• مصر
  • الثلاثاء، ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٥
  • أخر تحديث 04:30:02 PM
news-details
مقالات

مارك سافايا في العراق: مبعوث الوصاية لـ "جمهورية التسوية والسيادة الورقية"

مارك سافايا في العراق: مبعوث الوصاية لـ "جمهورية التسوية والسيادة الورقية"


إعداد/الإشراف العام لتجمع اهل العراق 

إن تعيين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمارك سافايا، مبعوثاً خاصاً ورجل صفقات لا بروتوكول، لم يأتِ من فراغ، بل كإعلان صريح عن استراتيجية لا ترى في العراق شريكاً سيادياً. هذه الخطوة ليست إشكالية بقدر ما هي انعكاس لـ "الفراغ الاستراتيجي" الذي يفتقر فيه البلد إلى الإرادة الوطنية؛ فجميع الرئاسات العراقية منذ 2003 لم تأتِ بانتخاب شعبي، بل هي نتاج "تسوية" بين الأحزاب المتحكمة، يضمن فيها رئيس الكتلة ولاء النائب الذي موّله ووصل به إلى البرلمان، ليغدو النائب مجرد أداة.
إن الأهداف التي يحملها المبعوث الأمريكي هي اختزال لقرار حاسم أمام هذه النخبة؛ إما القبول الناعم والإذعان الكامل للإملاءات الأمريكية في ملفات السلاح والاقتصاد والطاقة، أو مواجهة العواقب. هذا الإذعان مرجح ليس بقوة واشنطن فحسب، بل بضعف النخب الفاسدة التي تستخدم العملية السياسية كـ "بوليصة تأمين". فالانتخابات ليست لتحديد من يحكم، بل لتحديد "ثقل الأحزاب" الذي يضمن لها تقاسم "الكعكة" بناءً على جمهورها الثابت والأموال المصروفة عليه. وعليه، فإن الفائز الحقيقي هو "مرشح التسوية" الذي سيُنفذ الأجندات الفاسدة التي ساهمت في دمار العراق.
هذا النظام يُحصّن الفاسدين، كترشح شخصيات متهمة بـ "سرقة القرن" للانتخابات، في دليل صارخ على انهيار مبدأ المحاسبة. هذا الفساد قد تجذر، والنخب السياسية تضلل الشعب بـ "تحليلات خيالية"، بينما يتم إسكات المواطن عبر تقديم "ثمن الصمت"؛ وهو ضمان الرواتب والخدمات الشكلية التي تُصرف من أموال منهوبة تفوقها أضعافاً، لتغطية حقيقة أن السيادة باتت "ورقية" منتهكة الأجواء والقرار. ولذلك، فإن رئيس الوزراء القادم سيأتي كمنفذ للإملاءات الأمريكية، يعتبر رضا دونالد ترامب منجزاً، ليضمن استمرار "جمهورية التسوية والسيادة الورقية".

يمكنك مشاركته عبر

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا