غزة تحت الانتداب الدولي
بقلم أزهار عبد الكريم
إن ما حدث فى قمة شرم الشيخ للسلام هذا الحدث التاريخي الأضخم إعلاميا وسياسيا فى تاريخ الشرق الأوسط وما نتج عنه من اتفاقية السلام ووقف إطلاق النار على غزة .
بتوقيع رسمي من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب
ووفدى فلسطين وإسرائيل
برعاية قطر وتركيا
فنجد أن الأحداث متسارعة والمواقف متشابكة حيث تؤكد هذه التطورات على تعقيد المشهد السياسي داخل غزة مما يعرقل الجهود الأمريكية لتشكيل قوة دولية مؤقته بهدف إرساء الاستقرار الأمني وتقديم الدعم اللازم داخل قطاع غزة ، كما ورد فى خطه دونالد ترامب للسلام ووقف إطلاق النار داخل قطاع غزة.
حيث تعتزم الإدارة الأمريكية تقديم المشروع إلي مجلس الأمن لتشكيل هذه القوة الدولية
ومن بينها دول مثل فرنسا وبريطانيا و اندونيسيا ودول عربية أخرى و على رأسهم مصر
وتهدف إلى نشر قوة استقرار مؤقتة لتدريب ودعم قوات الشرطة الفلسطينية .
ولكن مع تأزم الموقف داخل القطاع ومحاوله إسرائيل وحماس عدم إتمام الاتفاق وتسليم الرهائن بالعدد المطلوب فى الوقت المحدد
وذلك لاعتبارات أخري كثيرة تخدم كلاً من الطرفين
حيث تقضي المصلحة لهما باستمرار وجود الحرب
فلا حماس انتصرت. ولا إسرائيل حققت انتصار
ويبقي الطرف المتضرر على الدوام هو سكان قطاع غزة.
لذلك تقوم مصر بكل الطرق الدبلوماسية لاستكمال خطه السلام
والضغط على جميع الأطراف لاستمرار وقف إطلاق النار واعمار غزة .
ولهذا ذهب رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد إلى إسرائيل لمقابلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو داخل ديوان رئيس الوزراء بالقدس ،و نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس
وأن المباحثات تناولات خطه الرئيس ترامب للسلام ، بينما كانت تحمل بين الكلمات وخلف الكواليس
محاوله إنقاذ اتفاقية السلام واستكمال الهدنه بعد كل تلك الخروقات من الجانب الإسرائيلي.
وأن استمرار الهدنه مرهون بالتنسيق المصري و الأمريكي
وأن أى خلل فى التنسيق يعيد المنطقة إلى نقطه الصفر ويحدث دمار لا رجعه فيه
بينما تتواصل الجهود لتحديد مستقبل الإدارة والحكم فى قطاع غزة .
ولكن نجد تعنت واضح من الجانب الإسرائيلي لعدم اتمام المفاوضات ورغبته شديدة فى خرق بنود الهدنة
حيث أكد نتنياهو عن رفضه التام لأي وجود تركي داخل قطاع غزة
ووجه رسالة إلي الولايات المتحدة الأمريكية كان مفادها
عدم رغبه إسرائيل لأي تواجد تركي داخل قطاع غزة من خلال ما تقوم به الإدارة الأمريكية من اتصالات مكثفة لتشكيل قوة دولية فى غزة عقب وقف إطلاق النار ،
وشدد نتنياهو فى محادثته مع مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف ،و جاريد كوشنر مستشار ترامب وصهره .
على أن أي محاولة لإدخال تركيا فى المشهد الغزي تمثل تجاوزا لخط أحمر إسرائيلي .
ايضا رفض مصر بقاء إسرائيل داخل غزة وسيطرتها على معبر رفح ومحور صلاح الدين .
فى الوقت نفسه أراد نتنياهو استمالت ترامب إلى جانبه
وعبر عن ذلك بأن تركيا تمثل طرف معاد لإسرائيل فى المنطقة ووضح دعم أردوغان السياسي والمالي خلال السنوات الماضية لحركة حماس
وهو ما يجعل مشاركتها فى أي جهود دولية حتى لو كانت إنسانية أو مدنية أمرا غير مقبول بالنسبة لإسرائيل
وهذا هو السبب المعلن بينما السبب الخفي هو دعم تركيا لسوريا ضد الاعتداءات الإسرائيلية
وتصريحات أردوغان المستمرة
وأدانت التدخل العسكري الإسرائيلي جنوب سوريا والمطالبة بوقف هذه الهجمات الغير مقبولة لأنها تشكل تهديداً للمنطقة بأسرها...
لذلك يرفض نتنياهو كل المقترحات المقدمة خلال المباحثات مع الوسطاء ويهدد دائما باستمرار الحرب
فإسرائيل تحاول فرض سيطرتها ليكون لها نصيب الاسد على دول الشرق الأوسط
التعليقات الأخيرة