• مصر
  • الثلاثاء، ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٥
  • أخر تحديث 04:52:42 AM
news-details
مقالات

الأمور المضيعه للوقت والمال

الأمور المضيعه للوقت والمال


بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيرا بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئا، أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، ثم أما بعد لقد حذرنا الإسلام من إضاعة الوقت، وكما أمرنا بإستغلال الوقت، لأنه هو الحياة، وإن من الأمور المضيعه للوقت والمال هو موضوع الإحتفال بأعياد الميلاد وهنا نجد قاعدة معكوسة وهي قاعدة الإحتفال بعيد الميلاد. 




وقد يقول البعض ما الحرام في ذلك نحن نجمع الأولاد وندخل عليهم الفرحة ؟ ونقول بأن الحرام في ذلك أن هذا الفعل لم يفعله أصحاب النبي المصطفي عليه الصلاة والسلام وهو من فعل النصاري ونحن مأمورون بمخالفتهم في أعيادهم وعاداتهم، ثم إنك إذا مرت عليك سنة فإن عمرك المقدر لك ينقص وتقترب من قبرك فبماذا تحتفل ؟ فهل تحتفل باقتراب موتك، فكان الحسن البصري يقول " يابن آدم إنما أنت أيام فإذا ذهب يومك ذهب بعضك " أي بمعني ذهبت سنة من عمرك فبماذا تحتفل ؟ فهل تحتفل بذهاب بعضك وإقترابك من الفناء؟ فمتي ستشعر بأهمية الوقت ؟ واعلم أنه سيأتي عليك وقت تشعر فيه بأهمية الوقت ولكن للأسف بعد فوات الأوان، ومن هذه الأوقات هي ساعة الاحتضار، وحينها ستتذكر كل الوقت الذي ضاع منك ويتجسد امام عينيك.




والله سبحانه وتعالي يقول كما جاء في سورة إبراهيم " وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلي أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال " وكما يقول الله تعالي كما جاء في سورة المؤمنون " حتي إذا جاء أحدهم الموت فال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت " وسيتمني وقتها الرجوع ولو ساعة ولكن الإجابة التي تأتيه من الله سبحانه وتعالي هي " كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلي يوم يبعثون " وكما أن من الأوقات التي يتحسر فيها الإنسان علي ضياع وقته هو وقت أن تري العذاب الواقع علي أهل النار، فيقول ربنا تبارك وتعالي كما جاء في سورة السجدة " ولو تري إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون " 




فبعدما تري العذاب الواقع علي أهل النار تندم علي الوقت الذي ضاع في الحرام، فأنت تضيعه في الدنيا ثم تتحسر عليه يوم القيامة وتقول " يا ليتني قدمت لحياتي " ولكن أخي الكريم كيف تحافظ علي الوقت ؟ وهو أن تعلم قيمة الوقت وكما قلنا الوقت هو الحياة، والوقت لا ينتظر ووقتك هو حياتك، والله عز وجل وزع الاعمال الصالحة علي جميع الأعضاء فإجعل كل عضو يقوم بعمله ولا تجعل الله يري من عضو شيئا لا يحبه وعليك أن تستغل وقت الرخاء، وتعرّف إلي الله في الرخاء يعرفك في الشدة، وشبابك رخاء مشيبك شدة، وصحتك رخاء مرضك شدة، وغناك رخاء فقرك شدة، وفراغك رخاء شغلك شدة، والأمن رخاء الخوف شدة، وأوقات الطاعة رخاء أوقات الخمول أوقات شدة، ووجود الإخوة المحبين لك الذين يناصروك رخاء وعدم وجودهم شدة.

يمكنك مشاركته عبر

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا