حين انكسرت المرايا
حين انكسرت المرايا
بقلمي هدى عبده
كنت أظن القلوبَ ضياء
أبواب حب بلا انتهاء
أفتحها للعبورِ جميعا
كأني وطن، كأني فضاء
لكنني حين صافحتُ وجها
رأيتُ بريقا يواري الخفاء
ضحكاتُهم تخبئُ غدرا
وتزرعُ في العين شوكَ الجفاء
قدمتُ قلبي كطفل بريء
يسقونه ملحهم في العراء
ذبلت، وما كنتُ أعلمُ أني
أهديتُ عطري لسرب شقاء
علموني بأن الصفاء جنونٌ
وأن الحنانَ قناعُ هباء
غير أني حفظتُ دروسي
وأبصرتُ نفسي وراءَ البلاء
فالجرحُ صار نشيدَ انتصاري
والخذلانُ نارٌ تُضيءُ الدواء
والمرايا التي انكسرت يومها
أعادتْ لروحي حقيقةَ الأشياء
ومن رمادِ انكساري صنعت
نهارا جديدا… طريقَ الرجاء
طريقا لمن يعرفون الوفاء
ولا يعرفون فنونَ الخداع
ولا لغةَ الرياء
د. هدى عبده
التعليقات الأخيرة