• مصر
  • الاثنين، ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٥
  • أخر تحديث 11:17:12 PM
news-details
أدب

خلف النافذة الزرقاء...

قرات لكم قصة قصيرة 

تعليق الاعلامية.. سهير يوسف

 

خلف النافذة الزرقاء... 

بقلم: د. مصطفى عبد المؤمن

 

لم تكن النافذة الزرقاء في الطابق الثالث تُفتح كثيرًا، بل بدت كأنها كفّت عن التنفس، مغلقة بالغبار والعزلة، شاهدة على شقة يسكنها الصمت والحزن. حكايات الأطفال عن العيون المختبئة خلف الزجاج لم تكن سوى انعكاس لخوفٍ حقيقي، يعكسه الفراغ خلف تلك النافذة.

في الداخل، كانت نورا، المطلّقة والمكسورة، تعيش مع شقيقتها ريما التي ذاقت بدورها خيبة زواجٍ آخر، ومعهما الطفلة ليلى التي وُلدت لتنشأ في هوامش الحياة، لا تعرف من العالم سوى لعبتها بعينٍ واحدة، وقصصًا ترويها لنفسها.

مع مرور الوقت، اجتاحت الوساوس عقل الأختين، وساد الظن، وتمادى الصمت. فانسحبن من العالم طوعًا، وأُغلِق الباب على وجعٍ لا يُرى، ليبقى مفتاح النجاة معلقًا في الخارج، بيد لا تعرفها.

لكن القدر تدخّل بوجهه الأجمل، في هيئة رجل بسيط من أهل الحي، عم حسين، بائع الخبز، الذي انتبه لغياب النافذة عن عادتها، واقترب منها. لم يرَ طفلة... بل رأى صرخة صامتة، أطلقت نداءً التقطه الضمير.

هنا يبدأ دور المجتمع، حين يتحول الانتباه إلى إنقاذ، والشائعة إلى يقين، والاهتمام إلى فعل. فتصل المعلومة، ويتحرّك الإخوة والسلطات، ويُفتح الباب أخيرًا، لا ليكشف عن مأساة فحسب، بل عن فرصة أخيرة للحياة.

تم نقل نورا وريما إلى مركز علاجي، بينما ضُمّت ليلى إلى عائلة من لحمها ودمها، لكنها لم تضحك إلا حين رأت السماء بلا شباك، قائلة بعفوية تقطر حكمة:

"السماء أكبر من غرفتنا بكثير!"

توقيع

د. مصطفى عبد المؤمن

تعليق بقلم الاعلامية سهير يوسف

هذه القصة ليست فقط عن ألم العزلة، بل عن يقظة الضمير.

حين يغيب الأهل ويُهمل القريب، يمكن لجارٍ بسيط أن يكون سببًا في الإنقاذ. هنا، تتجلى أهمية دور المجتمع في رعاية أفراده، وفي التحرك قبل أن يتحوّل الصمت إلى مأساة.

فالخطر الأكبر ليس خلف النوافذ المغلقة... بل في العيون التي لا ترى، والقلوب التي لا تُبالي.

نلتقى فى قصة جديدة تنقل لنا واقع مرير فى قالب درامى

يمكنك مشاركته عبر

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا