???? برّ الوالدين في شيخوختهم… شرف واصطفاء من الله
???? برّ الوالدين في شيخوختهم… شرف واصطفاء من الله
بقلم احمد الشبيتى
مع تقدم الوالدين في العمر، وبلوغهما سن السبعين والثمانين، تبدأ أمراض الشيخوخة وضعف الحركة بالظهور، وهنا تكون الحاجة ماسة إلى رعاية خاصة ومرافقة حانية.
غالبًا ما يتوزع هذا الجهد بين الأبناء، لكن الواقع يُظهر أن الحمل الأكبر يقع على أحدهم، إما لانشغال الآخرين أو لبُعد سكنهم أو لسفرهم.
وهنا يقف سرّ من أسرار القدر: أن الله سبحانه وتعالى يختار من بين الأبناء من يشرفه بهذا الدور العظيم، ليحمل النصيب الأكبر من خدمة أبيه أو أمه، وليُكتب له الأجر الوفير في هذه اللحظات التي لا تُعوّض.
???? أدلة من القرآن الكريم:
قال تعالى: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا۟ إِلَّا إِيَّاهُ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًۭا كَرِيمًۭا} [الإسراء: 23].
وقال جل شأنه: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًۭا} [الإسراء: 24].
???? من السنة النبوية:
قال النبي ﷺ: «رَغِمَ أنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُهُ». قِيلَ: مَن يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: «مَن أدْرَكَ والِدَيْهِ عِندَ الكِبَرِ، أحَدَهُما أوْ كِلَيْهِما، ثُمَّ لَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ» [صحيح مسلم].
وقال ﷺ: «الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه» [رواه الترمذي].
???? إجماع الأمة:
أجمع العلماء على أن برّ الوالدين من أعظم القربات وأحب الأعمال إلى الله، وأن عقوقهما من الكبائر المهلكات. ويزداد حقهما عظمًا عند الكِبَر والضعف والحاجة، فيكون البر بهما فرضًا مضاعفًا.
???? توجيهات عملية:
اجعل رعايتك لهما بوجه طَلِق ولسان لين.
لا تُشعرهم أنك متضجر أو مثقل، حتى لا يجتمع عليهم الألم النفسي مع ألم الجسد.
أشرك أبناءك في خدمتهم، وعلّمهم أن ذلك من أعظم أبواب الجنة.
قدّم الخدمة قبل أن يطلبوها، فهم يستحيون من الطلب.
أدخل السرور عليهم بالحديث والضحك والمجالسة، فذلك يُحيي قلوبهم.
???? خلاصة:
خدمة الوالدين في شيخوختهما ليست عبئًا، بل هي نعمة واصطفاء. وربما تكون هذه اللحظات أثمن من كنوز الدنيا، فهي أبواب الجنة المفتوحة بين يديك، فاغتنمها قبل أن تُغلق.
التعليقات الأخيرة