• مصر
  • الثلاثاء، ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٥
  • أخر تحديث 11:56:29 AM
news-details
أدب

  و ده حال الدنيا

قصة قصيرة

 
و ده حال الدنيا


للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل 


رغم كل المحاولات لتوفير نفقات الزواج من الفتاة التي أحببتها كان رد فعل أهلها صادمأ عندما تم رفضي بعد لقاء مع والدها قلل فيه من إمكانياتي و أشعرني بضألة  مجهوداتي للأرتباط بأبنته لم يكن سؤاله عن مهنتي أو شهادتي و لكن كان  أول الأسئلة المستفزة  في اللقاء ما هو نوع سيارتك ؟ خرجت من اللقاء بلباقه و لكن قسوة  اللقاء تركت  جرح غائرأ في نفسيتي و زاد من عمق الجرح خطبتها لمحاسب يعمل في الخليج منذ سنوات لم يراها من قبل و لا يعرفها 
و بعد أن تزوجت و سافرت معه للخارج و انا أعيش في جحيم كلما تخيلتها بين أحضانه  و تنام في مخدعه و يتمتع بها أني شاء .
هنا قررت السفر إلي الأسكندريه للإقامة مع صديقي أحمد الذي ألتحق بالعمل هناك في شركة خاصة و أستأجر شقه في أحدي المناطق الجيده هناك 
رحب احمد بقدومي  و ساعدني في الألتحاق بالعمل معه  في نفس الشركة . الشقه المستأجرة لسيدة  تدعي أم عبده تجاوزت  الخمسين من عمرها  يبدو عليها أثار الكفاح و الشقي ،تتعامل معنا كأبنائها خاصة أننا في نفس عمر الأبناء 
و لكن في يوم من الأيام قررت مع أحمد العوده للشقه مبكرا بعد أستأذن مدير الشركة إستعداد   لزيارة الأهل في مدينتنا .
و لم يكن في الحسبان أن نجد رجل و امرأه في الشقة و في غرفه النوم بدون ملابس ،عقدت الدهشه ألسنتنا و مع الهرج و المرج الذي حدث هرولت أم عبده علي سلالم البيت و في لمح البصر أصبحت أمامنا و علمنا أنها تؤجر الشقة أثناء عملنا نهارا لراغبي المتعة  الحرام لزياده دخلها .
لم يكن أمامنا خيار إلا الإستمرار في الشقه خاصه أن سعرها مناسب و لن نجد الوقت للبحث عن شقة أخري مع دخول شهور الصيف بهذه الإمكانيات و هذا السعر خاصة  أنها قريبه من مقر عملنا . تم إتفاق بيننا و بين أم عبده علي تخفيض الإيجار إلي النصف مع السماح لها باستغلال غرفة مغلقه  في الشقة   أثناء فترة عملنا و مع عرض من ام عبده علي توفير السيدات لنا بأسعار مميزه بشرط أن تتم العلاقة صباحا لظروف تلك السيدات وعدم قدرتهم علي الحضور ليلاً.
لم نهتم بعرض أم عبده و قررنا سرعة البحث عن شقه أخري باسرع وقت ممكن حتي لا نتورط في قضية مخله بالشرف دون أن يكون لنا ذنب . و بالفعل بعد شهر من البحث حصلنا علي شقه قريبه من شقه أم عبده و لكن بمواصفات أقل و أصبحت شقة ام عبده مثار 
 للسخرية  مع صديقي أحمد كلما تذكرنا الموقف 
حتي آتي اليوم الذي قابلت فيه أم عبده في حالة يرثي لها و أخبرتني قيام  أبنائها  بطردها من البيت بعد أن علموا   بنشاطها  المشبوه  
لم يكن أمامي إلا أستضافتها في الشقة بعد أن أصبحت بلا مأوى رغم اعتراض صديقي أحمد الذي قرر ترك الشقه و العوده إلي مدينتنا . و ماهي  أسابيع قليله و توفيت ام عبده في الشقة الجديده  
لم يكن أمامي غير  الذهاب إلي بيتها لأخبار أولادها  بالوفاة و بالفعل صعدت إلي شقتها و فتحت أبنتها الوحيده عفاف و صدمت و انهارت عندما علمت بوفاه والدتها و تواصلت مع أشقائها الشباب لإحضار الأم من الشقه  و البدء في مراسم الدفن كل هذا و انا معهم خطوة بخطوة 
لم اكن أتوقع أن تكون عفاف بهذا الجمال خاصة  بعد أن علمت أنها معلمه في أحدي المدارس التجريبيه و تدرس الماجستير بكليه التربية و تختلف عن أمها شكلأ و موضوعأ .
لم تفارق عفاف خيالي و بدأ صراع قاسي يداهمني كل ليله هل أرتبط  بها  رغم علمي بوضع والدتها خاصة أنها تعلم أنني أعلم ما كانت تفعله أمها و أنها توفيت في شقتي المؤجرة 
أ م أصرف النظر عن الموضوع برمته و هل من الظلم   ترك عفاف بسبب أمها  و هل دفن  أمها سيدفن معها الماضي أيضا كلها تساؤلات تدور في سلسلة لا نهائية تكاد تصل بين إلي حد الجنون 
و في نهايه المطاف قررت الإرتباط بعفاف ،هي أنسانه ليس لها ذنب فيما حدث . لم تختر أمها 
و بالفعل طلبت عفاف للزواج و وافقت بلا تردد بشرط أن تتزوج في الشقة  التي كنت أستأجرها  من أمها (أم عبده )
ووفرت لي عمل معا في المدرسه التجريبيه لنبقي معأ طوال الوقت

يمكنك مشاركته عبر

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا