• مصر
  • الاثنين، ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٥
  • أخر تحديث 01:56:16 AM
news-details
أدب

صامولة و مسمار و ربك هو الستار

قصة قصيرة 

صامولة و مسمار و ربك هو الستار 

للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل 

 

كنت بمر ازمه نفسية كبيرة لم يفلح في تخطيها النسيان 

بعد أن فسخت خطوبتي من أحدي الفتيات الجميلات ،لم يكن الألم بسبب الحب خاصة أن الخطوبه تقليديه و علي طريقة زواج الصالونات و لكن احساسي بالفشل و عدم التوفيق ولد عندي احساس لم تعهده من قبل ربما لأنها المرة الأولي التي ألتقي مع الفشل وجها لوجه رغم توافر كل مقومات نجاح الارتباط ولكن لاح علي الساحه من هو اغني و ايسر حالا مما جعلها تتراجع عن الارتباط لعلها تجد مع الشخص الآخر حل أسباب الرفاهيه و أحياه الرغدة فلا وقت للحب و لا مجال لصعود درجات السلم طالما وجد الاسانسير لم اجد غير عم احمد خرده صديق والدي ليخفف عني فهو رجل يعمل منذ زمن بعيد في تجارة الخرده حتي أصبح لديه اكبر وكاله في السبتيه لبيع و شراء المسامير ويعتبر مثل حي للنجاح فقد بدأ حياته العمليه من الصفر حتي أصبح من كبار التجار و لديه أكثر من زوجه و العديد من المحلات و العمارات .

و بالفعل استقبلني الحج احمد خرده في مكتبه المتواضع في الوكاله و أخبرني بقلق والدي و أن الفشل ما هو إلا خطوه من خطوات النجاح ورغم قناعتي بكلماته التي بدت تقليديه و مكرره إلا أن تلك الكلمات لم تغير من الأمر شىء ،نفس الحزن و الشحن الذي لازمني منذ الانفصال 

هنا اصطحبني إلحاح احمد للمخزن و بدأ في تجربه عدد من المسامير التي أرسلت إليه عينات . كم هي قويه و لامعه و صلبه للغايه و لكنها بلا فائده بدون الصامولة التي تربط أطرافها ،هنا و بعد توافر الصامولة المناسبه المسمار يستطيع المسمار أن يؤدي وظيفته و يصبح له قيمه 

و بالفعل بدأ الحاج خرده في وضع توفيق الصاموله المناسبه للمسمار الذي يمسكه بيده و مع كل مسمار يجرب أكثر من صامولة حتي يصل الي الصاموله المناسبه و انا انظر إليه و هو يعمل متعجبا من صبره و حنكته في اختيار الصاموله المناسبه . و أثناء عمله في توفيق المسامير و الصاموله أخبرني أن من توفير الوقت وجود الخبره التي تجعل عينك تقع علي الصاموله المناسبه للمسمار و أن كل مسمار له صامولة محدده تناسبه و لا تناسب اي مسمار آخر إذا اختلف الحجم او النوع .

طلبت منه أن تساعده في توفيق المسامير و الصاموله لكثره إعداد المسامير التي تم إرسالها و لم يمانع في ذلك 

و لكني لاحظت سرعته الشديده في العمل و في تجميع العديد من المسامير في حين استغراقي و قت اكبر بكثير في التجميع مقارنه به 

حينها دخلت ابنته تحمل اكواب الشاي و كوب اخر له نبات النعناع علي صينيه نحاسيه لامعه 

تلاقت عيناي بعيناها الصافيه و انا امد يدي لأخذ الشاي من الصينيه في ظل انشغال عن أحمد في العمل و الذي طلب منها وضع الشاي علي المنضده و الانصراف 

رمقتها بنظره خفيفه وهي تتهدي في المخزن متجهه إلي الخارج و هي تلتفت مبتسمه ابتسامه خفيفه 

حينها أمسكت مسمار ووضعت الصاموله التي اخترته‍ا بداخله و كانت أول مره أفلح فيها في اختيار الصاموله المناسبه للمسمار بدون تكرار المحاولات 

و علمت من خلال الحديث مع أبيها و هو منهمك في العمل أنها تدرس تدرس اللغات و متفوقه في دراستها و تحلم أن تكون معيده بكليه الألسن 

وأثناء كلامه عقدت مقارنه بينها و بين خطيبتي السابقه ووجدت مدي تفوق بنت عم احمد خردة علي تلك الخطيبة بمراحل شكلا و مضمونا .

عدت إلي ابي و طلبت منه أن يتحدث مع الحاج احمد خرده بخصوص رغبتي في خطبه ابنته ، فرح والدي بتلك الخطوة و بالفعل تمت الخطبه .

و كانت قبل زيارتي للعروس في بيتها اذهب إلي عن أحمد في المخزن و انظر الي المسمار و الصاموله 

وفي حادث نفسي مع كل محاوله لتوفيق مسمار مع صاموله قائلا صاموله و مسمار و ربك هو الستار

يمكنك مشاركته عبر

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا