من مصر.. فنان تشكيلي شاب يبهر من حوله..!!
من مصر.. فنان تشكيلي شاب يبهر من حوله..!!
كتب يحي الداخلى
جون مراد فنان تشكيلي شاب مواليد 1995.. منذ ان بدأ تعلم مسك القلم، لم يكن مثل باقي الاطفال يحاول اتقان كتابة الارقام او الحروف، بل بدأ في محاولات تحويل المشاهد التي يراها في افلام الكارتون والاعلانات او حتي من خلال الصور واللوحات التي تصادف وجودها بالمنزل الذي نشأ فيه الي لوحات يسترجعها من خياله.
لم يكن جون مثل باقي الاطفال في سنه يستهويه من اللعب المتحركة او التي تصدر اصواتا، مثل السيارات الجذابة او القطارات التي تسير علي قضبان او ماشابه، بل كانت كل اختياراته للعبه من العساكر البلاستيكية الثابته سواء بملابسهم واسلحتهم القديمة او الحديثة والمتطورة، كان يستهويه ايضا الحيوانات المصنوعة من البلاستيك وكأنها تماثيل صغيرة بأنواعها وأشكالها المختلفة.
ورغم ان كل تلك اللعب من اختياراته بإصرار دون سواها كانت توحي بالجمود وعدم الحركة او اصدار اصوات، الا انه كان يستمتع بترتيبها بفكره ورؤيته الخاصة من جنود كالتماثيل لا تتحرك الي ساحة كاملة لمعركة وكأنه جنرال يضع الخطط الحربية لمعركة بإستخدام الخرائط والماكيتات المتاحة.
ايضا كان في حين آخر يستمتع برص الحيوانات البلاستيكية التي يقتنيها وكأنه يخلق غابة حقيقية من وحي خياله ويتفنن في وضع الاشجار بجوار الحيوانات التي تتخفي بها تماما كما كان يري ذلك في الافلام..
كان كطفل حينما يفرغ من اللعب يبدأ خياله يتحرك لترجمة الماكيتات التي يهوي ان يخلقها علي الارض الي رسومات علي ورق.. في البداية كان يفعل ذلك علي حوائط المنزل ولكنه بعد توافر كراسات متخصصة للرسم واقلام وخامات الرسم المتعددة بدأ ينشأ عالمه الجديد بإحترافية، وتملكه شغف تجربة كل جديد..
مع تطور سنه تطور اتقانه ومعايشته لكل انواع الخامات وكل انواع الرسم والمدارس المختلفة.
تحول من القلم الرصاص ذات اللون الواحد مع اتقان الدرجات والظلال الي الالوان الخشب ثم عاد لتجربة الفحم ذات اللون الواحد وتطور فيه بإستخدام اقلام الفحم الملونة، وبدأ محاولاته مع ألوان الباستيل، ثم الألوان المائية وألوان الجواش، وبالطبع وجد ضالته في الألوان الزيتية وايضا الوان الأكريلك.
خلال رحلته الفنية منذ الطفولة حاول والديه اثقال موهبته بالدراسة عن طريق دورات تدريبية خاصة او دراسات حرة يتم تنظيمها بكلية فنون جميلة بالزمالك وحضور العديد من ورش العمل الفنية لمتخصصين وزيارة المعارض الفنية المختلفة. الا ان كل هذا الزخم في فرض قيود ومعايير يحتذيها لم تكن عقبة امامه في انتصار حريته واختياراته التي كونت شخصيته الفنية. فهو يميل دائما للإبداع والتطور ووضع بصمته الخاصة من خلال مشاهداته المستمرة في عالم الانترنت وتعارفه وعلاقاته بفنانين آخرين من مصر ومن مختلف دول العالم يتابعهم من خلال صفحته ويتابعونه.
كما يذكر جون فإن اولي محطاته الفنية التي اثرت فيه كانت في اثناء دراسته بالمرحلة الاعدادية في احدي المسابقات التي حصل فيها علي المركز الاول علي مستوي مدارس مصر الجديدة، وقتها اقيم حفل كبير بمسرح الجمهورية حضره لفيف من كبار الفنانين والشخصيات العامة، وقد تسلم جون الميدالية الذهبية من الراحل الفنان مصطفي حسين، وكما ذكر لنا جون فإن الفنان الراحل الجميل اثني كثيرا علي اعماله المتعددة منذ الطفولة والتي تصفحها بإمعان ثم طلب منه زيارته له بإستمرار وأعطاه تلفونه الخاص، لكن لسؤ الحظ تزامن ذلك مع تدهور صحة الفنان حيث كان جون يجد صعوبة شديدة في لقاؤه بسبب ذلك.
تآثر جون كثيرا بعد لقاءاته بالفنان القدير الراحل مصطفي حسين واستهواه بشدة الرسم الصحفي بكل انواعه مما شده لإختيار الالتحاق بمجال الصحافة والاعلام حيث تخرج بتقدير عام جيد جدا مع حصوله علي المركز الثاني علي مستوي دفعته في مشروع التخرج لإنتاج الافلام القصيرة والذي قام بتصميم رسوماته بنفسه وساهم في التصوير وابدع في عمل المونتاج له بدون الاستعانة الخارجية من متخصصين او محترفين يقدمون في الغالب خدماتهم للطلاب من اجل اتمام مشروع التخرج بمقابل مادي كبير.
استمر جون في ابداعه من خلال تنفيذه العديد من انجازاته الفنية المختلفة سواء لغرض العرض بالمعارض او لبيع الاعمال لعشاق الفنون الجميلة بصفة عامة، كما انه التحق في نفس سنة التخرج بمجلة صباح الخير العريقة التابعة لمؤسسة روزاليوسف الصحفية العملاقة كصحفي وكاتب ورسام.
وقد ابدع جون خلال عمله في المجلة وفي تقديم اعمال اخري لجرائد ومجلات اخري بالعديد من الاعمال الفنية المتميزة والتي امتعت جمهور عريض ولازال يعطي المزيد من خلال رسم شخصيات معاصرة هامة او شخصيات اثرت التاريخ ببصماتها المختلفة في كل مجالات الحياه.. في السياسة والعلم والفن.. ايضا تميز بأعماله من الرسم التوضيحي من خياله لموضوعات مختلفة واشعار وقصص قصيرة تم اختيار بعضها لنشره هنا بالتحقيق، وكان الاختيار بالفعل صعب للغاية لتميز جميع الاعمال بلا استثناء.
من خلال جولتنا لأتيليه يخصه بمنطقة مصر الجديدة ويعرض فيه اعماله المتعددة لاحظنا تكدس الاعمال وكثرتها حيث لم تتحمل حوائط المكان كثرة الاعمال مما اجبره علي تخزين الكثير من الاعمال التي لم تجد مكانا مناسبا بالحوائط المتاحة للعرض..
لاحظنا ايضا كمية كبيرة من التماثيل والمنحوتات غاية في الاتقان والجمال واكتشفنا حسب كلام الفنان ان اعمال النحت قد استهوته منذ نحو عشر سنوات مضت، فأبدي فيه اهتماما يضاهي اهتمامه بالرسم.. ايضا وجدنا العديد من الاعمال الفنية اليدوية علي شكل فازات وخزفيات من اعماله وقد استأذناه بتصوير ما يمكننا تصويره ورحب بذلك ترحيبا شديدا..
تمتاز اعمال جون في المرحلة الحالية بالميل للمدرسة التأثيرية حيث طغت علي معظم اعماله الحديثة، ونتمني له مزيدا من النجاح والتقدم، مع رؤيتنا لأجيال من الفنانين علي كل المستويات يفخر بهم العالم العربي بأثره.
التعليقات الأخيرة