news-details
مقالات

هل تنجح القرية في تقديم نائب للبرلمان؟

هل تنجح القرية في تقديم نائب للبرلمان؟


كتب/ وفدي عبد الواحد

تظل الانتخابات البرلمانية إحدى أبرز المحطات السياسية التي تكشف عن موازين القوى داخل المجتمعات المحلية، ولا سيما في القرى التي تسعى دائمًا لإيجاد ممثل عنها تحت قبة البرلمان. والسؤال الذي يفرض نفسه: هل تستطيع القرية أن تفرز نائبًا قادرًا على المنافسة والفوز؟

الحقيقة أن الأمر لا يتوقف على الرغبة وحدها، بل على مجموعة من العوامل المتداخلة. أول هذه العوامل القاعدة الشعبية، فالمرشح الذي يحظى بدعم قريته أولًا يكون قد قطع نصف الطريق، إذ يصبح صوته مسموعًا وسط الدائرة. لكن هذا الدعم يحتاج إلى شرط مهم، وهو وحدة الصف؛ إذ لا يمكن لمرشح أن ينجح إذا انقسمت العائلات أو سادت الخلافات الداخلية.

العامل الثاني هو السمعة والسيرة الطيبة، فالناس تميل إلى انتخاب من عُرف بينهم بالصدق وخدمة أبناء بلدته، سواء من خلال العمل العام أو المواقف الإنسانية. وقد أثبتت التجارب أن الناخبين قد يعطون أصواتهم لمرشح بسيط الإمكانيات لكنه قريب من قلوبهم، أكثر من مرشح يملك المال والنفوذ بلا تاريخ اجتماعي مشرف.

أما العامل الثالث فيتعلق بـ الامتداد خارج حدود القرية. فالمقعد البرلماني لا يُحسم داخل حدودها فقط، بل يحتاج إلى تأييد من القرى والعزب المجاورة، مما يستدعي بناء تحالفات وعلاقات واسعة. وهنا تظهر مهارة المرشح في إدارة حملته الانتخابية، وإقناع الآخرين بقدرته على تمثيل الدائرة بأكملها لا بلدته وحدها.

ولا يمكن إغفال الدور المادي والإعلامي، فالعصر الحالي فرض أدوات جديدة للتواصل مع الناخبين، سواء عبر اللقاءات الشعبية أو وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب تكلفة الحملات والدعاية. غير أن هذه الأدوات تظل بلا قيمة إذا لم تُدعَم بمصداقية حقيقية.

في النهاية أن  نجاح القرية في إخراج نائب للبرلمان ليس حلمًا بعيد المنال، لكنه يحتاج إلى تكاتف أبنائها وتغليب المصلحة العامة على النزاعات الفردية، مع اختيار شخصية تتوافر فيها الكفاءة والقدرة على التعبير عن هموم الناس. فإذا اجتمعت هذه الشروط، فإن الطريق إلى البرلمان يصبح ممهّدًا، وتتحول القرية من مجرد تجمع سكاني إلى قوة سياسية فاعلة داخل الدائرة.

يمكنك مشاركته عبر

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا