من يُقنع التاريخ أن فصاحتي
من يُقنع التاريخ أن فصاحتي
اليوم أول حلمها
من يُقنع الوطن البعيد عن العيون
أني هجرت حبيبتي ورسائلي وحقيبتي
وأنا حزين مُحاصراً
ما بين جدران الكتاب
أغلقتُ كل النصٍ حول تساؤلي
عن معنى أن تُغتال دون رصاصةٍ
أغلقتها الأبواب خلف قصيدتي
حتى تموت
ولتنتهي حكايتي
من يحمل الأحزان من أوهامها
من يشتري مني الحديث
ببعض حب
بضحكةٍ
في جبر خاطر للوجع
من يا تُراهُ
مُتحالفاً
مُتصالحاً
مع ذكرياتي المُعتمه
من يُسرج النور لها
من يبذر الزرع بها
فلعلني
ولعلها
ولعله
بعد الحصاد
ننمو كموج البحر
مثل الورود
ننجو بكل طقوسنا
كينأنفض الغبار من فوق الرفوف
كي نبدتي
وأبتدي بروايتي
حتى تكون رسالةً
يا ارفعي الأكف لا تترددي
فالأرض عطشى للحديث
صلي استخارة عاشِقَين
علَّ الشتاء يزورنا
والرمل في الصحراء
يُنبتُ حلمنا
الغيم محشواً هناك
بالزنجبيل
بالياسمين
بالرياح وبالمطر
حتى تكوني وصايةً
ليتيم حلمه كسوةً
لا بد أن تُلقي القناع عن المدينة كلها
كي لا يشاهدوا من بذوركِ حبةً
حتى ينوء الحاقدين عن الأذى
لا بد من خلق الضحك
فالنار رغم حريقها
لا تحزني
هي كالسلام
لا حِقد فيها أو خطر
من يُقنع النص العنيد
أن الحروب قد انتهت
أن القوافي تصالحت
أن البحور بلا مناسك قد تخطت قد مشت
اللصُ أصبح عابداً
والسجنُ منهم قد خلا
والصيفُ غيمهُ قد كثُر
وتصالح الجمعُ الغفير
تصالحت أفكارهم
إلا هناك
في غزةٍ
الحرب فاضت في الجميع
الشيخُ يصرخُ كالولد
والأم زاد نحيبها
كل الزِقاق مُزقت
مثل الخيام
ما ضل بيتٌ في البلد
الكل ردم
الشارع المنكوب فيها قد هُدِم
حتى الشجر
حرقوا ينابيع المياه
وسمموا أنهارها
وسجروا بحارها
لا لم نجد
بعض الرجال
لا غيرة
منهم أحد
من يُقنع اللص الصغير
أن اللصوص
من سن قانون الحروب
من أنكروا.. ما انكروا
من نادوا في كل الحقوق
أن الجميع سواسية
من يُقنعه
أن القنابل
والحرائق
والرصاص
هم جهزوا عِتادها
تلك للحروب
هم قيدوا كل الحدود
منعوا الطعام والشراب
منعوا الورود
حرموا الجميع
من الحياة إلى الأبد
قُل للصوص
تباً لكم
لن تهنأوا
النصر غزة من قديم ومن حديث
وبرغم أنف العابرين
في المُنتهى
والمبتدى
نصي وكل خواطري
غزة أساس نهايتي
غزة أساس بدايتي
#خالد_الخطيب
التعليقات الأخيرة