دار إقامة كبار الفنانين.. عامان من الوفاء يتوّجها أشرف زكي وعلاء مرسي ومروة عبد المنعم في احتفالية المولد النبوي الشريف
دار إقامة كبار الفنانين.. عامان من الوفاء يتوّجها أشرف زكي وعلاء مرسي ومروة عبد المنعم في احتفالية المولد النبوي الشريف
متابعة الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر
في أجواء مفعمة بالفرح والامتنان، شهدت دار إقامة كبار الفنانين احتفالية مميزة بمناسبة مرور عامين على إنشائها، وجاءت هذه المناسبة متزامنة مع ذكرى المولد النبوي الشريف لتمنح المشهد روحانية خاصة ومعنى إنساني مضاعف، فقد جمعت بين عبق الفن ودفء الرحمة النبوية، وبين الوفاء لجيل قدم عمره على خشبات المسرح وشاشات السينما والتليفزيون، وبين العطاء المستمر الذي تتبناه نقابة المهن التمثيلية برعاية نقيبها الدكتور أشرف زكي، الرجل الذي صار عنوانًا للوفاء وأيقونة للعمل النقابي والفني في آن واحد.
منذ اللحظة الأولى، بدا واضحًا أن هذا اليوم ليس مجرد احتفال بروتوكولي، بل مناسبة صادقة للتأكيد أن الفن وأهله في قلب المجتمع، حيث بدأ الحفل بتقطيع تورتة كبيرة تحمل شعار العامين من العطاء، وسط تصفيق وضحكات الفنانين الكبار الذين ملأت السعادة ملامحهم، وكأن الدار لم تعد جدرانًا وسقفًا، بل صارت بيتًا دافئًا يحتضن تاريخًا فنيًا عريقًا، ورسالة وفاء تستحق أن تُروى للأجيال القادمة.
لم يقف المشهد عند حدود الكلمة أو الرمز، بل امتد ليحمل بريق الفن ذاته، حينما قُدِّم عرض مسرحي غنائي أخرجه الفنان محمود البنا، وشارك فيه مجموعة من الفنانين الذين منحوا العرض روحًا مليئة بالحب والعرفان، وكان من بينهم الفنان علاء مرسي، الذي قدّم بروحه الخفيفة وأدائه الصادق لمسة إنسانية أبهرت الحاضرين، إلى جانب مشاركة الفنانة مروة عبد المنعم، الفنانة فاطمة محمد علي، الدكتورة هبة الله سامي، والفنان ياسر علي ماهر، فكان العرض بمثابة هدية من جيل يواصل المسيرة لجيل أسس الطريق وزرع البذور.
الحضور لم يكن عاديًا، فقد حرص عدد من نجوم الفن على مشاركة زملائهم هذه اللحظات المؤثرة، منهم الفنان أيمن عزب عضو مجلس النقابة، والفنان محمد صلاح آدم، والفنان أشرف طلبة، حيث جاء وجودهم تعبيرًا عن أن فكرة الوفاء لا تتجزأ، وأن الوقوف إلى جانب الرواد واجب أخلاقي قبل أن يكون مسؤولية نقابية، كما تزيّنت القاعة بوجود كبار الفنانين المقيمين في الدار، مثل الفنانة فادية عكاشة، الفنان حمدي العربي، والفنانة فاتن الحلو، الذين بدت على وجوههم علامات الاعتزاز والفخر، فهم يرون نتاج أعمارهم يُكرَّم بالحب لا بالكلمات فقط.
الاحتفالية حملت رسائل إنسانية كثيرة، أبرزها أن أشرف زكي لا يزال يسير على خط واحد لا يحيد عنه، خط يعتبر أن الفنان بعد أن يُعطي عمره للفن لا يجب أن يُترك وحيدًا، بل يستحق أن يُكرَّم ويُحتضن في بيت يليق بتاريخه، وأن علاء مرسي وغيره من أبناء الجيل الحالي، يؤكدون أن الوفاء لا يزال باقٍ وأن الأجيال تتواصل بروح الحب والإبداع.
ومع تزامن الاحتفال مع ذكرى المولد النبوي الشريف، جاء المعنى أعمق وأكثر إشراقًا، فقد بدا وكأن الرحمة التي حملها النبي الكريم تُترجم على أرض الواقع، في صورة وفاء لرموز الفن الذين أسعدوا ملايين القلوب، والذين يجدون اليوم من يحتفل بهم ويمنحهم الأمان والدفء. لم يكن الحفل مجرد مناسبة عابرة، بل كان بمثابة عهد جديد بأن الفن سيظل رسالة إنسانية راقية، وأن دار إقامة كبار الفنانين ستبقى شاهدًا حيًا على أن مصر لا تنسى أبناءها المخلصين.
التعليقات الأخيرة