نافذة على الواقع: بين الترشح والاستبعاد، همسات الشارع وهموم المواطن
نافذة على الواقع: بين الترشح والاستبعاد، همسات الشارع وهموم المواطن
بقلم احمد الشبيتى
منذ اللحظات الأولى لإعلان فتح باب الترشح لانتخابات مجلس الشعب، انطلقت عجلة الأحداث المتسارعة التي لم تتوقف حتى لحظة كتابة هذه السطور. رأينا وسمعنا وشاهدنا الكثير، بدءًا من التقديم والترشح، مرورًا بأخذ الرمز والرقم، وصولًا إلى الكشف وإبراء الذمة المالية، ثم تتويج كل ذلك بالتطورات المتلاحقة التي قد تصل إلى حد الاستبعاد لأسباب ما.
في القاعات، في أماكن العمل، في الطرقات، وحتى في تجمعات العائلة، لا حديث يعلو فوق الحديث عن انتخابات مجلس الشعب. الكل يتكهن، يحلل، ويتوقع ما سيحدث وما قد يحدث. نرى الاستعدادات المحمومة لكل مرشح، كلٌّ يسخر إمكانياته وقدراته للفوز بهذا المقعد. مقابلات لا تنتهي، دعم مالي سخي، مشاريع تظهر فجأة، تدخلات لحل المشاكل الاجتماعية والعامة، وساطات لدخول المستشفيات أو النقل، ودعم بكل الأشكال الممكنة.
كل هذا الإنفاق، هذه الدعاية، هذه الهدايا، هذه المقابلات، كلها تصب في هدف واحد: ضمان وقوف المواطن بجوار هذا المرشح ودعمه للوصول إلى النجاح. سؤال يطرح نفسه بقوة: هل ما نراه اليوم سنراه دائمًا؟ أم أنها مجرد أيام عابرة، وبعدها يعود المواطن إلى وضعه السابق، بلا حماية ولا صوت؟
حان الوقت لتعديل المسار. الشارع ملتهب بالكلام، مستاء من المشهد الذي لا يليق. يافطات وأوراق وصور تغطي الأعمدة والجدران، في منظر يسيء إلى الذوق العام. إلى متى سيستمر هذا العرض؟ هل كل هذا من أجل الحصانة والمصالح الخاصة؟ أفيقوا جميعًا، وتذكروا أنكم ستحاسبون على كل فعل. خافوا الله في هذا الشعب الذي يستحق الأفضل.
إن ما يحدث اليوم هو اختبار حقيقي لنا جميعًا. هل سنستمر في هذا المسار الذي لا يخدم إلا قلة قليلة، أم أننا سنختار طريقًا جديدًا، طريقًا يضع مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار؟ الإجابة في أيدينا، وعلينا أن نختار بحكمة ومسؤولية.
التعليقات الأخيرة