التفكير الإيجابي مصدر للقوة
التفكير الإيجابي مصدر للقوة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله المتوحد بالعظمة والجلال، المتعالي عن الأشباه والأمثال، أحمده سبحانه وأشكره من علينا بواسع الفضل وجزيل النوال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ومصطفاه من خلقه كتب الفلاح لمن اتبعه واحتكم إلى شرعه، ففاز في الحال والمآل صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه خير صحب وآل، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد، إعلم يا أخي الكريم إن ما يسعى إليه الإنسان السامي يكمن في ذاته هو، أما الدنيء فيسعى لما لدى الآخرين، وقد يتقبل الكثيرون النصح لكن الحكماء فقط هم الذين يستفيدون منه، وهل تصدق أنك إذا إستثمرت ساعة واحدة من وقتك كل يوم لأي غرض ايجابي فانك تكسب ثلاثمائة وستون ساعة سنويا أو ما يعادل أربعون يوم عمل كامل تقريبا، فعليك أن تخصص وقتا للتفكير الايجابي
فإنه مصدر القوة، وكما عليك أن تخصص وقتا للعب ، انه وعاء الشباب المتجدد، وكما عليك أن تخصص وقتا للقراءة ، إنها أساس الحكمة، وكما عليك أن تخصص وقتا للصلاة ، إنها أعظم قوة على الأرض، وكما عليك أن تخصص وقتا لكي تحب وتكون محبوبا ، فالأيمان ليس إلا الحب والبغض، وكما عليك أن تخصص وقتا لتكون صديقا ودودا فذلك طريق السعادة، وكما عليك أن تخصص وقتا للضحك ، انه أفضل وسيلة لإعطاء حياتك بهجة، وكما عليك أن تخصص وقتا للعطاء وتخل عن الأنانية ، فالحياة قصيرة، وكما عليك أن تخصص وقتا للعمل ، انه ثمن النجاح، وتذكر أن العقول الكبيرة تناقش الأفكار، والعقول المتوسطة تناقش الأحداث والعقول الصغيرة تناقش الأشخاص والماديات، والعقول الصغيرة جدا تناقش شخصياتها، وهناك رسالة من طالب يرسلها إلي أستاذه.
فيقول أستاذي الكريم كم كان تعجبني هيئتك وجمال ملبسك الذي طغى على جمال درسك وتوصيل علمك فلقد آثارني حرصك العظيم على ملابسك وتجددها كل حين ولم أرى تجدد وسائلك التعليمية أثناء الشرح، بل يؤلمني أني أرى مادة جافة إنما هي نقل للمعلومات من الكتاب وما دام الحال هذا فلماذا لا تسجل المادة ونسمعها نحن وجميع الطلاب فكم كنت أتمنى أن أسمع سبب نزول هذه الآية والقصة التي فيها دون أن تكون مقررة في المنهج مستفيدين من المنهج العلمي الرائع الذي إبتكر لنا لأن الأجهزة الحديثة لها الأثر البالغ كما تعلم ولا يخفى عليّ أنها ليست في المنهج المقرر، فيا أستاذي وينبوع فؤادي كم كنت أتمنى أن أرى مادة الجغرافيا مليئة بالإيمان إذا تحدثت عن الجبال وعظمتها والسماء وعظيم إتساعها والأرض وجميل إبداعها، فالسماء إنشقت والجبال تفجرت.
وأخرجت الماء، والأرض إنشقت ومُدت وألقت مافيها وتخلت فربطت بين السحاب بالإيمان فهطل المطر، وحدث التبخر وكم هي تلك الظواهر الجغرافية التي تحتاج لربط بالقرآن والسنة ولكن عدم حرصك هو الذي جعل هذه المادة قائمة على الجمود، ولا أنسى التاريخ يا أستاذي، فتعجبت من شرحك في مادة التاريخ حيث إنه لا يعدو المنهج المقرر وذلك لأنك لا تعلم إلا ما يختص بمنهجك فقط دون أن يكون لديك علم بأمور كثيرة عن التاريخ أوا نسيت ذلك اليوم الذي كنت تشرح فيه عن فتح مكة ؟ ولما سألتك من خلف الرسول صلى الله عليه وسلم على المدينه؟ قلت لا يسأل أحد خارج الدرس، فيا أستاذي العزيز، إن اللغة العربية هي لغة القران الذي هو كلام الرحمن الذي أنزله الله " بلسان عربي مبين" فما سبب ضعفي وضعف غيري؟ إن من أسباب ذلك عدم كلامك الكلام العربي
وسلاسة لسانك، وأنا أعلم أن من اللحن لا يصلحه سيبويه ولا يقيمه نفطويه وإسمع معي هذه الحكاية وهو كان جعفر البرمكي عند الرشيد كالمأمور فلما رفع المجرور ترك رأسه في البلاط يدور، وهذا أبو جعفر المنصور لما رأى أبا مسلم يضم المكسور جعل سيفه في صدره كالضمير المستور.
التعليقات الأخيرة