اللجنة العامة للمؤتمر قيادة بلا موقف ووفاء بلا أثر
كتب الاستاذ الدكتور / عيسي العريقي
لم يعد الصمت موقفا ولا التبرير عذرا حين تتحول قضية الأمين العام غازي أحمد علي محسن الأحول إلى ملف مهمل وتصبح مجرد خبر عابر في هامش اللامبالاة تتجاوزه اللجنة العامة وكأنها لا تمثل حزبا له تاريخ ورجال وهيبة.. وها نحن اليوم نكمل الشهرين من الاعتقال ولم يقدر أحد منكم أن يخرج غازي أو حتى أن ينتزع موافقة بشأنه مرت الأيام بل والأسابيع ولم نسمع صوتا ولا بيانا ولا حتى تذكيرا بالقضية أين اللجنة العامة لم تجتمع وأين اعضائها أولئك الذين اختفوا واحدا تلو الآخر هل هذه هي القيادة التي يعول عليها في الدفاع عن رموز الحزب ومكانته؟
وهل تتوقعون أن يوافق لكم أحد على شيء وأنتم الذين وافقتم لأنفسكم بمجرد اتصال من (أبو صادق) ؟!
أين هيبتكم؟ أين مكانتكم؟
نأسألكم بوضوح:
هل سمح لكم بزيارة الأمين العام أو حتى الاتصال به وأنتم شركاء في المجلس السياسي؟
هل يعقل أن تكونوا في أعلى هيئات الدولة ثم لا تملكون حتى حق السؤال عن أمينكم العام؟
هل وصلت بكم الحال إلى أن تمنعوا حتى الإشارة إلى قضيته في صحفكم أو قناتكم أو مواقعكم الإعلامية؟
هل أصبح المؤتمر عاجزا إلى هذه الدرجة؟
بل أين الإعلام التنظيمي؟ أين صحفكم وقنواتكم ومواقعكم التي لم تذكر اسمه حتى بخبر تضامن واحد؟
أهذا هو الوفاء؟ أهذه هي الأخلاق التنظيمية؟
أي انحدار هذا؟ وأي صمت هذا الذي يلبس الخزي لبوس الحكمة؟
ثم إن كان لدى من اعتقلوه أي تهمة أو مبرر ألم يكن الأجدر أن يجتمع الحزب ويفصل أو يحقق أو يوضح للرأي العام؟ لكن ما حدث هو الصمت والخضوع والرضوخ لاتصال هاتفي من سكرتير هنا أو مندوب هناك حتى صارت اللجنة العامة مجرد منفذ لتوجيهات من خارجها لا تمثل سوى ظل باهت لمؤسسة كانت يوما ما مدرسة في الشجاعة والانضباط والهيبة لم تفعلوا شي لأنكم ببساطة فقدتم القرار والإرادة وأصبحتم تتلقون التعليمات من أصغر سكرتير أو من أحد مندوبيهم داخل لجنتكم العامة الذين تحولوا إلى نُقال رسائل وتهديدات لكم !!!
أصبحتم موظفين عند من يفترض أنكم شركاء لهم
صرتم أداة بلا موقف وهيئة بلا روح وكإن التنظيم الذي كان مدرسة في الكرامة قد صار ورقة في جيب الآخرين !!
أي قيادة هذه التي ترتجف من ظل الموقف!!
وأي هيبة تبقى لمن يُدار بالهاتف؟
إن من لم يستطع أن يدافع عن أمينه العام لن يدافع عن قاعدته ولا عن تاريخه ولا عن وطنه والتاريخ سيكتب بمداد من العار أن اللجنة العامة للمؤتمر يوم اعتقل غازي الأحول آثرت السلامة على الشجاعة والسكوت على الوفاء فلقد سقطتم في الامتحان وسقطت معكم آخر أوراق الهيبة ... ومن لم يقف اليوم مع رفيقه سيجد غدا نفسه وحيدا حين يُساق الدور عليه.
التعليقات الأخيرة