• مصر
  • الاثنين، ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٥
  • أخر تحديث 01:42:59 AM
news-details
ديني

ما من نبي مكرّم بين أهله وأصدقائه."— السيد المسيح، إنجيل القديس مرقس 6: 4

ما من نبي مكرّم بين أهله وأصدقائه."— السيد المسيح، إنجيل القديس مرقس 6: 4

يعيش المبدعُ غريبًا، كمن يجلده أقرب الناس، لا يقبلونه، يتّهمونه، ينعتونه بالكفر أو بالغرابة...

نبيٌّ مضطهد، رؤيويٌّ غير مقبول، يتكلّم بلسان من لا صوت لهم، يحمل هموم المهمّشين، وينطق بأفكارهم — سواء أكانت ساذجة أو ثاقبة ، دون أن يكون هو منهم أو محسوبًا عليهم . ينتقد المترفين و المدعين ..

 

تولد العبقرية من فكر الانسان ، العبقرية ليست هبة الا من الله ، ليست ترفا بل عبئً مؤلما على العبقري نفسه .

يفكر عن الجميع، يعاني عن الجميع، لكن دون أن يعترف له هؤلاء "الجميع" بفضل أو مكان او مكانة ، يتحمل سخرية القريب . يعيش فقيرا و يموت فقيرا . منزها غير ساع الى المجد المالي .

 

يُنتقد من مدّعي الثقافة والمعرفة، يُشوَّه من الحاسدين والمُكبّلين بالسطحية،

لكنه، حين يغيب، نراهم يتهافتون للعزاء، يتصدرون الصفوف، يهرعون لمرافقة جسده نحو المثوى الأخير، وكأنهم يطلبون الغفران على ما فات ؟

 

فهل الأقنعة تظهر عند المحن؟

أم تُنزع عند المحن لتكشف الوجوه الحقيقية؟

 

وحين يُطوى يوم العزاء، وينفخ الدف، ويتبدد الجمع،

قد يُنسى هذا العبقري، تُنسى أعماله، يُخفت صوته...

ثم، بعد حين، يعود إلى الذاكرة الثقافية، إلى صالونات الفكر والأدب،

فتُحيا أقواله، تُتلى نصوصه، تُعلّق صوره.

 

ويصبح، كما الأنبياء والقديسين،

رمزًا لوطنٍ لم ينصفه حيًّا،

وأيقونةً لمحيطٍ لم يفهمه إلا بعد فوات الأوان.

رحم الله عبقري يُدفن جسدًا و يُولد رمزًا في ضمير العالم

ملفينا توفيق ابومراد

عضو اتحاد الكتاب اللبنانين 

2025/7/28

يمكنك مشاركته عبر

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا