• مصر
  • الثلاثاء، ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٥
  • أخر تحديث 04:17:31 PM
news-details
اشعار وخواطر

مكتبة بغداد قلمي وأنا.. وأوراقي الخالية من رقص الحرف

مكتبة بغداد
قلمي وأنا.. وأوراقي الخالية من رقص الحرف

.. 
في محاولةٍ مني لبدء فكرة للشروع في كتابة نصٍ خالٍ من الهدوء.. 
يحمل في ثناياه صخباً يسكن السطر.. يحضن الكلمات.. 
في محاولةٍ لخلقِ روايةٍ من عالمٍ صغيرٍ لا يُحس.. 
لا يمتُ للواقع يشيء
فعلى سبيل المثال.. 

قرأتُ مرةً مقدمة لفكرةٍ أطلق عليها حتف العقارب فكتبت خوفي من عمق الحرف..

حتف العقارب.. 
يسرقني لتلك المدينة المعتمة.. 
للمُضي بها ليلاً.. 
للنظر في خفايا مبانيها الخالية من الناس.. 
المشي في شوارعها يُشبه المشي على قطع زجاجٍ مُحطمة..
يسرقني لثقبٍ أسود خارج المجرة.. 
لا أعلم خباياه.. إنما أخبرني حكيمٌ أنه خالٍ من الحب.. ممتلأً بالموت.. 
ينبت الشوك في قلب الشوك هناك..

حتف العقارب.. 
يذكرني بشقٍ في جدار غرفتي المطلة على حديقة جارنا الوحيد.. 
يشبه المسخ.. 
يجلس على كرسيٍ هزاز يغتاب الوقت.. 
يكسر عقارب الفرح
يجر حُطامه قبل الوصول لأخر النص.. 
كلما أنهى كتاباً جاء بغيره..

هكذا أقرأ أي نصٍ جميل.. 
لذا سأكتب عَلَّ أحدهم يقرأني.. 

سأكتب عن رحلةٍ لذرة غبارٍ لا زالت جنينا.. لا زالت تحاول أن تتشكل لتصنع فوضى.. لترحل قصيدةً في الكون.. لتشق رحم الأرض وتحترق إعصاراً في صدر السماء.. 

سأكتب خاطرة عن حريقٍ في قلب مكتبةٍ في بغداد.. 
عيناي تنزف وجعاً.. يا لهول المنظر.. فوضى من الهلع.. حالةٌ من الخوف العظيم.. 
لل وصف يشرح حجم الرعب هناك.. 
الجميع يصرخ من كثير الشرر.. أرواحٌ من الكلمات تلفظ آخر نفس.. حروفٌ أصبحت مُسجاةٌ على رصيفٍ دون معنى.. 
من أشعل النار..
قتل الأرض.. 
أجهض العالم كله.. 
أسدل الستارة على أجمل روايات الحب.. 
لتصبح علوم الكون رماداً حين تم الأمر.. 
من أشعل النار مهد لموت نهضة.. 
لموت جيلٍ من الحياة.. 
من أحرق النص كان لصاً.. كان بلا قلب.. وكأنه الشيطان نفسه.. سطَّرَ أبشع روايةٍ قد يخطها قلم.. 

في محبرتي موجٌ صارخ.. 
يطلب مني أن أغرفه.. 
أكتب منه فوق سطوري.. 
أُغرقُ أوراقي في صمتي.. 
فوق صمته.. 
ترسو حكاية.. 
ترسو رسالة.. 
فوق شواطئ من أوراقٍ.. 
ملأ من موج الكلمات.. 

كل حروف النحو تقاوم.. 
كلها تأتي طوع الفكرة.. 
طوع خبايا الوجع الساكن.. 
طوع نصوصي.. 
تلك الساكنة في الأقلام.. 
قد لا أُحسنُ فن حديثٍ يحكي قصة.. 
قد لا أبدو مثل سفينة تحمل حكمة.. 
تحمل شيخاً في قُمرتها.. 
قالوا عنه.. 
أنه جاء.. 
مثل طبيبٍ.. 
مثل نبي.. 
أقسم قالوا.. 
ينفخُ روحاً في محرقةٍ.. 
كنت أفكر.. 
أكتب عنها في بغداد.. 

لا زلتُ أفكر في كتابة نصٍ لا يُشبه نصوصاً كُتبت ذات يوم.. 
لستُ مميزاً هنا.. إنما أبدو بكل مشاعري.. أجمع شتات الفواصل والنقاط.. ألملم نزيف الكتب.. 
لا أفلت الحرف من قيده حتى أعلم مُستقره.. حتى أعلم كيف يتشكل ظله.. حتى أراه يعانق حرفاً في حضن كلمةٍ.. 
تُنجبُ فكرةٍ.. تُنجبُ منها ألف فكرةٍ تحيا في ذاكرة الوقت أعذب نصٍ يتناوله قارئ.. 
أضع في مخيلتي في بداية كل مُحاولةٍ لي.. 
أن القافية تحتاج لمن يسندها لتقف ممشوقة القوام في نهاية كل بيت..
متجاوزاً الأمر في بعض حين.. 
أستحضر البحر دون أن أغرق فيه.. 
للأمانة أرى في انعكاس مرأتي من يقرأني..؟ 
يتهجئني..؟ 
من يُمسك ديواني الأول..؟ 
أرغبُ جداً كيف يراني..؟ 
كيف يراها حروفي تبدو..؟ 
هل يستمتع..؟ 
هل يختزل الحب لنصي..؟ 
أم يكرهه..؟ 
هل سيُقول عنه جميلاً..؟ 
أم يمقته..؟ 
هل يجعله في مكتبته..؟ 
أم يُخفيه في تعويذة..؟ 
تلك نصوصي.. 
يا سادة حرف الكلمات.. 
بين الفكرة تلو الفكرة.. 
أكتبُ نصاً.. 
كي أحياهُ.. 
وكي يحياني.. 
وأردده.. ويرددني.. 
لن ينساني النص حتى
تنسى عقيماً.. 
بشرى تُخبر.. 
أنها حُبلى.. 
ترقصُ فرحاً..
تصرخ من بُشرى الكلمات

#خالد_الخطيب

يمكنك مشاركته عبر

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا