من سهد الحنين إلى فيوض اليقين
بقلم :أم_عبدالوهاب
أذكرك… حين يجنّ الليل وتخفت الأصوات،
فأشتاق إليك في صحوي، وأراك في حلمي.
يقلق مضاجع نومي سهدُ الحنين، ويؤرقني أنينُ الذكرى،
وتشتدّ بي الشجون لوطنٍ تمزّق من كثرة المصائب،
وتفرّق من هول الحروب، وتعب من البلاء والغلاء والوباء.
وأنا بين يديك يا رب، لا أملك من أمري شيئًا.
فأنا المملوك لك، وإليك،
ذرةٌ في عوالم خلقك، أسعى بدعائي بكل ما فيّ من قوة وضعف.
أسألك برحمتك، فدعاء العبد لأخيه مستجاب.
هم عبادك، بنو عبادك، أصحاب العزم والإرادة الحديدية،
لم يذلّوا لأفيون الهزيمة،
وإن تعثّر بهم المسير، ما أغمدوا سيوفهم،
وما استسلموا للصدأ ولا فقدوا البريق.
ما زالت صفحات المجد القديم مثقلةً بدماء الأبطال،
تُسقى من تضحيات الشهداء من كرري وحتى اعتصام القيادة في ٢٠١٩.
لم يركنوا إلى الخوف،
بل اشتعلت فيهم نارٌ في عمقٍ سحيق،
تنفث الحزن والفجيعة، وتُخرج من الألم أملًا،
ومن الرماد شرارةَ حياة.
وأنت يا رب، فوق القوة والقدرة،
وفيوض رحمتك يا مولاي وسيدي فاقت وسع الدنيا،
فحدود عطائك لا يعلمها إلا أنت.
إن أردت أمرًا قلت له: كن فيكون.
يا ذا الجلال والإكرام،
يا من ملأت بعظمتك كل الأفق والآفاق،
أتضرع إليك بجبروتك وقدرتك،
أن ترفع عن البلاد والعباد البلاء،
وتنشر السلام والرحمة والبركة على هذه الأرض الطيبة.
اللهم، من ثقل قيدٍ يعجز القلب عن حمله،
ومن ألمٍ يحيط ولا يزول،
كن لنا ملجأً وسندًا.
حلَّ وثاقنا برحمتك، وردّنا إليك إيمانًا عميقًا مغروسًا في القلب.
قد تبتُ إليك واستغفرتك،
فبرحمتك الواسعة اغفر وارحم،
فلو لا رحماك، يا رب، ما أشرقت شمس،
ولا رُزق طير، ولا بُعث فينا أمل.
نسألك الغفران، وأنت ربّ الغفران،
يا ودود، يا حنون، يا عطوف،
قد كسرنا إليك حبّنا فيك،
فلجأت أرواحنا إلى رحابك،
وأنت القاهر فوق عبادك،
يا أرحم الراحمين، يا حي يا قيوم،
يا صاحب العطاء والجود… نستغفرك.
اللهم أطلق سراح المكروبين من ثقل القيد والوجع،
واجعل المصاعب من حولهم لا عليهم،
برحمتك يا رحيم، يا واسع الفضل والعطاء.
Omdertimes.com
التعليقات الأخيرة