رقم المقطف
قصة قصيرة
رقم المقطف
للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل
هام علي وجهه بعد أن بأت كل محاولاته بالفشل في البحث عن سيدة تشاركه الحياة . تخطي الستين و خرج علي المعاش وأصبح وحيدا بعد أن توفيت زوجته بعد صراع مع المرض . حاول مرارا وتكرارا في رحلة البحث عن عروس مناسبة و لكنه أصطدم بالشروط التعجيزية لإتمام الزواج .
العانس تبحث عن من يعوضها كل ما حرمت منه في سنواتها العجاف السابقة ، تريد الشبكة الغالية و الشقه التمليك و الأثاث الفاخر ، أما المطلقات و الأرامل لم يكن الأمر أفضل حالا ،ربما الشروط أقل و لكنها ليست مناسبة مع وضعهن الإجتماعي و الذي جعله يفضل الزواج من بكر
،شعر من خلال تعامله مع الأرامل و المطلقات بعدم رغبتهم الحقيقية في الزواج .
سيطر الحزن عليه و هو مستغرق في التفكير ،ينعي حظه العسر الذي ألقي به في هذه الدوامة
لم ينقطع تفكيره إلا عندما استوقفته سيدة تناهز الخمسين من عمرها ترتدي ملابس بسيطة و لكنها نظيفة ، ملامحها بها أثار جمال ذبل مع الزمن بعيون ملونه جعلته يتوقف للأستماع إليها ،طلبت منه بعض النقود لشراء طعام و عندما عرض عليها أن تنتظره حتي يشتري لها طعام شعبي من مطعم علي الجانب الآخر من الطريق رفضت معلنه أنها ملت من الطعام الشعبي الذي تأكله كل يوم و ترغب في تغيير تلك النوعية التي دمرت معدتها
مد يده و دس في يدها خمسون جنيها فرحت بها مما شجعه علي أن يطلب رقم موبايلها للتواصل معها من أجل المساعدة الشهرية و بالفعل أملت عليه الرقم بسعاده بالغة .
و أصبحا علي موعد كل شهر لأمدادها بالمساعدة
و من خلال المكالمات التليفونية علم أنها أرمله ، توفي زوجها منذ سنوات بعد صراع مع المرض و لم يترك لها مصدر دخل و لم تجد بد من اللجوء إلي التسول في الشوارع البعيدة عن منطقتها حتي تستطيع الإستمرار في الحياة، خاصه بعد زواج أبنتها الوحيدة و سفرها إلي محافظة أخري مع زوجها .
لم يتوقع أن ترسل له أول صورة علي الواتس وهي ترتدي قميص نوم شفاف تخبره بفضله في شراء أول جهاز موبايل حديث .
وأن هذه الصوره أول صوره تلتقطها بالكاميرا و أنه أول شخص ترسل له رسالة و صورة عن طريق هذا الجهاز الذي طالما حلمت به و أصبح الحلم بفضله حقيقيه .
أعرب عن سعادته بالصوره عبر رساله نصية.
و ماهي إلا أيام و أرسلت له فيديو خاص بها و هي ترتدي قميص نوم أخر أكثر سخونه من سابقه وهي ملقاه علي السرير تتقلب بطريقه مثيرة حركت فيه كثير من المشاعر الإثارة التي فقدها منذ سنوات .
حينها قرر أن يتزوجها و بالفعل وافقت بشروط ميسره و بعقد عرفي و مبلغ بسيط من المال في حدود عشرة الآلاف جنيه لم يصدق نفسه أن يتم الزواج بهذه السرعة .
عاش معها عدة أسابيع في سعادة بالغة و كأنه في حلم لا يريد أن ينتهي و لكن ما كان ينغص صفو العلاقة طلبها الدائم بضرورة شراء شبكة ذهبيه لها
و بالفعل أشتري لها ما تريد حتي ينهي أي خلاف يعكر صفو العلاقة .
و بعد ليله ساخنة أستأذنت الزوج طالبة زيارة أبنتها الوحيدة في المحافظه البعيدة و قضاء عده أيام معها.
وافق علي مضض خاصة بعد أن وعدته بتعويض تلك الأيام بليالي أكثر سخونه من الليله السابقة بعد عودتها من تلك الزيارة
وبالفعل تركت المنزل مبكرا و مر يوم تلو الأخر
و أسبوع بعد الآخر و لم تعد .
أغلقت موبايلها و ربما غيرت الرقم .
فكر في التوجه إلي قسم الشرطة للأبلاغ عن غياب زوجته
و لكنه لم يجد عقد الزواج العرفي، أنقبض قلبه
ما الذي يدعوها لذلك ؟، هي تملك نسخه من العقد ,لماذا تأخذ العقد العرفي الآخر ؟
توجه إلي الدولاب الذي يحفظ أمواله و مدخراته
و صدم عندما وجد الدولاب فارغأ
لقد أستولت علي كل الأموال و المدخرات
في نهاية المطاف قرر أن يتهمها بالسرقة و أن يحرر محضر بذلك و توجه إلي قسم الشرطة و هو في حالة ذهول
و بمجرد حديثه مع أمين الشرطة أكتشف الزوج أنه لم يكن الزوج الوحيد الذي وقع تحت براثن تلك السيدة
و أن هناك بلاغات متعددة من عدة أشخاص يتهمون تلك السيدة بالنصب و الأحتيال مع أختلاف أسمها في كل محضر
وأصبحت شكواه مجرد رقم في محاضر الشرطه مثله مثل آخرين من ضحايا تلك السيدة
التعليقات الأخيرة