العلاقات التي تربط بين البيئة والصحة
العلاقات التي تربط بين البيئة والصحة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هاديا له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد تقول المصادر التعليمية والتربوية أن منظمة الصحة العالمية قد أصدرت تقريرا خطيرا، حمل عنوان توقي الأمراض بفضل البيئات الصحية نحو تقييم عبء الأمراض البيئية، وذكرت المصادر أن الدكتور آندرس نوردستروم، المدير العام بالنيابة لمنظمة الصحة العالمية قال إن التقرير يمثل إسهاما كبيرا في الجهود المبذولة من أجل التعمق في فهم العلاقات التي تربط بين البيئة والصحة، ونحن على علم، منذ زمن طويل، بأن البيئة تؤثر في الصحة تأثيرا بالغا، غير أن هذه التقديرات هي أفضل ما هو متوافر.
في هذا الشأن حتى الآن، وسيساعدنا هذا التقرير على أن نثبت أن الإستثمار الحكيم الموجه إلى تهيئة بيئة داعمة من شأنه أن يكون إستراتيجية ناجحة في مجال تحسين الصحة وتحقيق التنمية المستدامة، كما تشير التقديرات الواردة في التقرير إلى أن أكثر من ثلاثة عشر مليون من الوفيات التي تحدث سنويا مردّها عوامل بيئية يمكن توقيها، وتلك العوامل تتسبب أيضا في نحو ثلث الوفيات والأمراض التي تحدث في أقل مناطق العالم نموا، ويمكن توقي أكثر من أربعين بالمائة من الوفيات الناجمة عن الملاريا ونحو أربعة وتسعون بالمائة من الوفيات الناجمة عن أمراض الإسهال، وهما من أهم العوامل المسببة للوفاة لدى الأطفال على المستوى العالمي، وذلك من خلال تحسين الإدارة البيئية، كما قال علماء أميركيون إن الإنسان يتحمل مسؤولية إنقراض ما لا يقل عن.
خمسمائة من الطيور في العالم منذ نحو ألف وخمسمائة عام، محذرين من أنه ما لم تتخذ خطوات لحماية الحياة الفطرية فإن عددا آخر من الطيور والحيوانات البرية قد ينقرض أيضا، وقد حذر باحثون في جامعة ديوك من أن معدل إنقراض الطيور خلال القرن الواحد والعشرين سيزداد ليشمل حوالي عشرة أصناف جديدة كل عام ما لم تتخذ خطوات لحمايتها وتوفير البيئة الصالحة لها للبقاء، وهكذا فمسلسل الدمار والخراب البيئي لا ينتهي، ولو أطلقنا العنان للبيانات والإحصاءات لطال بنا المقام، لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو أين ومتى؟ أي أين نحن من كل هذه الجهود الدولية لإحتواء هذا التدمير ووقف نموه السرطاني؟ ومتى نتجاوز حدود الوعي الضيق القاصر على مشكلاتنا الذاتية فقط نتجاوزها إلى آفاق أوسع في مواجهة أخطار عالمية ومستقبلية تطال الغني قبل الفقير.
وتطال منطقتنا العربية والإسلامية بالأخص نتيجة ضعف الخطط والبرامج المعدة لمواجهتها والسيطرة عليها، ومتى نتجاوز حدود الإنغلاق، وسياسة النظر تحت الأقدام، ونتجاوز الأنانية التي تسيطر أفكارنا، لنعود إلى دورنا الريادي في ساحات الإيجابية الذي إرتضاه لنا إسلامنا وديننا وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا الشامخة، ألسنا الأولى بالحفاظ على نعم الله من الذين لا يؤمنون به كإيماننا، ولا يملكون من إرث النبوة كما نملك من هدي نبينا، وألسنا الأولى بالإتحاد في سبيل الخير لمنطقتنا وللعالم بأسره، بدلا من التشرذم والتفكك وإعجاب كل ذي رأي برأيه، ومتى نرقى لمسئولياتنا المنوطة بنا وفق رسالتنا الربانية التي تنادينا دوما قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا ضرر ولا ضرار" وقوله صلى الله عليه وسلم أيضا " إن الله جميل يحب الجمال "
وقوله صلى الله عليه وسلم أيضا " النظافة من الإيمان " وقد أمر الإسلام الناس بكل خير، ونهى عن كل شر ومن الأشياء التي أمر بها الدين القويم المحافظة على البيئة، وهذه المحافظة في مصلحة الفرد والمجتمع، وهذه ليست دعوة الإسلام فقط بل جميع الأديان السماوية، والذي يتدبر الآيات القرآنية من قوله تعالى كما جاء في سورة النحل " والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون " إلى قوله تعالى "وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون" يدرك تماما أن الكون مسخر بأمر الله تعالي للإنسان فيجب عليه أن يحافظ على نظافته ونظامه الدقيق البديع الذي خلقه الله عليه، والقاعدة الشرعية التي وضع أساسها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه "لا ضرر ولا ضرار"
التعليقات الأخيرة