• مصر
  • الثلاثاء، ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٥
  • أخر تحديث 12:27:15 AM
news-details
أدب

  رقم المقطف  

قصة قصيرة

 
رقم المقطف  

للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل 

هام علي وجهه بعد أن بأت كل محاولاته بالفشل في البحث عن سيدة تشاركه الحياة . تخطي الستين و خرج علي المعاش وأصبح وحيدا بعد أن توفيت زوجته بعد صراع مع المرض . حاول مرارا وتكرارا في رحلة  البحث عن عروس مناسبة  و لكنه أصطدم بالشروط التعجيزية لإتمام الزواج .
العانس تبحث عن من يعوضها كل ما حرمت منه في سنواتها العجاف السابقة ، تريد الشبكة الغالية  و الشقه التمليك و الأثاث الفاخر ، أما المطلقات و الأرامل لم يكن الأمر أفضل حالا ،ربما الشروط أقل و لكنها ليست مناسبة مع وضعهن الإجتماعي و الذي جعله يفضل الزواج من بكر 
،شعر من خلال تعامله مع الأرامل و المطلقات بعدم رغبتهم الحقيقية في الزواج .
سيطر الحزن عليه و هو مستغرق في التفكير ،ينعي حظه العسر الذي ألقي به في هذه الدوامة 
لم ينقطع تفكيره  إلا عندما استوقفته  سيدة تناهز  الخمسين من عمرها ترتدي ملابس بسيطة  و لكنها نظيفة ، ملامحها بها أثار جمال ذبل  مع الزمن بعيون ملونه جعلته يتوقف للأستماع إليها ،طلبت منه بعض النقود لشراء طعام و عندما عرض عليها أن  تنتظره حتي يشتري لها طعام شعبي من مطعم علي الجانب الآخر من الطريق رفضت معلنه أنها ملت من  الطعام الشعبي الذي تأكله كل يوم و ترغب في تغيير تلك النوعية  التي دمرت معدتها 
مد يده و دس في يدها خمسون جنيها فرحت بها مما شجعه  علي أن يطلب  رقم موبايلها للتواصل معها من أجل المساعدة  الشهرية  و بالفعل أملت عليه الرقم بسعاده بالغة . 
و أصبحا علي موعد كل شهر  لأمدادها بالمساعدة 
و من خلال المكالمات التليفونية علم أنها أرمله ، توفي زوجها منذ سنوات بعد صراع مع المرض  و لم يترك لها مصدر دخل  و لم تجد بد من  اللجوء إلي التسول في الشوارع البعيدة  عن منطقتها حتي تستطيع الإستمرار في الحياة، خاصه بعد زواج أبنتها الوحيدة  و سفرها  إلي محافظة أخري مع زوجها .
لم يتوقع أن ترسل له أول صورة  علي الواتس وهي ترتدي قميص نوم شفاف  تخبره بفضله  في شراء أول جهاز موبايل حديث . 
وأن هذه الصوره أول صوره  تلتقطها بالكاميرا و أنه أول شخص ترسل له رسالة و صورة عن طريق هذا الجهاز الذي  طالما حلمت به و أصبح الحلم بفضله حقيقيه .
أعرب عن سعادته بالصوره عبر رساله نصية.
و ماهي إلا أيام و أرسلت له فيديو خاص بها و هي ترتدي قميص نوم أخر أكثر سخونه من سابقه وهي ملقاه علي السرير تتقلب بطريقه مثيرة حركت فيه كثير من المشاعر الإثارة التي فقدها منذ سنوات .
حينها قرر أن يتزوجها و بالفعل وافقت بشروط ميسره و بعقد عرفي و مبلغ بسيط من المال في حدود عشرة الآلاف جنيه لم يصدق نفسه أن يتم الزواج بهذه السرعة .
عاش معها عدة أسابيع في سعادة بالغة و كأنه في حلم لا يريد أن ينتهي و لكن ما كان ينغص صفو العلاقة طلبها الدائم بضرورة شراء شبكة ذهبيه لها 
و بالفعل أشتري لها ما تريد حتي ينهي أي خلاف يعكر صفو العلاقة .
و بعد ليله ساخنة أستأذنت الزوج  طالبة زيارة أبنتها الوحيدة  في المحافظه البعيدة و قضاء عده أيام معها. 
وافق علي مضض خاصة بعد أن وعدته بتعويض تلك الأيام بليالي أكثر سخونه من الليله السابقة  بعد عودتها من تلك الزيارة 
وبالفعل تركت المنزل مبكرا و مر يوم تلو  الأخر 
و أسبوع بعد  الآخر و لم تعد .
 أغلقت موبايلها و ربما غيرت الرقم .
فكر في التوجه إلي قسم الشرطة للأبلاغ عن غياب زوجته
و لكنه لم يجد عقد الزواج العرفي، أنقبض قلبه 
ما الذي يدعوها لذلك ؟، هي تملك نسخه من العقد ,لماذا تأخذ العقد العرفي الآخر ؟
توجه إلي الدولاب الذي يحفظ  أمواله و مدخراته
و صدم عندما وجد الدولاب فارغأ 
لقد أستولت علي كل الأموال و المدخرات 
في نهاية المطاف قرر أن يتهمها بالسرقة و أن يحرر محضر بذلك و توجه إلي قسم الشرطة و هو في حالة ذهول 
و بمجرد حديثه مع أمين الشرطة أكتشف الزوج أنه لم يكن الزوج الوحيد الذي وقع تحت براثن تلك السيدة 
و أن هناك بلاغات متعددة  من عدة أشخاص  يتهمون تلك السيدة بالنصب و الأحتيال  مع أختلاف أسمها في كل محضر 
وأصبحت شكواه مجرد رقم في محاضر الشرطه مثله مثل آخرين من ضحايا تلك السيدة

يمكنك مشاركته عبر

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا