فاطمة الكاشف.. رحلة الفن والعطاء من "حرب الجبالي" إلى منصة مهرجان همسة
فاطمة الكاشف.. رحلة الفن والعطاء من "حرب الجبالي" إلى منصة مهرجان همسة
تقرير الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر
في زمن تتسارع فيه خطوات النجوم وتختلط فيه الأصوات بين من يبحث عن الأضواء ومن يستحقها، تظهر بعض الأسماء كأنها قدر مكتوب في سجل الفن، لا تهتز أمام الرياح ولا تذوب مع تقلبات المواسم. من بين هذه الأسماء يسطع اسم النجمة فاطمة الكاشف، التي لم يكن حضورها مجرد ظهور عابر على الشاشة، بل كان دائمًا علامة فارقة في كل عمل تشارك فيه. حين صعدت لتتسلم تكريمها في الدورة الثالثة عشرة لمهرجان همسة للفنون والآداب، لم يكن المشهد مجرد بروتوكول احتفالي، بل كان لحظة تتويج لمسيرة ممتدة، تختلط فيها دموع الامتنان بابتسامة الرضا. وما بين الكلمات التي خطتها بصدق عبر منشورها على وسائل التواصل الاجتماعي، وبين الحفاوة التي أحاطها بها الجمهور والوسط الفني، تبدو القصة أعمق من مجرد جائزة؛ إنها حكاية فنانة صنعت لنفسها مكانة بعرقها وموهبتها وإصرارها.
سؤال 1: كيف وصفت فاطمة الكاشف مشاعرها لحظة إعلان اسمها للتكريم في مهرجان همسة؟
وصفتها بأنها لحظة تجمد فيها الزمن لثوانٍ، وكأنها عادت بذاكرتها إلى كل البدايات، إلى أول مشهد وقفته أمام الكاميرا، إلى أول جملة حفظتها، وإلى أول تصفيق سمعته من جمهور صادق. أكدت أن هذه اللحظة لم تكن مجرد تقدير من مهرجان، بل كانت بمثابة إشارة من القدر بأن ما زرعته طوال سنوات بدأ يؤتي ثماره في الوقت المناسب، وأن جمهورها لم يخذلها يومًا بل كان دائمًا الرفيق الأقرب لقلبها.
سؤال 2: ما القيمة الخاصة التي تحملها هذه الجائزة في مسيرتها الفنية؟
تقول إن لكل جائزة طعمها الخاص، لكن هذه الجائزة تحديدًا ترتبط بعمل عزيز عليها هو حرب الجبالي، الذي اعتبرته واحدًا من أهم المحطات في حياتها المهنية. وأضافت أن قيمتها تكمن أيضًا في كونها من مهرجان يُقدّر الفن الأصيل، ويحتفي بالقيمة قبل الشهرة، وهو ما جعلها تشعر بأن تعبها لم يذهب هباءً وأن اختياراتها الفنية كانت دائمًا على الطريق الصحيح.
سؤال 3: ما الرسالة التي وجهتها للجمهور بعد التكريم؟
وجهت رسالة محملة بالمحبة والامتنان، قالت فيها إنها لولا دعمهم وتشجيعهم لما كانت اليوم واقفة على هذه المنصة. أكدت أن الجائزة ليست لها وحدها، بل لكل مشاهد صدّق أداءها، ولكل متابع كتب لها كلمة تشجيع، ولكل صديق دعا لها بصدق. واعتبرت أن محبتهم هي الجائزة الحقيقية، وأن تكريم مهرجان همسة ما هو إلا انعكاس لهذه المحبة على أرض الواقع.
سؤال 4: كيف تقيّم تعاونها مع المؤلفة سماح الحريري في حرب الجبالي؟
ترى أن التعاون مع سماح الحريري كان بمثابة اكتشاف جديد في مسيرتها، إذ وجدت نفسها أمام نص متماسك مليء بالتفاصيل الإنسانية والاجتماعية التي تتحدى الممثل وتستفزه ليُخرج أفضل ما عنده. وتؤكد أن سماح كتبت شخصيات العمل بصدق كبير، وهو ما ساعدها على الاندماج الكامل مع الشخصية التي جسدتها.
سؤال 5: ماذا أضاف المخرج محمد أسامة لرؤيتها كممثلة؟
قالت إنه أعطاها الحرية الممزوجة بالانضباط، فلم يفرض رؤيته بالقوة وإنما أدارها بذكاء، كقائد يعرف متى يُطلق العنان ومتى يضع الإطار. وأشارت إلى أن أسلوبه جعلها تشعر وكأنها تتحرك داخل لوحة تشكيلية دقيقة التفاصيل، حيث يعرف المخرج بالضبط أين يضع كل لون وكل لمسة، ومع ذلك يترك للفنان بصمته الخاصة.
سؤال 6: كيف رأت النجمة فاطمة الكاشف دعم شركة الإنتاج لصادق الصباح وفريقه الفني للعمل؟
قالت إن دعم المنتج الكبير صادق الصباح وفريقه الفني المحترف كان بمثابة "حائط الأمان" للعمل، مؤكدة أن وجود منتج بحجمه وثقله يعطي أي فنان طمأنينة بأنه يعمل في مشروع يحترم قيمته ويقدّر موهبته. وأضافت أن المنتج الفني علي حسن ومدير الإنتاج جورج لعبا دورًا جوهريًا في تذليل العقبات وتوفير الأجواء المناسبة، وهو ما انعكس على الأداء الجماعي في حرب الجبالي.
سؤال 7: ما الذي يميز مهرجان همسة عن غيره من المهرجانات من وجهة نظرها؟
تقول إن مهرجان همسة ليس مجرد حدث احتفالي، بل هو "بيت محبة" يجمع المبدعين على اختلاف مجالاتهم. وأكدت أن رئيس المهرجان فتحي الحصري وفريقه يعملون بروح العائلة، فلا يشعر الفنان أنه ضيف عابر بل جزء من كيان كبير يحتفي بالموهبة والصدق الفني.
سؤال 8: كيف توازن فاطمة الكاشف بين التكريم والبحث عن الجديد في مسيرتها؟
ترى أن التكريم لحظة تقدير، لكنه ليس محطة توقف. وتقول إنها تعتبر الجائزة مرآة تنظر فيها لتتأكد أنها على الطريق الصحيح، ثم تعود لتبحث عن تحدٍ جديد، عن شخصية مختلفة، عن عمل يكسر المألوف. وتضيف: "الفنان اللي يكتفي بالتكريم بس، بيتحوّل إلى ذكرى.. وأنا لسه عندي كتير أقدمه".
سؤال 9: ما أصعب المشاهد التي واجهتها في حرب الجبالي؟
كشفت أن أصعب المشاهد لم تكن بالضرورة المشاهد الانفعالية، بل تلك اللحظات الصامتة التي تتطلب من الممثل أن يُوصل مشاعر عميقة دون كلمة واحدة. وأكدت أن الصمت في الدراما أصعب من الكلام، لأنه يضع الممثل أمام اختبار حقيقي: هل يستطيع أن ينقل القلق، الحب، أو الخوف بعينيه فقط؟
سؤال 10: ماذا تعني لها كلمة "الفانز" التي ذكرتها في رسالتها؟
ابتسمت وقالت: "الفانز هم سندي الحقيقي". أوضحت أن كلمة "فانز" قد تبدو عابرة للبعض، لكنها بالنسبة لها تعني جيشًا من المحبة يحيط بها من كل مكان. وأضافت أن محبتهم الصادقة ودعواتهم في الكواليس وعلى السوشيال ميديا، هي وقودها الحقيقي للاستمرار.
سؤال 11: كيف أثّر التكريم على رؤيتها لمستقبلها الفني؟
قالت إن التكريم جعلها أكثر حرصًا في اختياراتها، فهي الآن تدرك أن الجمهور ينتظر منها مستوى لا يقل عما قدّمته. وأكدت أن المرحلة المقبلة ستكون أصعب، لأنها مطالبة بتقديم أعمال تضيف لرصيدها وتُرضي جمهورها وتواكب طموحها الشخصي.
سؤال 12: ما الرسالة التي وجهتها لطاقم عمل حرب الجبالي بعد التكريم؟
أكدت أن التكريم لا يُنسب لها وحدها، بل لكل فرد في فريق العمل، من الكاتب إلى أصغر عامل إضاءة. ووصفت التجربة بأنها "ملحمة جماعية"، كل شخص فيها أضاف لمسة، وكل تفصيلة ساهمت في نجاح العمل.
سؤال 13: كيف ترى دور المرأة في الدراما المصرية حاليًا؟
قالت إن المرأة أصبحت في قلب الحكاية، لم تعد مجرد ظل للبطل أو عنصر ثانوي، بل صارت صانعة الأحداث ومحرك الدراما. وأضافت أن نجاح أعمال كثيرة في السنوات الأخيرة أكبر دليل على أن الجمهور يحب أن يرى قصص النساء، قوتهم وضعفهم، انتصاراتهم وانكساراتهم.
سؤال 14: ما الفارق بين بداياتها الفنية واليوم؟
تقول إن الفارق كالفرق بين الربيع والخريف، ففي البدايات كان الحلم أكبر من الإمكانيات، وكانت تسعى لإثبات نفسها في كل مشهد. أما اليوم، فقد صارت أكثر هدوءًا وثقة، تعرف متى تتكلم ومتى تصمت، ومتى تُقدّم العمل ومتى ترفضه.
سؤال 15: ما الصفات التي تراها ضرورية لأي ممثل يريد الاستمرار؟
ذكرت ثلاثة صفات أساسية: الصبر، لأن الطريق طويل ومليء بالخيبات؛ الشغف، لأنه الوقود الوحيد للاستمرار؛ والصدق، لأن الجمهور لا يُخدع، يميز فورًا بين من يمثل بحب ومن يؤدي دورًا بلا روح.
سؤال 16: ماذا يعني لها اسم "حرب الجبالي"؟
قالت إنه ليس مجرد عنوان لمسلسل، بل رمز لصراع الإنسان مع الظروف، ولرحلة البحث عن الحق وسط عواصف الحياة. وأكدت أن العمل سيبقى محفورًا في ذاكرتها كأحد أهم محطاتها الفنية.
سؤال 17: كيف تقيم علاقتها بزملائها النجوم؟
وصفتها بالعلاقة المبنية على الاحترام والتقدير المتبادل. وقالت إنها تؤمن أن نجاح زميلها لا يقلل من نجاحها، بل يضيف إلى المشهد العام ويثري الساحة الفنية.
سؤال 18: ماذا تقول عن جمهورها في الخارج؟
أشارت إلى أنها فوجئت بعد التكريم برسائل من جمهور عربي في الخليج وأوروبا، يؤكدون متابعتهم لأعمالها. واعتبرت أن هذه المحبة العابرة للحدود أكبر دليل على أن الفن لغة عالمية لا تحتاج إلى ترجمة.
سؤال 19: ما أكثر تعليق لمس قلبها بعد التكريم؟
ذكرت تعليقًا جاءها من فتاة صغيرة كتبت: "أنا نفسي أكون زيك وأمثل يوم من الأيام". وقالت إنها بكت عندما قرأت هذه الكلمات، لأنها شعرت أنها أصبحت قدوة لشخص ما، وهذه مسؤولية أكبر من أي جائزة.
سؤال 20: كيف تتعامل مع النقد؟
قالت إنها تعتبر النقد مرآة، لكنها تفرّق بين النقد البناء الذي يساعدها على التطور، والهجوم المغرض الذي لا يحمل نية صافية. وأضافت أنها تعلمت أن تستفيد من الأول وتتجاهل الثاني.
سؤال 21: ما الدور الذي لعبته عائلتها في دعمها خلال مسيرتها الفنية؟
قالت إن عائلتها كانت دائمًا البوصلة التي توجهها، فهي لم تكن يومًا فنانة وحيدة في مواجهة العالم، بل ابنة وأم وزوجة تحمل في قلبها روابط عائلية متينة. أكدت أن وجود أسرتها بجوارها جعلها أكثر ثباتًا في مواجهة ضغوط المهنة، فالفن مهنة جميلة لكنها قاسية، والممثل يحتاج دائمًا إلى ملاذ آمن يعود إليه بعد التصفيق والنجاح. وأوضحت أن عائلتها لم تكن فقط سندًا نفسيًا، بل أيضًا دافعًا معنويًا، فكل إنجاز تحققه كان انعكاسًا لابتسامة فخر في عيونهم.
سؤال 22: كيف تنظر فاطمة الكاشف لعلاقة الفنان بالجمهور عبر السوشيال ميديا؟
أجابت أن السوشيال ميديا اليوم لم تعد خيارًا، بل واقعًا يفرض نفسه، فهي نافذة الفنان إلى جمهوره وجسر التواصل المباشر معه. وأضافت أنها ترى هذه الوسائل سلاحًا ذا حدين: فمن جهة تمنح الفنان مساحة لمشاركة لحظاته الإنسانية والفنية وتلقي ردود فعل سريعة، ومن جهة أخرى قد تُحوّل كل كلمة أو صورة إلى جدل واسع. لكنها اختارت أن تستخدمها بحكمة، فتعبر من خلالها عن امتنانها لجمهورها وتشارك لحظات التكريم والنجاح دون إسراف أو استعراض.
سؤال 23: ما القيمة الأهم التي تسعى لتوصيلها من خلال أدوارها؟
أكدت أن القيمة الأهم بالنسبة لها هي "الصدق الإنساني". فهي لا تهتم بمدى ضخامة الدور بقدر ما تهتم بأن يلامس قلب المشاهد، حتى لو كان مشهدًا واحدًا. وترى أن رسالة الفن ليست مجرد تسلية، بل مرآة تعكس آمال الناس ومخاوفهم. وأوضحت أنها تتمنى أن تترك كل شخصية تجسدها أثرًا في وجدان المشاهد، ربما يواسيه أو يعطيه أملًا أو يجعله يرى الحياة من زاوية مختلفة.
سؤال 24: هل ترى نفسها محظوظة بالفرص التي حصلت عليها؟
قالت بابتسامة عميقة إن الحظ جزء من أي مسيرة، لكنه ليس كل شيء. وأضافت أنها لا تنكر أنها التقت في حياتها بفرص ذهبية، لكن الأهم أنها كانت مستعدة لهذه الفرص، فالحظ وحده لا يكفي إذا لم يكن الفنان جاهزًا بالعطاء والانضباط والموهبة. وأكدت أنها تعتبر نفسها محظوظة بالحب الذي تلقاه من جمهورها وزملائها أكثر من أي شيء آخر.
سؤال 25: كيف أثّرت الجائزة على صورتها أمام الأجيال الشابة من الممثلين؟
أوضحت أن الجائزة جعلتها تشعر بمسؤولية مضاعفة أمام الأجيال الجديدة التي تراقبها وتتعلم منها. وأضافت أنها تلقت رسائل من ممثلين شباب يهنئونها ويعبرون عن فخرهم بها، وهو ما جعلها تدرك أن تكريمها ليس نجاحًا شخصيًا فقط، بل إشارة إلى أن الالتزام والصدق يثمران مهما طال الزمن. وقالت إن هذا التكريم ربما يكون رسالة غير مباشرة للشباب: "اجتهدوا ولا تتعجلوا النجاح، فالتقدير قادم لا محالة".
سؤال 26: هل تفكر في خوض تجارب خارج مصر بعد هذا التكريم؟
قالت إن الفكرة تراودها بالفعل، فهي تؤمن أن الفن لا يعرف حدودًا جغرافية. وأكدت أن تكريمها في مهرجان بحجم همسة زاد من رغبتها في خوض تجارب عربية وربما عالمية، لأنها ترى أن الدراما المصرية قادرة على المنافسة في أي مكان. لكنها في الوقت نفسه شددت على أنها لن تقبل أي عمل إلا إذا كان يحترم هويتها الفنية ويضيف لرصيدها، حتى لو جاءها من خارج مصر.
سؤال 27: كيف تعرّف النجاح من وجهة نظرها؟
قالت إن النجاح بالنسبة لها لم يعد يُقاس بعدد المشاهدات أو حجم الإيرادات، بل بمدى تأثير العمل على الناس. النجاح الحقيقي هو أن يأتيها مشاهد بعد سنوات ويقول: "مشهدك في العمل ده غير حياتي أو خلاني أفكر بشكل مختلف". وأوضحت أنها ترى النجاح كرحلة طويلة، لا تنتهي بجائزة أو دور واحد، بل تتجدد مع كل تجربة وكل خطوة للأمام.
سؤال 28: ما هي اللحظة التي شعرت فيها أن كل تعبها لم يذهب هباءً؟
ذكرت أنها لحظة صعودها على المسرح في مهرجان همسة لاستلام الجائزة، حين رأت عيون الناس تلمع بالفخر، وصفق الجمهور بحرارة. وقالت إنها في تلك اللحظة تذكرت كل السهر والقلق والتحضيرات، وكل لحظة شك مرّت بها، وأدركت أن الطريق الطويل الذي سلكته لم يذهب عبثًا، بل أثمر في النهاية احترامًا وتقديرًا.
سؤال 29: ماذا تقول عن اسم "فاطمة الكاشف" بعد هذا التكريم؟
أجابت بتواضع شديد أنها لا ترى اسمها أكبر من اسم أي فنان آخر، لكنها تشعر أن هذا التكريم أضاف بريقًا جديدًا للاسم، ليس من أجلها فقط، بل من أجل كل من آمن بها منذ البداية. وأضافت أن اسمها الآن ارتبط ليس فقط بالأعمال الفنية التي قدمتها، بل أيضًا برسالة أعمق عن الصبر والالتزام والإيمان بالموهبة.
سؤال 30: ما الحلم الذي لم تحققه بعد؟
ابتسمت وقالت إن الفنان يعيش دائمًا على الأحلام، ولو توقف عن الحلم مات فنيًا. وأكدت أن حلمها الأكبر الآن هو أن تقدّم عملًا يبقى خالدًا في ذاكرة الأجيال، عملًا يتذكره الناس بعد سنوات طويلة ويقولون: "ده من أعظم أدوار فاطمة الكاشف". وأضافت أن التكريم الأخير أعطاها دفعة جديدة لتقترب من هذا الحلم، وأنها مؤمنة أن القادم أجمل طالما هناك شغف ومحبة.
التعليقات الأخيرة