• مصر
  • الثلاثاء، ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٥
  • أخر تحديث 04:30:07 PM
news-details
اشعار وخواطر

أنيس الروح.. حاجة إنسانية لا تُشترى

أنيس الروح.. حاجة إنسانية لا تُشترى

كتب الاعلامي محسن محمد 

 

في عالمٍ يزداد صخبًا كل يوم، ويملؤه سباق لا ينتهي نحو المال والمظاهر، ينسى الكثيرون أن أبسط ما تحتاجه الروح ليس رفاهية ولا ممتلكات، بل أنيس حقيقي يخفف وطأة الوحدة، ويمد للداخل يدًا من دفء وطمأنينة.

 

الإنسان كائن اجتماعي بطبيعته، خلق ليستأنس بغيره، وليجد في الآخر صدىً لروحه، لا ليعيش في عزلة أو يتيه في دوائر العلاقات الباردة. "أنيس الروح" ليس مجرد صديق عابر، بل هو حضور مستمر يثبت أن العلاقات الإنسانية هي أثمن ما نملك.

 

قد يكون هذا الأنيس أبًا حكيمًا يزرع فينا الثبات، أو أمًا تمسح دمعة قبل أن تسقط، أو صديقًا يتذكرنا في ضيق لا في فرح فقط، أو شريكًا يشاركنا الطريق بتفاصيله الصغيرة. وقد يتجلى أحيانًا في لحظة إيمان صادق تجعلنا نشعر أن الله هو الأنس الأكبر، الذي يملأ الفراغ حين يرحل الجميع

 

غياب "أنيس الروح" يترك فراغًا لا تُعوضه ضحكات مصطنعة ولا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي. ومن يعيش بلا أنيس صادق، يعيش نصف حياة، مهما جمع من أموال أو نال من شهرة

 

المجتمعات التي تُدرك قيمة هذا المفهوم تُصبح أكثر تماسكًا ورحمة، لأن الأنس يولد التعاطف، والتعاطف يخلق إنسانية حقيقية، لا شعارات جوفاء. لذلك، فإن أعظم ما يمكن أن نهديه لغيرنا هو أن نكون معهم بصدق، نستمع، نشارك، ونعطي من القلب بلا حساب

 

وفي النهاية، يبقى أنيس الروح مرآةً للنفس، وملجأً للأيام القاسية، وسرًّا من أسرار استمرار الحياة برونقها. فما أثمن أن تجد من يضيء داخلك حين تنطفئ، ويذكرك بأنك لست وحدك في هذا العالم القاسي

يمكنك مشاركته عبر

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا