• مصر
  • الأربعاء، ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٥
  • أخر تحديث 06:12:02 AM
news-details
مقالات

الانتخابات البرلمانية بين الشعارات البراقة وحقيقة الشارع

الانتخابات البرلمانية بين الشعارات البراقة وحقيقة الشارع


كتب /وفدي عبدالواحد 
مع اقتراب الاستحقاقات البرلمانية، تعود إلى الواجهة ظاهرة موسمية مألوفة: وجوه تغيب لسنوات ثم تعود فجأة إلى الدوائر الانتخابية محمّلة بالشعارات والابتسامات والوعود. لكن المشهد لا يقتصر على "أصحاب المصالح" الذين يسعون وراء النفوذ، بل يشمل أيضًا "أصحاب الفتن" الذين يحاولون تمزيق الصفوف وإشعال الصراعات لتحقيق مكاسب ضيقة.

بين الشعارات والواقع

في كل موسم انتخابي، يتدفق سيل من الوعود التي قد تتجاوز صلاحيات البرلمان نفسه، من إنهاء البطالة إلى تطوير القرى في وقت قياسي. ورغم أن هذه الشعارات قد تجذب بعض الناخبين، إلا أن وعي المواطن اليوم بات أكثر قدرة على التمييز بين الخطط الواقعية والوعود المستحيلة.

على الجانب الآخر، يواصل بعض المرشحين نهج إثارة الخلافات القبلية والعائلية، وتحويل الدوائر الانتخابية إلى ساحات صراع شخصي. وهنا يظهر الوجه الأخطر: "أصحاب الفتن"، الذين يراهنون على الانقسامات بدلاً من التنافس على خدمة الوطن.

الحاجة إلى إصلاح حقيقي

لكي لا تتحول الانتخابات إلى موسم عابر للشعارات والمصالح، هناك حاجة إلى خطوات إصلاحية واضحة تضمن تجديد الدماء وضبط إيقاع العمل البرلماني:        
١_تحديد أقصى مدة للعضوية بدورتين فقط
لضمان تجديد مستمر ومنع احتكار المقاعد لعقود طويلة.

٢_ وضع حد أقصى لعمر المرشح عند 70 عامًا
حتى يظل البرلمان نابضًا بالحيوية وقادرًا على استيعاب قضايا الأجيال الجديدة.

٣_تمكين الشباب أصحاب الفكر والرؤية
عبر تخصيص نسب ملزمة لهم في القوائم الانتخابية، وتوفير برامج تدريب وتأهيل سياسي جاد، ودعم المبادرات الشبابية باعتبارها البوابة الطبيعية للترشح.

٤_ محاربة المال السياسي والفتن الانتخابية
من خلال تشريعات رادعة ورقابة حقيقية على الحملات الانتخابية، لضمان التنافس الشريف بعيدًا عن شراء الأصوات أو إثارة الانقسامات.
رؤية لبرلمان المستقبل

برلمان متجدد كل دورتين، يجمع بين الخبرة والحيوية، ويضم وجوهًا شابة إلى جانب الكفاءات ذات التجربة، سيكون أقرب لنبض الشارع وأكثر قدرة على صياغة تشريعات تعبر عن المواطن. مثل هذا البرلمان لن يكون ساحة للمصالح الفردية أو منصة للفتن، بل مؤسسة وطنية قادرة على خدمة المجتمع وتحقيق طموحاته.
وفي النهاية 
إن الانتخابات البرلمانية ليست موسمًا للوعود البراقة ولا فرصة لإحياء الفتن، بل اختبار حقيقي لمدى وعي الناخبين وقدرتهم على اختيار من يملك فكرًا ورؤية، لا من يجيد إثارة الخلافات. وإذا كان موسم الظهور يكشف أصحاب المصالح والفتن معًا، فإن مسؤولية المجتمع أن يمنح صوته لمن يضع المصلحة العامة فوق أي حسابات شخصية. عندها فقط يصبح البرلمان مرآة حقيقية للشعب وصوتًا أمينًا لتطلعاته.

يمكنك مشاركته عبر

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا