news-details
مقالات

المادة 51 على الطاولة…أمن مصر المائي منطقة محظورة ومن يقترب منها تحمّل العواقب

بقلم د . هاني المصري
--------------------------------------

تشهد المنطقة توترًا متصاعدًا مع اقتراب ملف سد النهضة من منعطف تاريخي، حيث اتخذت القاهرة موقفًا شديد الصرامة يعكس حجم التهديد الذي باتت تمثله الممارسات الإثيوبية أحادية الجانب. فقد أكدت مصر — رسميًا وعلى أعلى المستويات — أن الأمن المائي ليس بندًا تفاوضيًا، بل قضية وجود وبقاء ترتبط بمصير دولة وشعب بأكمله.

وفي هذا الإطار، جاءت تصريحات وزير الخارجية المصري السفير بدر عبد العاطي لتشكل تحولًا واضحًا في لهجة الخطاب المصري، مشددًا على أن:

“استمرار الإجراءات الأحادية فيما يتعلق بسد النهضة أمر مرفوض بالكامل، وعلى العالم أن يدرك أن مصر لن تسمح بانتهاك حقوقها المائية أو تهديد استقرار المنطقة.”

وأضاف الوزير أن القاهرة “مارست ضبط النفس لسنوات طويلة” في سبيل التوصل إلى اتفاق عادل، إلا أن النهج الإثيوبي أصبح يمثل تهديدًا مباشرًا لمصالح مصر الحيوية، ما يستوجب — وفق القانون الدولي — النظر في كافة الخيارات المتاحة، بما فيها تفعيل المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.

تهديد وجودي… لا مجال لإضاعته في تفاصيل سياسية

تشير المعطيات الميدانية والدراسات الدولية إلى أن أي خفض كبير في تدفقات النيل نحو مصر ستكون له آثار كارثية على الأمن الغذائي والاقتصادي والمائي، ما يجعل المسألة — وفق خبراء استراتيجيين — في مرتبة “التهديد الوجودي” الذي يمنح مصر كامل الحق في اتخاذ ما يلزم لحماية أمنها.

القاهرة تُرسل رسائل حادة: لا مجال للمغامرة

وتؤكد أوساط سياسية مقربة من دوائر صنع القرار أن التحركات المصرية المقبلة ستكون أكثر قوة ووضوحًا على الساحة الدولية، وأن القاهرة لن تقبل بمواصلة المماطلة الإثيوبية التي تجاوزت — بحسب وصفهم — كل قواعد القانون الدولي والالتزامات التاريخية المتعلقة بالمياه العابرة للحدود.

وتشير المصادر إلى أن الدولة المصرية وضعت “جميع السيناريوهات على الطاولة”، وأن أي محاولة لفرض واقع جديد على نهر النيل ستواجه “ردًا مصريًا محسومًا ومشروعًا”.

مصر: نمدّ يد السلام… لكننا لا نُظهر ظهرنا

وفي رسالة مزدوجة، قال السفير بدر عبد العاطي:

“مصر ملتزمة بالحوار، لكنها لن تسمح لأحد بالتلاعب بحقوقها. وعلى الجميع أن يفهم أن لدينا القدرة والإرادة لحماية أمننا المائي بكل الوسائل المشروعة.”

و ختاماً يا سادة

ومع دخول الأزمة أخطر مراحلها، تبدو القاهرة أكثر استعدادًا من أي وقت مضى لاتخاذ قرارات جريئة إذا استمر الطرف الآخر في تجاهل النداءات الدولية. فالنيل — كما تقول مصر — ليس مجرد نهر… بل حياة وطن لا يملك بديلاً عنه.

يمكنك مشاركته عبر

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا