سفيرة العمل التطوعي
سفيرة العمل التطوعي
بقلم
محمد إبراهيم الشقيفي
وإن تشابه الدر المختار ، حتماً اختلف المعيار ، فلكل مضمون جوهر، وميزان يكال به الأعمال ، هكذا الشخصيات التي تتسم بالروح الجماعية، ونكران الذاتية رغم التسابق، فى مدار الأعمال التطوعية، وان تقارب الشكل وتشابه الجهد، فلكل مصباح شمعة تضيء الدرب، على قدر سعة المكان ، والوطن العربي مفعم بالرائدات، رغم اختلاف الثقافات والحضارات، نحاول النيل من ثمار الطرح، المحملة بالخير والعطاء، فربما ترتدي الحلي ، لكن لا قيمة للزينة، إن خلا الثوب المطرز من العطر، لقد ابحرنا إلى قاع الفكر، ثم تأملنا أشكال كرات الثلج، بين تاوهات المطر، فابصرنا لمعة الطيف، رغم زحام الدمع، على خد تشقق من كثرة السهر، لقد طاف بنا الوجدان بمشارق الوطن، واستلهمنا مذاق الحضارة العمانية، وأشكالها المعمارية، من بين طيات صفحات، صدى أصوات الجمال.
وإن كانت الأفكار تتوارد لدي بعض العقول، إلا أن السياق الإبداعي، يتنوع حسب الإرث التاريخي، المتأصل بوجدان شعوب الدول .
و الإعلامية العمانية، عضو مجلس الدولة الدكتورة (منى بنت محفوظ بن سالم المنذرية )، تحذو فى العطاء الفكري، شأن ما تتمتع به المرأة العمانية من فرط السخاء، تملك المشاعر التي تحمل للود، أجمل ما احتضنه القلب من معنى يضاهي لون الودة البيضاء.
و لقد أصبحت المرأة العمانية بصفة عامة، ذات ثقل يسكن نبض الإطار المجتمعي ، لما قدمته من مبادرات وورش عمل وفعاليات ، ولقد استطاعت المنذرية، أول إعلامية فى الإذاعة والتلفزيون العماني، أن ترسم لوحة فنية، غنية بالألوان الطبيعية، فى تحليل كل مايدور تحت قبة المجلس التشريعي الأعلى، المختار بعناية من قبل السلطان الحاكم ، و من ثم قد أعدت الدكتورة فى الإعلام البرلماني، دراسات للظواهر الاجتماعية السلبية الحديثة وأثرها على المجتمع العماني عام ٢٠٠٣ ، ثم أبرزت التنوع الخيري، التي تتمتع به النفوس العمانية، مكثت غير بعيداً عن أرض الواقع تحت لواء وسائل الإعلام الرقمية، وأبرزت المنذرية، الحاصلة على وسام عمان من حضرة صاحب الجلالة (السلطان قابوس المعظم)قدرة على إثبات الذات، بالأحرى بعد تمكين المرأة، عبر الإسهام الجاد فى التنمية الوطنية العمانية، وخاصة مجال التكافل والرعاية الإجتماعية ، إلا أن كاتبنا الإعلامية الحاصلة على ماجستير إعلام، قد أعدت دراسات الجدوى للمشاريع الفكرية، التي تعبء باحتجاجات المرأة العمانية، سحقت عنق الجهل و سفكت بدماء الفقر، والقت محاضرات عن التوعية، لكي يتفهم العقل القصد الحقيقي، من إنشاء الجمعيات الأهلية، التي تحاول إشباع احتياجات المجتمع، من خلال الجهود التطوعية، دون مقابل يتلقاه المقبل غير مدبر نحو تحقيق الرخاء.
ومن أبرز الوافدين من الجزر الخضراء، لإستصلاح بوار العقول الجرداء، جاءت منى المنذرية برداء الشخص المسؤول، لكي تعالج الإشكاليات داخل المجتمعات العربية، خاصة مايتعلق بالمرأة والطفل، لكن مستشار الإعلام، لوزير التربية والتعليم للإعلام التربوي، قد انتهجت خطوات، تقديم النصح بكفاءة وموضوعية، لمساعدة الأفراد على إيجاد حل للمشكلات، مع تقديم خلاصة التوصيات والمقترحات، بعد اكتساب رئيسة شعبة المرأة والطفل المهارات الحياتية، من خلال الدورات التدريبية، واتخذت منبر الإعلام كأداة لتقديم الحلول، بعد أن برعت كمقدمة برامج بالتلفزيون العماني، فى فن إدارة المحتوي، ساعدها موقعها (مستشاراً لوزير الإعلام بالتليفزيون العماني)، على إختيار التوقيت المناسب للأسرة، لتناول المستجدات التعليمية، من خلال تقديم طرح متميز للمعلم، مع مراعاة ما يدور فى خلد أولياء الأمور، وليكن ذلك قد تم، في أفضل أوقات البث بالتلفزيون العماني ، ولم يأتي هذا التفرد من فراغ، بل بجهد سبق عهد تكريم (جامعة الدول العربية لها كأول إعلامية فى سلطنة عمان عام ٢٠٠٤ بمقر الجامعة بالقاهرة)، وعبر مثابرة الزائر الدولي للولايات المتحدة، والحديث عن دور المرأة في المجتمع وما تحقق لها، خاضت صاحبة ورشة تصميم المشروعات التنموية، فن إتقان كتابة المقترحات داخل منحيات النضال، وفتحت ذراعيها لتواجه الإعصار، أينما أدركها دون تراجع أو هوان .
و بلا شك لقد اجتازت الحاصلة على بكالوريوس الإعلام تخصص إخراج تليفزيوني، العديد من الدورات التدريبية، لاسيما في الأداء التليفزيوني من جمهورية مصر العربية عام ١٩٧٣ ، أو تطبيقات الحاسب الآلى من مسقط عام ١٩٩٠ ، إلا أن واقع التطبيق كان له الأثر الأكبر ، من منطلق إيمانها بالوازع الداخلي، الذي شكل منها كرزما مختلفة ، ولا مناص من كونها تستحق أن تلقب ( سفيرة المتطوعين) فى الشرق الأوسط.
وربما نجد من العنصر النسائي، من يملك مهارات التحدث، والكتابة باللغة الإنجليزية أو العربية، لكن قلما نصادف من يهتم بتصوير الواقع، بعد دراسة الحيثيات، وهذا ما نجحت في تقديمة الدكتورة منى المنذرية، بعد دراستها دبلوم الإخراج من المملكة البريطانية المتحدة، استطاعت تطوير برامج الفكر، ثم انتهجت الحاصلة على (دورة الإعلام والتوعية في المؤسسات الخدمية) مبدأ الوسطية فى الشرح ، و انتهجت على منبر الثقافة، سهولة العرض،وصولا بالمشهد المعروض إلى التفاعل الجيد، ورحبت كمثقفة بكل ردود الفعل.
لم تكن العمانية التي تتحدث العربية بفصاحة ، والإنجليزية بطلاقة ، مجرد حالة ينطفئ لها البريق، إنما رائدة للعمل التطوعي رغم تحدياته،والتي من أبرزها عدم وجود خطة مدروسة، أو تكريم للانجازات التقنية ، وإن كان للبارزة (ماجي جبران) الملقبة بالأم تيريز المصرية ، جهد جبار فى مواجهة الفقر ، فإن سلطنة عمان قد أفصحت عن نواياها الطيبة فى العمل التطوعي ،لقد أشرقت الشمس، لتمضي الأحداث آمنة، تحت ظل سراج النهار .
أمتعتنا المنذرية بمحاضرتها عن المرأة والأسرة والطفل، وأثرت المكتبة العربية، من خلال مؤلفاتها الثلاثة، والتي وصفت فيها المرأة العمانية، بالمصباح الذي لا ينطفىء، وكأنها لا تنتظر رسالة شكر من أحد ، إلا أن إيمانها بما يقدمه الإعلام من رسالة ، جعلها تفرد لنا مؤلفا ذات طبيعة فكرية غير تقليدية، أسمته ( تأثير الإعلام على المجتمع).
إنها الوصل الحساس، بين انقطاع النفس عن خلوة الروح ، و الإعتراف بحقوق المرأة والطفل، فاشتغلت على فن الكتابة، لتقديم محتوى هادف، راعت فيه البعد النفسي والتربوي للأطفال، و تدربت على أحدث التقنيات الحديثة، فاجتازت بحرفية (دورة تدريبية متقدمة في تطبيقات الحاسب الآلي والإنترنت) بمسقط عام ٢٠٠١، لقد ضربت مقدمة البرامج بالتليفزيون العماني، أروع الأمثلة فى العمل التطوعي، الذي يشكل جزءا من تعاليم ديننا الحنيف ، ولنا من النماذج القدوة فى منظومة العمل التطوعي الإسلامي الصحابي الجليل (جعفر بن أبي طالب) الذي لقبه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (بأبي المساكين ) فلم يكن هذا العمل حداثة للفكر، كما يدعي البعض، خاصة بعد تسجيل الفعل التطوعي، للوهلة الأولى فى بلاد الغرب عام ١٧٥٥ ، هيهات بين الباطل والحق.
إن العمل التطوعي جاء لإشباع النفس البشرية بعد ويلات التشوه، بل التسليم به عين حق وقول صدق، إلا أن هذا العمل محفوف ببعض السلبيات، لكن المرأة المنذرية التي تطرقت، إلى ما لا يمكن التوغل بباطن داره، والتي عكفت على دراسة الظواهر المعقدة، المرتبطة بها حوادث السير في السلطنة، درست كيفية مواجهة السلوك المتمثل في عدم الحذر ، وحالة الطريق والمنعطف الخطر، لقد اهلت إرادتها على النيل من أساليب الصحافة المتقدمة، وحصدت الخير الناجم عن الدورات المتخصصة، في كتابة التقارير الدولية. استطاعت (موناليزا الإعلام العربي) أن تحدد الهدف، و نوعية الجمهور المستمع لها عبر شبكات التواصل، صاغت البرامج الإذاعية والتلفزيونية، وقدمتها فى ثوب المحتوي الجيد باكثر من لغة، و ربما استعانة في طرحها بالبيانات الدقيقة، لدعم المناهج وضمان شفافية العرض، لقد بحثت رئيسة الوفد (لمنتدى المرأة العربية والعلوم والتكنولوجيا)وضع المرأة ومدي تمكنها من التوغل، بدائرة المشاركات السياسية، فوضعت لمستها بالمشاركة، في منتديات قمة المرأة العربية، وشاركت تلك الأيقونة فى المؤتمر الاستثنائي للقمة بالقاهرة عام ٢٠٠١.
و ربما استوقفني التاريخ برهة، حين تردد على مسامعي، إسم السلطان الحاكم العماني ، الذي حكم يوما أرض مصر ، (سعيد بن سلطان البوسعيدي)، كما استوقفتنا رذانة، سفيرة العمل التطوعي ، ليس قط كونها زائرة دولية ، لأكبر الدول هيمنة فى العالم ، بل من براعة حرفيتها الدقيقة فى التنوع الاستنارى ، وهى تتنقل من مضيق إلى خندق ، لأجل نصرة قضايا المجتمع العماني والدولي، مشاركة في قانون رعاية وتأهيل المعاقين، وتارة ناطقة بإسم المرأة في( المؤتمر الرابع للمرأة فى الخليج والجزيرة العربية مسقط عام ١٩٨٩ )، ثم ملهمة بإيجاد حلول عادلة لاحتياجات المرأة والطفل ، ولا سيما قدوة حسنة للنشء، ومعلمة بلا مقايضة كيف يكون الحل ، إذا ضاق الحال بعد رغد العيش.
التعليقات الأخيرة