• مصر
  • الثلاثاء، ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٥
  • أخر تحديث 01:48:18 AM
news-details
مقالات

ترغيب الإسلام في الخلق الحسن

ترغيب الإسلام في الخلق الحسن

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله العلي الأعلى، خلق فسوّى، وقدّر فهدى، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الأسماء الحسنى والصفات العُلا، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله نبي الرحمة والهُدى، اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه الأئمة الأبرار النجباء، والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم البعث والنشور والجزاء أما بعد فاتقوا الله عباد الله، حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ثم أما بعد لقد الله عز وجل بالأخلاص في القول والعمل وفي السر والعلن، ومن هذا المنطلق يقول سهل بن عبد الله التستري كنت وأنا ابن ثلاث سنين أقوم بالليل فأنظر إلى صلاة خالي محمد بن سوار، فقال لي يوما ألا تذكر الله الذي خلقك؟ فقلت كيف أذكره؟ قال قل بقلبك عند تقلبك في ثيابك ثلاث مرات من غير أن تحرك به لسانك الله معي، الله ناظر إليّ، الله شاهدي، فقلت ذلك ليالي. 







ثم أعلمته، فقال قل في كل ليلة سبع مرات، فقلت ذلك ثم أعلمته، فقال قل ذلك كل ليلة إحدى عشرة مرة فقلته، فوقع في قلبي حلاوته، فلما كان بعد سنة قال لي خالي احفظ ما علمتك، ودم عليه إلى أن تدخل القبر فإنه ينفعك في الدنيا والآخرة، فلم أزل على ذلك سنين فوجدت لذلك حلاوة في سري، ثم قال لي خالي يوما يا سهل من كان الله معه، وناظرا إليه، وشاهده أيعصيه؟ إياك والمعصية، ولقد رغب الإسلام في الخلق الحسن، وأول الخلق الحسن هو أن تكف عنهم أذاك من كل وجه، وتعفو عن مساوئهم وأذيتهم لك، ثم تعاملهم بالإحسان القولي والإحسان الفعلي وأخص ما يكون بالخلق الحسن هو سعة الحلم على الناس، والصبر عليهم، وعدم الضجر منهم، وبشاشة الوجه، ولطف الكلام والقول الجميل المؤنس للجليس، المدخل عليه السرور، المزيل لوحشته ومشقة حشمته.





وقد يحسن المزح أحيانا إذا كان فيه مصلحة، لكن لا ينبغي الإكثار منه وإنما المزح في الكلام كالملح في الطعام، إن عدم أو زاد على الحد فهو مذموم، ومن الخلق الحسن هو أن تعامل كل أحد بما يليق به، ويناسب حاله من صغير وكبير، وعاقل وأحمق وعالم وجاهل، فمن اتقى الله، وحقق تقواه، وخالق الناس على إختلاف طبقاتهم بالخلق الحسن فقد حاز الخير كله لأنه قام بحق الله وحقوق العباد ولأنه كان من المحسنين في عبادة الله، المحسنين إلى عباد الله، وعن عكرمه رضي الله عنه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أن أعرابيا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستعينه في شيء قال عكرمة أراه قال في دم فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ثم قال أحسنت إليك ؟ قال الأعرابي لا ولا أجملت فغضب بعض المسلمين وهموا أن يقوموا إليه. 





فأشار النبي صلى الله عليه وسلم أن كفوا فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم وبلغ إلى منزله دعا الأعرابي إلى البيت فقال له إنك جئتنا فسألتنا فأعطيناك فقلت ما قلت فزاده رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فقال أحسنت إليك ؟ فقال الأعرابي نعم فجزاك الله من أهل وعشير خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنك كنت جئتنا فسألتنا فأعطيناك فقلت ما قلت وفي نفس أصحبي عليك من ذلك شيء فإذا جئت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي حتى يذهب عن صدورهم قال نعم قال فحدثني الحكم أن عكرمة قال، قال أبو هريرة رضي الله عنه فلما جاء الأعرابي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن صاحبكم كان جاءنا فسألنا فأعطيناه فقال ما قال وإنا قد دعوناه فأعطيناه فزعم أنه قد رضي أكذلك ؟ قال الأعرابي نعم فجزاك الله من أهل وعشير خيرا، قال أبو هريرة رضي الله عنه. 




فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن مثلي ومثل هذا الأعرابي كمثل رجل كانت له ناقة فشردت عليه فاتبعها الناس فلم يزيدوها إلا نفورا فقال لهم صاحب الناقة خلوا بيني وبين ناقتي فأنا أرفق بها وأعلم بها فتوجه إليها صاحب الناقة فأخذ لها من قتام الأرض ودعاها حتى جاءت واستجابت وشد عليها رحلها واستوى عليها وإني لو أطعتكم حيث قال ما قال لدخل النار" رواه البزار.

يمكنك مشاركته عبر

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا