• مصر
  • الثلاثاء، ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٥
  • أخر تحديث 10:36:35 AM
news-details
منوعات

بيئة العمل السامة… حين يتحول الطموح إلى استنزاف

???? بيئة العمل السامة… حين يتحول الطموح إلى استنزاف

في الوقت الذي تُعد فيه بيئة العمل السليمة ركيزة أساسية للإنتاج والإبداع، تظهر على الجانب الآخر البيئة السامة كأحد أخطر المهددات للصحة النفسية والأداء المهني.
فالبيئة السامة لا تُقاس فقط بالصوت العالي أو المشاحنات، بل تُقاس بما تخلّفه من توتر خفي، إحباط، وانعدام أمان نفسي.

بيئة العمل السامة تُنتج حين يسود الخوف بدل الاحترام، والمنافسة المرضية بدل التعاون، والسيطرة بدل القيادة.
هناك حيث يفقد الموظف شعوره بالأمان، فيبدأ في كبت أفكاره، ومجاملة ما لا يؤمن به، ويخاف أن يكون نفسه.
ومع الوقت، يتحول الإبداع إلى التزام روتيني، والطاقة إلى إنهاك، والطموح إلى صراع يومي للبقاء.

على مستوى الفرد، تؤدي البيئة السامة إلى احتراق نفسي، فقدان الدافعية، واضطرابات في النوم والتركيز، بل وقد تمتد آثارها إلى الحياة الشخصية والعلاقات الاجتماعية.
أما على مستوى المؤسسة، فالنتائج لا تقل خطورة: انخفاض الإنتاجية، ارتفاع معدلات الغياب، وزيادة دوران الموظفين الأكفاء الذين يختارون الرحيل بحثًا عن بيئة أكثر صحة وإنسانية.

إصلاح البيئة السامة لا يبدأ بتغيير الأشخاص فقط، بل بتغيير الثقافة المؤسسية نفسها.
ثقافة تُقدّر الإنسان قبل الأداء، وتدعم الحوار بدل القمع، وتشجع على النمو لا الخوف.
فحين يشعر الفرد بالأمان النفسي، يبدع بعقله ويخلص بقلبه.

بيئة العمل الصحية ليست رفاهية… بل استثمار طويل المدى في طاقة الإنسان وقدرته على العطاء.

✍️ بقلم:
د. رضا علي عطية
أخصائي علم النفس الإيجابي – استشاري أسري وزواجي – مدرب دولي معتمد – لايف كوتش علاقات

البوم الصور

News photo

يمكنك مشاركته عبر

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا