• مصر
  • الثلاثاء، ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٥
  • أخر تحديث 07:45:26 AM
news-details
مقالات

المثلية الجنسية بين الدين والعلم و المجتمع  .

المثلية الجنسية بين الدين والعلم و المجتمع  .


المفهوم العام
المثلية الجنسية تعني أن ينجذب الإنسان إلى من يماثله في الجنس، سواء كان رجلًا إلى رجل، أو امرأة إلى امرأة .
وقد عُرفت منذ القدم بتسميات مختلفة: فالرجال الذين يمارسونها يُسمّون "لوطيين" نسبة إلى قوم النبي لوط. و مخنثين .

النساء "سِحاقيات" أو مساحقات " ( المرجع ويكبديا )"
في الطب النفسي القديم، اعتُبرت المثلية اضطرابًا نفسيًا أو انحرافًا سلوكيًا،(المرجع ويكبديا )
 بينما في المفهوم الديني تُعدّ خروجًا عن الفطرة التي خلق الله الإنسان عليها .

جاء في سفر التكوين (1: 27)
"فخلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقه، ذكرًا وأنثى خلقهم " .
وفي سفر اللاويين (18: 22)
"لا تضاجع ذكرًا مضاجعة امرأة. إنه رجس."
(20: 13):
"إنهما فعلا رجسًا، وإنهما يُقتلان"
وفي الرسالة إلى رومية (1: 22–28) يصف القديس بولس هذه الممارسات بأنها "فاحشة" وأن فاعليها "نالوا في أنفسهم جزاء ضلالهم" المحقّ ".
القديس توما الأكويني بدوره عدّ المثلية "ضدّ الطبيعة"، لأنها تعاكس الغاية التي خُلق الإنسان لأجلها .
•    سفر اللاويين 20:13: 
يذكر بوضوح أن من يفعل ذلك "فقد فعلا كلاهما رجسا"، وأن "إنهما يُقتلان". 
لِلزُّنَاةِ، لِمُضَاجِعِي الذُّكُورِ،( رسالة القديس بولس الى تيموثاوث اصحاح 1 ، اية 11 )

فيما مضى كان يسمى الرجل المثلي الجنسية بانه ( لوطي ) نسبة الى قوم النبي لوط ، الذين ضربهم الله بالعمى لفحشهم .
قصة النبي لوط وردت في التوراة( سفر التكوين اصحاح 18 اية20 )
«إِنَّ صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَ، وَخَطِيَّتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدًّا.
اصحاح 19 اية :5
رجال سادوم نادوا النبي لوط و قالوا له 
: «أَيْنَ الرَّجُلاَنِ اللَّذَانِ دَخَلاَ إِلَيْكَ اللَّيْلَةَ؟ أَخْرِجْهُمَا إِلَيْنَا" لِنَعْرِفَهُمَا».

و في القرآن الكريم، فقد وردت قصة النبي لوط عليه السلام في أكثر من موضع:
    في سورة الأعراف (80–81):
"أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين. إنكم لتأتون الرجال شهوةً من دون النساء."
وفي سورة الشعراء (165–166):
"أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم؟ بل أنتم قوم عادون. "
وبذلك يتفق العهدان القديم والجديد والقرآن الكريم على اعتبار المثلية خطيئة وشذوذًا عن الفطرة .
ذُكر أن أول من اشتهر بالسحاق في الغرب كانت الشاعرة الإغريقية سافو (630–560 ق.م) من جزيرة لِسبوس، ومنها اشتُقّ مصطلح "ليزبيان" في اللغات الحديثة.
أما في التراث العربي، فقد ورد ذكر المتجردة هند بنت عامر بن صعصعة زوجة النعمان بن المنذر، التي ارتبطت بـ رقاش بنت الحسن اليمانية، وقيل إنهما كانتا أول من عُرف عنهما هذا الفعل بين العرب المرجع : موقع الشيخ محمد الامين .

هناك اعتقاد لم يؤكد ان وضع الخلخال في قدم المرأة اليمنى هو مثال للمثلية الجنيسة ، اي السحاق .
السؤال يطرح : هل المثلية الجنسية مرض ؟
لكن بعد كل ما تقدم ، تبين ان هذا شذوذ و قد نهت عنه الشرائع الدينية ، في مواقع منه المثلي يقتل .
يُفرّق الطب الحديث بين الميول الجنسية وبين الهوية البيولوجية.
فقد تظهر حالات يُسمّيها الأطباء الخنوثة الكاذبة، حين يمتلك الشخص كروموسومات ذكرية (XY) ولكن أعضاؤه التناسلية تبدو أنثوية، أو العكس ( الرجع موقع : الطبي).

مثل هذه الحالات تحتاج إلى تشخيص طبي ونفسي دقيق، لا إلى حكم أخلاقي .
في السابق، كان الأهل المتحلين بالوعي ، يعرضون أبناءهم الذين يميلون إلى الجنس المماثل ، على الأطباء النفسيين، خاصة إذا بدت عليهم صفات من الجنس الآخر.
اما الجهال من الاهل كانوا ينكرون ولدهم المثلي ، يرمون به لقدره..
أما اليوم، فالمجتمع الطبي لا يعدّ المثلية مرضًا، لكنه يفرّق بين الميول والسلوك، وبين ما هو طبيعي وما هو مكتسب .

يميل بعض المثلين من الرجال إلى التشبّه بالنساء في اللباس أو الزينة أو طريقة المشي، وقد يُظهرون ميولًا أنثوية في الكلام والتصرف . بالعامية يسمى (نعنوع) .
السحاقيات من النساء، قد يتشبهن بالرجال في المظهر الخارجي، فيقصصن الشعر، ويرتدين أزياء رجالية، ويتجنبن الزينة والمجوهرات.
ومن رموز هذه الفئة في الغرب اللون البنفسجي أو زهرة البنفسج .

 تؤكد الشرائع السماوية أن العلاقة الطبيعية هي بين رجل  و امرأة، كما ورد في النصوص الدينية.
لكن الواقع المعاصر يعكس تغيرًا كبيرًا في المفاهيم، إذ يسعى البعض إلى تطبيع هذا السلوك، فيما يتمسك المؤمنون بأن الله خلق الإنسان على صورته، ذكرًا وأنثى، ولكلٍّ دوره في استمرار الحياة  .

يبقى السؤال: هل المثلية مرض أم ميل أم انحراف؟
الطب يقدّم توصيفًا، والدين يقدّم حكمًا، والمجتمع يعيش بين الإثنين.
غير أن الحقيقة الثابتة أن الفطرة الإلهية هي الأساس .

ملفينا توفيق ابومراد
عضو اتحاد الكتاب اللبنانين 
2025/10/14

يمكنك مشاركته عبر

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا