بين القُرب والبُعد
بين القُرب والبُعد
بقلمي هدى عبده
أيا ساكنًا في مسافات روحي
لماذا تركت الفؤادَ غريبــا؟
أمدُّ إليكَ جداولَ حبّي
فتتركُ عطري يموتُ شحيبا.
أأنسجُ حلمي بليلٍ طويلٍ،
وأصحو على الصبح جرحًا رهيبا؟
وتعلم أني زرعتُك وردًا
وسُقتك قلبًا نقِيًّا قَريبــا.
فلم تُشعل النار في مقلتي؟
وتتركني بعد شوكٍ صَليبا؟
وتبني سدودًا على مهجتي،
وتغرس بيني وبينك ريبا؟
أنا بين وعدك نجمٌ يضيء،
وبين جحودك حزنًا عطيبا.
أموتُ إذا جئتُ بابك يومًا،
وأحيا إذا مسّ حبك طيبا.
خذ العمرَ كلَّهُ يا حبيبي،
فأنت الندى، والحنين، نَديا.
خذ العينَ، خذ مهجتي إن أردت،
فما عدتُ أخشى فراقًا صعيبا.
أيا من ملكتَ فؤادي جميعًا،
أما آن أن تمنحَ العهدَ قُربا؟
أما آن أن تجمع الروحَ يومًا،
وتتركها لا تعودُ غريبا؟
فإن جئتَ صرتُ بظلّك طيرًا،
يُغنّي بفرحٍ ويُهدي القلوبا.
وإن صدفتني كسرتُ جَنَاحي،
وعدتُ جدارًا ينوحُ جراحا.
فإني رجوتُكَ، لا تتركني،
فقد ضاقَ صدري وصار كئيبا.
تعالَ إليّ، فما العمرُ يمضي،
ولا شيء يبقى، سواك حبيبـا.
تعالَ نُعيدُ لليلِ نجومًا،
ونكتبُ شمسًا تُضيء الدروبا.
ففي حضننا تنحني كل أحزان،
ويولدُ عمرٌ جديدٌ رطيبا.
_____________
د. هدى عبده
التعليقات الأخيرة