• مصر
  • الأربعاء، ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٥
  • أخر تحديث 03:47:20 AM
news-details
نماذج مشرفة

فائد الحرب   المشير احمد اسماعيل   

فائد الحرب   المشير احمد اسماعيل   

                         بقلم محمد احمد طلبه                              قائد الحرب والنصر ..المشير أحمد إسماعيل قاد نصر أكتوبر وهو يصارع السرطان
المشير أحمد إسماعيل علي واحد من الأسماء اللي محفورة جوه ذاكرة مصر بحروف من نور ونار.. راجل عاش عمره كله للجندية.. اتولد في أكتوبر 1917 في شبرا.. ومن صغره كان شايل جواه حلم إنه يكون ضابط.. حاول يدخل الكلية الحربية في الأول ما اتقبلش.. راح تجارة.. بس ما استسلمش.. لحد ما جه القرار التاريخي بقبول أول دفعة من عامة الشعب.. واتفتح له الباب يدخل مع جيل كامل بقى بعد كده هو جيل الضباط الأحرار: عبد الناصر، السادات، عبد المنعم رياض.
من أول يوم لبس فيه البدلة العسكرية وهو في قلب المعارك: الحرب العالمية التانية.. حرب فلسطين 48.. العدوان الثلاثي 56.. النكسة 67... خبرة ودموع وعرق وصبر.. وكل مرة يطلع أقوى من قبلها.
في 1969 اتولى رئاسة الأركان.. لكن بعد حادثة الزعفرانة الشهيرة اتعزل... ورغم كده رجع السادات بعدها واعتمد عليه في أخطر المناصب: رئيس المخابرات العامة، ثم وزير الحربية وقائد القوات المسلحة سنة 1972.
ولما جه يوم العبور العظيم في 6 أكتوبر 1973.. كان أحمد إسماعيل هو القائد العام.. الراجل اللي حمل على كتافه مسئولية أكبر معركة في تاريخ مصر الحديث... الراجل اللي وقف بين السادات في القيادة.. والشاذلي في الجبهة.. والجمسي في غرفة العمليات..وحافظ على وحدة الصف وسط أصعب لحظة: ثغرة الدفرسوار.
كان معروف عنه إنه هادي.. صبور.. يفضل يسمع.. وبعدين يقول الكلمة النهائية القرار الواضح… عارف إن أي انفعال أو ارتباك ممكن يكلف الجيش آلاف الأرواح… حتى وهو مريض بسرطان الرئة، ما بانش عليه قدام جنوده. كان عارف إن المعركة محتاجة قلب من حديد، وكان هو الحديد اللي واقف.
لما كان يشتد عليه المرض اثناء الحرب كان البعض يطلب منه الراحة او استدعاء الطبيب ،فكان يرفض بشده و يقول لا اريد ان أقلق الرئيس بأمور بسيطة و انا قادر على تأدية واجبي!
بعد الحرب.. كرمه السادات برتبة المشير – أعلى رتبة عسكرية – ووسام نجمة سيناء. والمشير أحمد إسماعيل نفسه ما حبش يتكلم عن بطولات فردية.. كان دايمًا يقول:
"الحرب دي ماكنش فيها صدفة..  كل صغيرة وكبيرة اتدرست.. وكل جندي شارك فيها كان جزء من النصر."
وفي ديسمبر 1974 رحل في صمت، عن 57 سنة.. بعد ما حط اسمه في تاريخ العسكرية العالمية. مجلة الجيش الأمريكي اختارته ضمن 50 شخصية عسكرية غيرت تكتيكات الحرب.
أحمد إسماعيل ما كتبش مذكراته.. بس كتب أعظم كتاب في حياته: نصر أكتوبر.. كتاب مكتوب بدم الشهدا وصبر الجنود.. وبحكمة قائد فضل طول حياته يعرف إن النصر مش بييجي بالصدفة.. النصر بييجي بالعقل.. والتنظيم.. والإيمان.

يمكنك مشاركته عبر

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا