لقاء تحت الأرض
قصة قصيرة
لقاء تحت الأرض
للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل
في نهايه الدراسة الجامعية علمت من زملائي أبناء القاهرة أبدء تشغيل نوع جديد من المواصلات يدعي مترو الأنفاق تم تشغيله مؤخراً يوفر الوقت و مريح و بسعر متميز
حينها قررت أن أجرب هذه النوعية من المواصلات بعد أن كرهت إستخدام أتوبيسات النقل العام المزدحمة و التي يختلط فيها الحابل بالنابل و تكثر بها المشاكل و السرقات .
كم كانت فرحتي عندما دخلت المحطة و قطعت التذكرة ووجدت عالم جديد يعج بالحياة تحت الأرض ، لم أستطع تحديد المترو المتجه إلي الجامعة و كلما سألت شخص لا أجد أجابة شافية ، بعضهم تركني و أسرع عدوأ ليلحق بالمترو الذي ينتظره والبعض يرفض مجرد الرد ،في خضم تلك الأحداث و التوهان الذي أصابني و جدت فتاة تجلس في هدوء لا تهتم بما يدور حولها و كأنها في عالم آخر ،أتجهت إليها متسائلاً في خجل عن المترو المتجه إلي الجامعة و علمت منها أنها مثلي ليست من أهل القاهرة و أنها لا تعلم شئ و أنها متواجدة في المترو كنوع من تجربة تلك الوسيلة التي سمعت عنها من زملائها في كلية الآداب التي تدرس بها
و من حسن الطالع أنها من نفسي المدينه التي أتيت منها . وقررت أن تركب معي المترو إلي الجامعة و أن نخوض التجربة معأ و خلال رحلة المترو تبادلنا أرقام الهواتف
و أصبح لقائي بها تحت الارض في إنتظار المترو للذهاب إلي الجامعة عاده يومية و طقس من طقوس الدراسة لم نخلفها طوال العام الدراسي
و مع الوقت تطورت علاقتي بها و نما الحب بيننا و أصبحنا نتمني إلا تنتهي السنة الدراسية حتي نستطيع اللقاء دون أنقطاع و بمجرد أن أنتهت السنة ألتحقت بالعمل في أحدي الشركات الكبري بالعاصمة وهي عادت إلي المدينه .و لكن كل أسبوع نلتقي في محطة المترو و نقطع تذكرة ذهاب و اياب من أول الخط إلي آخره و أصبحت المحطة مكان للقاء و خط المترو بكل محطاته شاهد علي حبنا .
في النهايه قررت أن ارتبط بها رسميا بعد أن سرنا معأ الآلاف الأميال عبر سنوات الحب
و بالفعل تواصلت مع والدها تليفونيا و الذي رفض زواجي منها رفضاً قطعياً و منعها من الخروج من البيت و علمت برغبته في زواجها من طبيب حاصل علي الماجستير و له مستقبل واعد .
مرت الأيام و أنقطع التواصل بيننا ، الهاتف خرج عن نطاق الخدمة و لم تعد هناك وسيلة لمعرفة اخبارها ، من فترة لأخرى أذهب إلي المحطة في نفس الوقت الذي اعتدت علي لقاءها علي أمل أن تحدث المفاجأة و أجدها في المحطة و لكن هيهات .
و بمرور الوقت بدأت في رسم لوحة لها في محطة المترو
و بعد أن انتهيت من تلك اللوحة أصبحت مقيم في المحطه بصفة مستمرة لا ارغب في الخروج ،اجلس أمام اللوحة اتذكر كل الكلمات و الهمسات و أتكلم بهمهمات لا يفهم مرتادي المحطه
و مع مرور السنين أصبح الإسم الشائع الذي أطلقه الركاب علي المحطه "مجنون سلوي "
التعليقات الأخيرة