• مصر
  • الثلاثاء، ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٥
  • أخر تحديث 04:47:33 PM
news-details
مقالات

فضل الإيمان والأخوة

فضل الإيمان والأخوة

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، أحمدك اللهم حمدا ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء، وأشكرك وأستغفرك، وأشهد أنك أنت الله وحدك لا شريك لك، ولا حول ولا قوة إلا بك، بك نحول، وبك نصول، وبك نقاتل، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبدك ورسولك الذي جاهد في الله حق جهاده، جاهد بسيفه ولسانه وسنانه، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه أما بعد، لقد أمرنا الله عز وجل بالمؤاخاه وبالمواساة وقال تعالي " إنما المؤمنون أخوة " وقد تجلى هذا الواقع المشرق يوم أن آخى النبي صلى الله عليه وسلم ابتداء بين الموحدين في مكة، وهذه هي المرحلة الأولى من مراحل الإخاء فقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أهل التوحيد في مكة، وبين الذين اختلفت ألوانهم وأوطانهم وألسنتهم وأشكالهم. 




آخى بين حمزة القرشي وسلمان الفارسي وبلال الحبشي وصهيب الرومي وأبي ذر الغفاري، وكان هؤلاء على إختلاف ألوانهم وأوطانهم بعد أن آخى بينهم رسول الله صلي الله عليه وسلم ذهبوا يرددون جميعا قول الله سبحانه " إنما المؤمنون أخوة " ثم آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أهل المدينة من الأوس والخزرج بعد حروب بينهم دامية طويلة، وبعد صراعٍ مرير دمّر الأخضر واليابس، ثم آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أهل مكة من المهاجرين، وبين أهل المدينة من الأنصار، في مهرجان حب، لم ولن تعرف البشرية له مثيلا، تصافحت فيه القلوب، وإمتزجت فيه الأرواح، وتأمل هذا المشهد الرائع الذي رواه البخاري ومسلم، من حديث عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين سعد بن الربيع. 





فقال لي سعد يا عبدالرحمن، إنني أكثر الأنصار مالا، وسأقسم مالي بيني وبينك شطرين، ولي زوجتان، فانظر أعجبهما إليك لأطلقها، فإذا انقضت عدتها تزوجتها، فقال عبدالرحمن بن عوف بارك الله لك في أهلك ومالك، بل دلني على السوق إلى آخر القصة، وانظر إلى ما مات عليه، فعن محمد بن عبدالرحمن بن أبي صعصعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من رجل ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع؟" فقال رجل من الأنصار أنا، فخرج يطوف في القتلى، حتى وجد سعدا جريحا مثبتا بآخر رمق، فقال يا سعد، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أنظر في الأحياء أنت أم في الأموات، قال فإني في الأموات، فأبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام، وقل إن سعدا يقول جزاك الله عني خير ما جزى نبيا عن أمته، وأبلغ قومك مني السلام، وقل لهم إن سعدا يقول لكم. 






إنه لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم ومنكم عين تطرف، فلئن سألت من الذي يعطي الآن عطاء سعد؟ فسأجيبك وأين من يتعفف الآن عفة عبدالرحمن بن عوف، وإن كان الحديث يعد أقوى دليل على الأخوة في الله، ولكن إستنبط منه دلائل أخرى، ألا وهي التغير الجذري الذي قاده النبي صلى الله عليه وسلم في أن يصنع نجوما تحلق إلى أعلى السماء من تغير الطباع الجبلية جذريا بحيث لا يتخيل أحد مثل هذه الأمثلة من المواقف وردود الأفعال، وأيضا فضل الإيمان والأخوة في الوصول إلى سلامة الصدر التي تصل بين المؤمنين إلى هذه الدرجة من الخيال الإجتماعي، وبهذه الروح قاد النبي صلى الله عليه وسلم العالم لأنه يعلم أن من خلفه شيء واحد لذلك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين عن النعمان بن بشير رضي الله عنه. 





عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر" وقال أيضا " إنما المؤمن كالجمل الأنف، حيثما قيد إنقاد"

يمكنك مشاركته عبر

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا