هايدى فلفل تكتب : فؤاد المهندس الضحكة الراقية وأستاذ المسرح المصرى
هايدى فلفل تكتب : فؤاد المهندس الضحكة الراقية وأستاذ المسرح المصرى
كتبت هايدى فليفل
عندما يُذكر اسم فؤاد المهندس، يتبادر إلى الذهن فور ذلك الفنان الاستثنائي الذي جمع بين الموهبة الفطرية والالتزام الفني، وبين الضحكة الصافية والفكر الراقي. هو ليس مجرد ممثل كوميدي أضحك أجيالا متعاقبة وحتى يومنا هذا ما زالت هذه الأعمال قادرة على إدخال البهجة في قلوبنا كلما أعدنا مشاهدتها ، بل هو مدرسة مسرحية قائمة بذاتها، قدّم عبرها نموذجًا للفنان الواعي برسالته.
ولد فؤاد المهندس عام 1924، وانطلق من كلية التجارة حيث بدأت بذور عشقه للفن، ليؤسس مع رفيقة دربه شويكار ثنائيًا فنى فريدجمع بين الكوميديا الرشيقة والدراما الإنسانية. على خشبة المسرح، قدم أعمال صارت علامات في تاريخ الفن المصري مثل: سك على بناتك، أنا وهو وهي، سيدتي الجميلة وغيرها من الروائع التي لا تزال خالدة في وجدان الجماهير.
وكمتلقٍ منذ الطفولة، لا أنسى تلك اللحظات التي كنا نجتمع فيها كأسرة حول المسرحيات المصوّرة، نتابع سك على بناتك وغيرها من روائع فؤاد المهندس، فنضحك من القلب ضحكة صافية بريئة. كانت تلك اللحظات تجمع بين البهجة والتعلّم، وتمنحنا شعور بالدفء العائلي. واليوم، يفرض السؤال نفسه: أين هي تلك الضحكة؟
ما ميز فؤاد المهندس أنه حول المسرح إلى بيت للعائلة المصرية، فقدم الكوميديا بلا ابتذال، والضحك بلا إسفاف، والرسالة بلا مباشرة. كان يحترم الجمهور ويؤمن بأن الفن وسيلة للتربية بقدر ما هو وسيلة للتسلية.
لم يكن مجرد نجم مسرح، بل كان معلم لجيل كامل من الممثلين، وملهِما لأجيال لاحقة من الفنانين. وهو اليوم يعد مثالا يحتذى به في الالتزام والانضباط الفني، واحترام رسالة المسرح باعتباره أداة للتنوير والتثقيف.
إن استدعاء تجربة فؤاد المهندس اليوم ليس من قبيل الحنين إلى الماضي فقط، بل هو دعوة حقيقية لإعادة النظر
التعليقات الأخيرة