• مصر
  • الاثنين، ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٥
  • أخر تحديث 02:30:30 AM
news-details
مقالات

ازدواجية العمق و تجانس الفكر             

ازدواجية العمق و تجانس الفكر 
           

  بقلم 
محمد ابراهيم الشقيفي 
لسنا أمام شعور غير متألف ، عند رؤية آليات الوجع ، أو مرادفات تستخلص منها المخاوف ، حين يشتد علينا إعصار الفزع ، إن أغصان الزيتون تنتفض ، وهى تواجه خطر الانتكاسة ،  هناك واقع وتصورات ، وأحداث تحتاج إلى تأملات بكل فراسة ، و رغم تجانس الفكر ، وتوارد الخواطر فى منطق الرأى ، و ازدواجية العمق التي تنبثق من قوي الأقلام الناعمة ، إلا أننا نحتاج إلى لغة غير ركيكة ، تعكس فصاحة القائل ، تجسد صمت البوح ، تعبر عن النقيضين فى آن واحد.
والشعر بطابع الحسن ، الذي يسكن اللفظ ، أداة تزين عرس الجمال ، ليظهر منظوم القول ، كي يعبر عن ذاتية الوجع ، ونحن في أمس الحاجة باكحل الظروف ، إلى سماع صوت التناغم بين الحروف ، وشعراء العرب هم أجدر من تفوهوا صدقا ، عن  قضايا الوطن ، ظلوا سفراء من غير مضض، أوقدوا مصابيح شفافة ، تكشف عن الغام زرعتها الأحقاد ، فى سياج الحصار أرادوا من وراءه الكذب والسفاح ، ومن أبرز الشعراء فى بلدان العرب ، الذين فطنوا لما يحاك فى هزيع الليل الأول إلى منتصف السحر  ، ترجموا لنا لغات النجوم فى الافلاك المجرات ، منهم الكاتبة و الشاعرة الدكتورة (آمال رجب المناعي)  السفيرة الدولية للسلام العالمي والقضايا العادلة .
لقد انبنت تونس الخضراء ، من بين طين الأرض ، جذوع تتسلق على اهدابها أحلام ، ترجوا السلام ، وإن كنا فى زمن الشح اللغوي ، ندرس تحليل محتوى المعلقات،  لكبار شعراء الجاهلية أمثال (عنترة العبسي) أو ( امرئ القيس) ، وقد لا نضاهي قولاً واحداً ، مما وصل إلينا من تواترا للشعر ، منسوب القول إلى العتي (النابغة الزبياني) ، إلا أننا رغم تراجع المتحدثين باللغة والمحدثين على درب الهدى ، يقطن بيننا  أستاذة متخصصين ، أحاطوا بعلوم الصرف والنحو ، منهم رئيسة جمعية الآمال الدولية للطفولة العربية الشاعرة  ( آمال المناعي) التي نالت درجة استثنائية في المنظومة الإبداعية ، فلم ينشق لها غبار ، فى مجالات اللغة العربية ، وعلى أثر ذلك كرمتها ، الجمهورية التونسية ، من أعلى منابرها العلمية بوزارتي التربية والتعليم و الثقافة،  وحين يذكر  بالساحة أسماء الاعلام أمثال (عبدالله بن مالك القاسمي ، الشاذلي خزندار) إحدى أكابر الشعراء التونسيين ، لا بد من التفوه من غير تحملق جاحظ للعينين ، و دون تمتمة غير مفهومة ، ونذكر أنفسنا فى مجالس المبدعين ، بقامة مرفوعة الرأس سيرة الدكتورة/ آمال المناعي ، الحاصلة  على شهادة الدكتوراة الفخرية من البورد الأوروبي ، صاحبة ديوان (الهزيع المترجل) والتي تعد من ألمع  شعراء العرب ذوى الحنكة العالية ، من غير فلسفة تفسد لوعة القول ، و كما افاضت علينا مصر ، بفطنة شاعر النيل (حافظ إبراهيم) ، رسمت لنا شاعرة غصن الزيتون التونسية،  ذاتية الوجع فى قصائد ملحمية الواقع  المرير ، لم تخدش كلماتها الجياشة بالبكاء ، حياء العذرية البيضاء ، كتبت عن فلسطين (بلقيس والياسمين) ، سميت بشاعرة النيل ، و طاف حولها النقاد بالعديد من الدراسات ، أمثال  الدكتور جمال العراقي ، الذى أفرد لها مؤلفا كاملاً ، يحمل عنوان ( الشعر العذري في كتابات الشاعرة آمال رجب المناعي )، إنها إحدى شعراء النضال والتحرير ، الذين التزموا بقضايا المجتمع ، فكتبت ما بعد الأرض والنار .
و جسدت شاعرتنا المبجلة ( مستشارة الشؤون السياسية والقانون الدولي لدى منظمة الامم المتحدة والاتحاد الأوروبي) رفات الحلم الضائع بكلم حنون ، ومن أرق ما استهدف الإحساس (فمن كان مثلي لا يجب أن يحلم ) تحدثت صاحبة الست دواوين شعرية ، عن الوداع ، عاتب دمعها الغزير مؤنس وحدتها ، و أدهش العقل فخامة اللفظ ،فى ديوان عشق وتوصف ، وتأثر الوجدان برؤية الدعوة إلى الأمل ، فى قصائد تنهر سوط،  يشبه قطعية السيف الاعوج ، داخل أروقة العذاب ، قالت كلماتها الدافئة  دعونى أحلم ، بعد حديثها عن شغف الخوف، دون تزيد للقاء الحبيب ، فكانت رسائلها المشفرة ، عن خروج الزمان عن المكان ، تذبح ليل الهوي بكلمات هى قائلها ، أخاف عليك من ليل يبكيك، كأن الدموع لصيقة بكبرياء الأشواق ، ثم اثلجت صدور العالم بقصيدتها الوطنية (فى قلبى فلسطين).
إن الأحداث المزرية  التي تتعرض لها البقعة الضعيفة ، من الأرض ذات الطباق السبع ، نحتاج إلى كاتب ، له رأى غير محتد ، يتكلم بإنصاف عن الشخصية المحورية ، أو النرجسية دون مبالغة على حد سواء ، 
و آمال المناعي مقدمة البرامج و ( رئيسة برابطة مثقفي مصر) لها قدرة على الحضور المبتسم ، رغم انعطاف السير عن المكان .  
المناعي صاحبة رؤية الطرح العميق، كاتبة رأي لقضايا الشأن العام ، من منظور فردي  ، تألقت مقالاتها فى صدارة الصحف الورقية مثل ( القدس العربي ،الوسيط المغاربي ، اخبار اليوم )  امتاز دعمها للأفكار ، باستخدام لغة الفن عبر فكرة ومتن ، وكما أعتاد السرد المطعم بالخيال ، أن يركن إلى الواقع ، و يبرز لنا  أشهر الأدباء ، الذين أثروا الحياة الثقافية بالكتابة ، على غرار أمتع من صاغوا المقال مثل  (محمد البشير الابراهيمي)، لقد مضت الأديبة آمال المناعي ، ومديرة تحرير مجلة الإبداع فى لاهاي بهولندا ، حازمة السير  على خطا ، كتاب الرأي ، أمثال (حياة الحويك) ، لكنها ضفرت خصال الأدب العربي ، و من ثم  كرمها إتحاد الكتاب ، وجمعية الصحفيين و الإعلاميين الشبان ، بجمهورية مصر العربية ، عن دولة تونس في ١٤ /١٠/ ٢٠٢٣,  لقد اضفت رئيسة تحرير جريدة مبدعون العراقية ، عن دولة تونس ، جماليات فضفاضة للرواية ، و كماليات تزين القصة ، عكفت بعاطفة الجرأة ، مقدمة  برنامج المناخ بقناة صوت العرب ، أن تخوض  بفكرها الثاقب ، بين أمواج الروائع ، امتنعا مقالها على باب الطائرة ، كأننا تتنفس فى أجواء باردة .
تلك الأدبية المتكاملة ، نالت شرف التكريم بعد المثابرة ، والعطاء الأدبي ، حصدت جائزة الوسام الثقافي للإبداع من جمهورية العراق عام ٢٠٢٠ ، و استطاعت رئيسة تحرير مجلة الآمال للطفولة والسلام  ، أن تفسر برؤيتها المنفردة ككاتبة ذو أحرف منمقة ، مايحدث ، خلف شرفات الحصون ، قبل انفصام  الزمان عن عروة  المكان ، و تحل لعنة الطوفان ، وتباد هوية  البلدان .

يمكنك مشاركته عبر

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا