أ.د أحمد لبيب.. شخصية العام المؤثرة 2025 بين عبقرية القانون وريادة الجودة الأكاديمية
أ.د أحمد لبيب.. شخصية العام المؤثرة 2025 بين عبقرية القانون وريادة الجودة الأكاديمية
الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر
في لحظة فارقة من عمر العلم والقانون، وبينما يزدحم المشهد الأكاديمي بالوجوه والأسماء، يبرز اسم واحد يفرض نفسه بصلابته ورؤيته وعمق تأثيره، إنه الأستاذ الدكتور أحمد لبيب، أستاذ ورئيس قسم القانون التجاري ومدير وحدة ضمان الجودة بكلية الحقوق – جامعة المنصورة، الرجل الذي اختير ليكون أفضل شخصية مؤثرة لعام 2025، لا لأنه سعى وراء اللقب، بل لأن الأثر الذي تركه في عقول طلابه وزملائه، وفي روح المؤسسة الأكاديمية التي ينتمي إليها، كان كفيلًا بأن يمنحه مكانة لا ينازعه فيها أحد.
إن اختيار أحمد لبيب لم يكن وليد لحظة عابرة أو مناسبة احتفالية تقليدية، بل هو تتويج لمسيرة طويلة من العطاء العلمي والإنساني، مسيرة استطاعت أن تمزج بين دقة القانون وعمق الفلسفة، بين قوة النصوص وجمال المعنى، بين التزام الأستاذ ورحابة قلب الإنسان. في زمن كثر فيه الكلام عن المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، جاء هو ليعيد تعريف الكلمة: التأثير ليس في عدد المتابعين ولا في سرعة انتشار الخبر، بل في القدرة على بناء جيل، وإعادة صياغة وعي، وزرع قيم تبقى وتنمو.
ولعل سر هذا الاختيار يكمن في أن تأثير أحمد لبيب لم يكن مقصورًا على قاعات المحاضرات ولا على أروقة الكلية، بل امتد إلى أبعد من ذلك. كان حاضرًا في كل نقاش فكري، صوته عميق وحجته رصينة، يزرع في طلابه الثقة بأن القانون ليس مجرد مواد جامدة، وإنما حياة نابضة تسعى إلى حماية الحق وإعلاء قيمة العدل. كان يقود طلابه إلى ما هو أبعد من الكتاب الجامعي، فيدفعهم لاكتشاف العلاقة بين النصوص القانونية وحركة المجتمع، بين القرارات الاقتصادية ومصير الناس، بين التجارة كعلم والقانون كحارس لها.
وليس غريبًا أن يتفق الجميع – أساتذة وطلابًا وزملاء وإداريين – على أنه شخصية مؤثرة، لأن تأثيره لم يقتصر على منصبه أو مكانته، بل على قدرته الدائمة على صنع الإلهام. كان يدخل إلى مكتبه في وحدة ضمان الجودة ليؤكد أن الجودة ليست مجرد معايير تكتب على ورق، وإنما التزام حقيقي بالارتقاء بالعملية التعليمية. وكان يجلس في قسم القانون التجاري ليبرهن أن العلم لا يكتمل إلا إذا امتزج بالصدق والإخلاص والقدرة على الإضافة.
إن شخصية أحمد لبيب هي الدليل القاطع على أن التأثير الحقيقي يبدأ من الداخل، من قناعة الإنسان برسالته، من إيمانه بأن دوره لا يقتصر على تحقيق إنجاز فردي، بل يتجاوز إلى بناء منظومة كاملة من القيم والمعرفة. ولعل هذا ما جعل عام 2025 يحمل بصمته بوضوح، ويشهد ميلاد لحظة فارقة تُسجل في مسيرته، حين أصبح اسمه مرادفًا للتأثير الحقيقي لا المصطنع.
فالتاريخ لا يحفظ سوى من استطاعوا أن يزرعوا بذورًا تبقى بعد رحيلهم، والطلاب لا يذكرون إلا من أشعل فيهم شغف البحث والفهم، والمجتمعات لا تنحني إلا أمام من أعادوا صياغة وعيها بعمق وتجرد. ومن هنا جاء الاختيار: أحمد لبيب أفضل شخصية مؤثرة لعام 2025، لأنه لم يبحث يومًا عن لقب، بل جعل من نفسه عنوانًا للقيمة والقدوة والخلود الأكاديمي.
التعليقات الأخيرة