• مصر
  • الاثنين، ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٥
  • أخر تحديث 02:11:31 AM
news-details
مقالات

???? زواج القاصرات.. جريمة في ثوب الستر

???? زواج القاصرات.. جريمة في ثوب الستر


✍️ بقلم: أحمد الشبيتى 

اليوم نتحدث عن قضية مؤلمة يعيشها كثير من الأسر في بلادنا، سواء في الوجه القبلي أو الوجه البحري، قضية تبدأ بدافع الستر وتنتهي بدموع وندم… إنها قضية زواج القاصرات، أو زواج البنت التي لم تبلغ السن القانوني للزواج.

يظن البعض أن تزويج الفتاة الصغيرة نوع من الأمان أو الستر، لكن الحقيقة أن هذا الفعل مخالفة صريحة للقانون وللضمير الإنساني والديني.
فالزواج قبل سن الثامنة عشرة يعني أن البنت لم تكتمل بعد نضجها الجسدي ولا النفسي، وأنها لا تملك القدرة على تحمّل مسؤولية بيت وأمومة وزوج، بل تُدفع إلى حياة لم تخترها بوعي.

 القانون المصري كان واضحًا في هذا الأمر:
يعاقب بالسجن والغرامة كل من شارك أو ساعد أو وثّق أو سهّل زواج قاصر، سواء كان الأب أو المأذون أو الوسيط، وفقًا للمادة (227) من قانون العقوبات المعدّلة بالقانون رقم 126 لسنة 2008.
وتصل العقوبة إلى الحبس من ستة أشهر إلى سنتين وغرامة لا تقل عن خمسين ألف جنيه، مع بطلان هذا الزواج وعدم الاعتداد به قانونًا.

لكن المأساة الكبرى تحدث حين تُنجب الفتاة القاصر طفلًا، وهي بلا عقد زواج رسمي.
حينها نجد أنفسنا أمام مأساة ثلاثية الأبعاد:

أم صغيرة بلا حقوق.
طفل بلا نسب أو شهادة ميلاد.
وأسرة تتحمل عار الخطأ والجهل بالقانون.

هذه ليست قضية قانون فقط، بل قضية ضمير وأخلاق وإنسانية.
فمن يزوّج ابنته وهي طفلة لا يمنحها حياة، بل يسرق منها طفولتها ومستقبلها وصحتها، ويضعها في مواجهة مصيرٍ قاسٍ لا ذنب لها فيه.

رسالة إلى كل أب وأم:
الستر الحقيقي ليس في تزويج طفلة، بل في تعليمها، في تربيتها، في حمايتها من جهل الناس وقسوة الحياة.
قبل أن تفرحوا بزواج ابنتكم الصغيرة، فكروا في بكرة… في الدموع التي قد تُذرف بعد فوات الأوان.
القانون قد يعاقب، لكن ضميركم هو أول من سيحاكمكم.

 احموا بناتكم… لأن البنت أمانة، وليست صفقة ولا سترًا زائفًا.

يمكنك مشاركته عبر

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا