناجحة مبهرة تنجذب إليه ويمطرها بالاهتمام والحب والعشق وتسمى مرحلة قصف الحب أو ( love bombing ) وهى فخ الخداع لدى النرجسيين ليصطاد فريسته أو ضحيته التى يعيش يتغذى عليها ويسلب منها الطاقة الإيجابية باستمرار ويستغل مشاعرها تجاه باستمرار ويسقط عليها عقده ومركبات نقصه فى حياته وتجاربه الفاشلة التى مر بها، وفى الأغلب تكون من أنجح واطيب وألطف الشخصيات محبوبة من الكل ويتمناها الكل وتكون هدفه بالتأكيد طبعا وهى عفوية طفلة بريئة حسنة النية لا تفهم ما بدور من حواليها بل تنشد علاقة سوية مبنية على الحب والعشق والغرام والتفاهم والعطاء المتبادل ، تجهل ما يكمن داخل هذا النرجسي من نية سوء تجاهها ، ويقنعها دائما بالعطاء باستمرار دون انتظار مقابل ويضغط عليها ويسخر ها لتكون مطيعة له وكلما أعطته بسخاء طلب منها المزيد وبالفعل تقع فى فخ حب وعشق زائف فهذا النرجسي لا يصلح لأى شىء ولاىيصلح للزواج منه وتكوين أسرة معه رغم أنه لا يصلح اطلاقا لهذا الدور ولا يصلح للزواج والانحاب من الأساس. ولكن طمعه وانانيته جعله يخدعها ويطمع فيها ويدمر حياتها ويستحوز عليها لنفسه بالفعل. 

وهناك العديد والعديد من النرجسيين والترحسيات فى عالمنا مجتمعاتنا بالفعل ولكن لا يعترفون بمرضهم ونرحسيتهم بالتحديد لانو هذا الإضطراب بالتحديد يصعب علاجه والشفاء منه  لانه للاسف الشديد الاضطرابات النفسية والأمراض النفسية صعب الاعتراف بها فى مجتمعاتنا الشرقية بالطبع لما يطلق على المريض النفسي بأنه شخصية مريضة وغير سوية ولذلك ينكر الكل معاناته واضطرابه النفسي حتى لا يلقى معاملة سيئة من بعض فئات المجتمع الغير واعية أو مدركة طبيعة المرض النفسي أو الاضطرابات النفسية وسرعة اكتشافها وعلاجها مثلها مثل باقى للأمراض العضوية ، بل أحيانا تكون الأمراض النفسية والاضطرابات النفسية سبب مباشر فى بعض الأمراض الجسمية أو حتى الجنسية. ولكننا ننكر هذا الصلة والترابط الوثيق حتى تصبح الحالة المرضية سيئة للغاية ويصعب التعامل معها ويصل المريض إلى وضع صعب وخطير يصعب السيطرة عليه. وينتج عن هذا الإنكار والاهمال ضحايا كثيرون فى مجتمعنا. 
انتبهوا جيدا لتربيتكم لأبنائكم وبناتكم فأنت من تصنعون بداخلهم السواء أو الاضطراب بأفعالكم وتصرفاتكم معهم. 
احذروا من تجاهل وتغافل بعض الاشياء والتى تكلفنا الكثير بعد ذلك فى حياتنا وتأثر على تربيتنا لأولادنا.
نحن من نصنع الفرعون بتربيتنا الخاطئة لأولادنا بالفعل. 
اشبعهم حبكم وحنانكم ولا تفرطوا فى الدلال أو القسوة (فكل شيئا خلقناه بقدرا) صدق الله العظيم. 

@إشارة

يمكنك مشاركته عبر

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا