• مصر
  • الثلاثاء، ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٥
  • أخر تحديث 05:07:06 PM
news-details
مقالات

ألا تذكر الله الذي خلقك؟

ألا تذكر الله الذي خلقك؟

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم، ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلاميه أن سهل بن عبد الله التستري قال كنت وأنا ابن ثلاث سنين أقوم بالليل فأنظر إلى صلاة خالي محمد بن سوار، فقال لي يوما ألا تذكر الله الذي خلقك؟ فقلت كيف أذكره؟ قال قل بقلبك عند تقلبك في ثيابك ثلاث مرات من غير أن تحرك به لسانك الله معي، الله ناظر إليّ، الله شاهدي، فقلت ذلك ليالي، ثم أعلمته، فقال قل في كل ليلة سبع مرات، فقلت ذلك ثم أعلمته، فقال قل ذلك كل ليلة إحدى عشرة مرة فقلته.



فوقع في قلبي حلاوته، فلما كان بعد سنة قال لي خالي احفظ ما علمتك، وداوم عليه إلى أن تدخل القبر فإنه ينفعك في الدنيا والآخرة، فلم أزل على ذلك سنين فوجدت لذلك حلاوة في سري، ثم قال لي خالي يوما يا سهل من كان الله معه، وناظرا إليه، وشاهده أيعصيه؟ إياك والمعصية، واعلموا يا عباد الله أن للتقوى ثمرات كثيرة منها  محبة الله تعالى، ورحمة الله تعالى في الدنيا والآخرة، وسبب لعون الله ونصره وتأييده، وحصن الخائف وأمانه من كل ما يخاف ويحذر، من سوء ومكروه في الدنيا والآخرة، وتبعث في القلب النور وتقوي بصيرته فيميز بين ما ينفعه وما يضره، وتعطي العبد قوة لغلبة الشيطان، وهي وسيلة لنيل الأجر العظيم، وتوسيع الرزق وفتح مزيد من الخيرات، وتفريج الكرب وتيسير الأمور، وأيضا النصر على الأعداء ورد كيدهم والنجاة منن شرهم. 




وكما أن العاقبة للمتقين في الدنيا والآخرة، وأنها الميزان الذي يقرب العبد من ربه ويدنيه، وكما أنها من أسباب قبول العمل، وسبب لمغفرة الذنوب، وكما أن التقوى ثوابها الجنة، ففي التقوى جماع كل خير وسبب لتفريج الكروب وسعة الرزق، وسبب للفوز بالجنة، وذكر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعث إليه أميره في الشام زيتا في قرب ليبيعه، ويجعل المال في بيت مال المسلمين، فجعل عمر يفرغه للناس في آنيتهم، وكان كلما فرغت قربة من قرب الزيت قلبها، ثم عصرها وألقاها بجانبه، وكان بجواره ابن صغير له، فكان الصغير كلما ألقى أبوه قربة من القرب أخذها ثم قلبها فوق رأسه حتى يقطر منها قطرة أو قطرتان، فعل ذلك بأربع قرب أو خمس، فالتفت إليه عمر فجأة، فإذا شعر الصغير حسن، ووجهه حسن فقال ادهنت؟ قال نعم، قال من أين؟ 




قال مما يبقى في هذه القرب، فقال عمر إني أرى رأسك قد شبع من زيت المسلمين من غير عوض لا والله لا يحاسبني الله على ذلك ثم جره بيده إلى الحلاق، وحلق رأسه خوفا من قطرة وقطرتين، وكما عليك أخي المسلم أن تتبع السيئة الحسنة تمحها، فالمسلم صاحب نفس لوامة تلومه على المعصية فيراجع ويحاسب نفسه ويتبع السيئة بالحسنة ومن الحسنات التي تدفع السيئات العفو عن الناس، والإحسان إلى الخلق من الآدميين وغيرهم، وتفريج الكربات، والتيسير على المعسرين، وإزالة الضرر والمشقة عن جميع العالمين، حيث قال تعالى " إن الحسنات يذهبن السيئات " وقال صلى الله عليه وسلم "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما إجتنبت الكبائر" وكم في النصوص من ترتيب المغفرة على كثير من الطاعات.

يمكنك مشاركته عبر

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا