• مصر
  • الثلاثاء، ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٥
  • أخر تحديث 11:56:12 AM
news-details
أدب

الليلة الأخيرة

الليلة الأخيرة

 
✍️  أزهار عبد الكريم 

هذه الليلة لم تكن كأي ليلة
ففى عمق الليل حين كانت الرياح تضرب أغصان الأشجار بقوة وتزحف على الجدران كأفاعي تتلوي . كان هناك من يراقب بصمت لا صوت لا ضوء لا حركة فقط سكون وترقب بعين عدسات مثبته على سطح المبنى المقابل 

استدارت ليلي بجنون وكأنها أصابها مس من الجن تلتفت يميناً ويساراً تبحث عن شيء غير موجود ولا مرئي ولكنها تشعر به بما يشبه الحدث الداخلي بأن هناك خطر ما يحدق بها فى هذا الظلام حيث لا حركه ولا ظل  فقط ظلام يملئ المكان من حولها وصوت الرياح هذا الصوت الذى يشبه صفارات الانذار عند الشعور بالخطر  

هربت ليلي من المكان مسرعة وكأنها رأت شبح ولكنها أدركت الخطر متأخرة حين شعرت بهذه الطعنة فى ظهرها استدارت ببطء لترى من فعل بها هذا

 فتسعت عيناه  رعباً 
رعب لم يكن من السكين الذى يقطر منها  دماءها ولكن من هذا الشئ الممسك بتلك السكين  أو ما يخيل إليها أنها سكين ربما تكون مخالب لوحش هجما عليها 

هربت ليلي بكل ما تبقي لها من قوة وهى تجر نفسها محاطة بدماءها تتخبط من الخوف على أمل أن تجد من ينقذها 

ولكنها سقطت على الأرض غارقه بدماءها وقد فارقت الحياة 

فى هذه اللحظة تحدث الشخص الواقف على سطح المبنى المقابل فى اللاسلكي بأن العملية قد تمت بنجاح وتم الانتهاء من الهدف وعليهم إرجاع الشبح إلى المختبر .

صباح الخير دكتور سعيد 
صباح النور دكتور ماجد 

إيه اخر ما توصلتم إليه من نتائج البحث العلمي على الدواء الجديد وهل هيتم تسويقه قريباً 

للأسف دكتور ماجد لاحظنا سلوك عدوانى على حيوانات الاختبار اكثر مما كنا نتوقع 

 دكتور ماجد .. ازاى يعنى هل تم حقنه بجرعه كبيرة أكثر من اللازم 

 دكتور سعيد ..  الحيوان كان تحت الملاحظة ثانية بثانية وكل التقارير كانت مطابقة لنتيجة البحث .  انتهيت من العمل اليومى وروحت البيت وكان الوقت متأخر جداً وتركت دكتوره ليلي تستلم مكانى ودون 
الملاحظات اللى هتظهر على الحيوان..

 اتصلوا بيا بعد الفجر قالوا أن الحيوان فى حالة هياج شديد داخل حجرة الاختبار  ومش عارفين يسيطرو عليه 

د.ماجد .. طيب ورأي دكتورة ليلي إيه ؟
وايه وصل الحيوان لحاله الهياج الشديدة دي 

د سعيد..  مش عارف 
 حتى دكتورة ليلي غير موجودة 
 مش عارف هى فين جيت الصبح ملقيتهاش وحتى داخل المختبر مفيش حد عارف هى راحت فين 

خرج عامل من حديقة المختبر الخلفية يصرخ من الفزع 
قتيل ...قتيل 

لينظر كل من د. سعيد ود. ماجد إلى الآخر فى دهشه ثم ينطلقان إلى مكان الحادثة 
ليقف الاثنين فى ذهول  أمام الجثة المشوهة بتلك المخالب أنها دكتورة ليلي 

فى  مشهد سابق للحادثه وفى ردهة الاستقبال للمستشفى المشهورة 

تنادى الممرضة بصوت عالي 
دكتورة ليلي ... دكتورة ليلي 

تلتفت إليها ليلي وتنظر إليها بوجه ضاحك بشوش نعم يا فاطمة عاوزه ايه تانى سيبنى امشى بقي 

لترد فاطمة ... اسفه والله يادكتورة  بس دكتور حسام  قالي ابلغ حضرتك أنه منتظرك فى غرفه الكشف بتاعته عاوز يقولك حاجه ضرورى.. 

ماشي يافاطمة لما اشوف عاوز إيه دكتور حسام 

تذهب ليلي نحو الغرفة وتطرق الباب بهدوء 

ليأتي صوت د. حسام من الداخل 
اتفضل 

تدخل ليلي وتغلق الباب خلفها 
ليقوم حسام من خلف المكتب لاستقبالها  ممسك بيدها فى ترحاب 

أهلاً وسهلاً دكتورة 
أهلاً بيك دكتور 

د.  حسام ..يعنى لو مش أنا اللى اطلب اشوفك متعديش تسلمي عليا 

ترد ليلي ... خالص دكتور حضرتك عارف أول ما يخلص النوبطشيه بتاعتى بروح بسرعه علشان ماما وبابا ميقلقوش عليا 

خير دكتور فى حاجة حضرتك عاوز تبلغنى بيها 

حسام يرد فى خجل الحقيقة آه كنت بستاذنك تقعدى بدالي النبطشية دى النهاردة عندى مناسبة سعيدة فى البيت وفى الحقيقة ومخبيش عليكى كنت ناسي  ولسه فاكر ولو كنت افتكرت من امبارح مثلاً كنت اعتذرت عن النهاردة وخليت أي حد من الزملاء يقعد مكاني 
بس للأسف لسه فاكر 
فامفيش حد ادامي غيرك انتى يا اجدع دكتورة فى المستشفى كلها ... 

معقول ياحسام ده أنا لسه مخلصه حالاً وتعبانه جدآ وعاوزه اروح ارتاح 

معلش يا دكتورة ساعتين ثلاثه بالكتير مش هتاخر عليكى اوعدك أخلص بسرعة وارجع استلم منك النبطشية 

ليلي فى استسلام ماشي يا دكتور . لكن متتأخرش عليا 

حسام متشكر جداً يا اعظم دكتورة فى الكون كله 

ليلي طيب اتفضل بسرعه قبل ما اغير رائي  ..

خرجت ليلي لتحدث فاطمة فى الردهة 
وحياتك يا فاطمة تعملي لي مج كبير نسكافيه علشان افوق للنبطشيه التانية 

لترد فاطمة... حاضر 
من عينى يا دكتورة 
والله ما بشوف حد يجى على نفسه زيك كده 
كلهم بيستغلوا طبيتك وحنيتك 

معلش يا فاطمة الله اعلم بظروفهم 
عقبال ما تعملي النسكافية هكلم بابا و ماما ابلغهم أنى هتأخر 

تيجي فاطمة بالنسكافية لغرفة ليلي وهى بتقول 
الحقي يادكتورة تعرفي مين هنا فى المستشفى 

ردت ليلي مين يافطومة 

الفنانة المشهور اللى أفلامها ومسلسلاتها مكسرة الدنيا 
ودخلت عند المدير 

ليلي باستغراب وإيه جايبها فى ساعة متأخرة كده 

ضحكت فاطمة .. هى ما بتجيش غير متأخر كده كل مرة 

ليلي ..وهى بتيجى هنا فى المستشفى كتير 

فاطمة كتير جدآ وكله بيكون فى الوقت ده تقريباً علشان محدش يشوفها ... فنانه بقي 

بس غريبه المرة دى جايه لوحدها 
كل مرة بيكون معاها راجل أو ست 
شكلها بتعطف عليهم وتساعدهم لوجه الله علشان تكون حسنه مخفيه 

ليلي ... آه 
قد إيه فنانه عظيمة واإنسانه 

فاطمة.. طيب أنا هروح علشان اخلص اللى ورايا 

ليلي  وهى بتضحك ماشي يافطومة 
وأنا كمان هشرب النسكافية وأمر على غرف المرضى 

قامت ليلي لتمر على غرف المرضى وجدت هذه الغرفة مفتوحة لتحدث نفسها من فتح هذه الغرفة الخاصة بالعمليات فى هذا الوقت 

مشيت ليلي بهدوء شديد حتى لا يشعر بها من بداخل الغرفة لتقف فجأة مصدومه مما تسمع 

فجاء صوت مدير المستشفى وهو يهمس إلى الفنانة المشهورة 
اتفضلي ده نصيبك من عمليه بيع الاعضاء الأخيرة 

نظرت الفنانة الي المبلغ بس ده مش ثمن كليه واحده 
ده أنت صفيت الراجل من كل حاجه قبل ما تعلن وفاته لأهله 
كلياتين وكبد وعينتين 
ومعرفش خدت ايه تانى أنت والفريق الطبي بتاعك... 

لا يافنانه صدقيني هى كليه واحده اللى اخدناها حسب الاتفاق حتى اسألي السمسار بتاعك 

اومال الراجل مات من ايه 

الدكتور.. عمرة خلص يافنانه هنعترض على قضاء الله 

ماشي يا دكتور المرة الجاية ياريت لما أجل اللى ابعته يخلص فى غرفة العمليات تبقي تزود الفلوس شويه انت عارف أنت بتكسب كام من ورايا ومن الناس اللى ببعتهملك  وانى بساعد أسرهم بعد ما بيموتوا 

بيضحك مدير المستشفى ضحكه غريبه وهو بيقول 
يعنى انتى بتسعديهم لوجه الله ما كله بحسابه والزبون ماضي ودافع الثمن من أعضاء جسمه 

الفنانة بعصبية خلاص خلاص خلينى امشي قبل ما النهار يطلع 

تقف ليلي فى ذهول وهى لا تصدق ما سمعته باذنها 
ليخرج مدير المستشفى ليجدها واقفه متجمده مكانها 

يصرخ فيها انتى هنا من أمتي 
لتجيب ليلي 

أنا سمعت كل حاجه وهبلغ عنك وعنها نقابة الأطباء والنائب العام

قاطعها مدير المستشفى بعصبية انتى مجنونة دى مستشفى كبيرة ولها اسمها وسمعتها 
وأنا بحذرك تفكرى تعملي كده 

سكتت ليلي قليلاً وهى تحدث نفسها 
دى فرصة ذهبية علشان اساومه اني اشتغل في المختبر واعرف  السلاح البيولوجي اللي بيعملوا عليه التجارب وساعتها اقدر اعرف كل حاجه ويكون معايا الدليل اللى اقدمه للنائب العام  لكشف اكبر شبكة مافيا تعمل فى تجارة الأعضاء البشرية 

ليقطع صمتها فى حسم قالتى إيه ؟

ردت ليلي موفقه أنى اسكت بس بشرط تحولنى للعمل فى المختبر اللي بيتم فيه التجارب 

نظر إليها المدير فى ريب 
ثم ضحك ضحكة صفراء 
وقال لها بس كده دى حاجة سهله جدآ 
أنا هكلم دكتور سعيد حالاً وتمسكى المراقبة بدال منه الليلة ...
إلي اللقاء فى الجزء الثاني

يمكنك مشاركته عبر

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا