• مصر
  • الثلاثاء، ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٥
  • أخر تحديث 11:22:30 AM
news-details
مقالات

آثار كثرة الكذب وتمويه الخداع

آثار كثرة الكذب وتمويه الخداع

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية أن من مزالق الكذب ما يتناقله الناس في مزاحهم بغرض الإضحاك، ويلفقون باطلا يجمله الهوى والتنقص من الناس في غيابهم أو حضورهم، وهذا من ألوان الكذب والافتراء، فعن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " أنا زعيم ببيت في ربض الجنة، وببيت في وسط الجنة، وببيت في أعلى الجنة، لمن ترك المراء وإن كان محقا، وترك الكذب وإن كان مازحا، وحسن خلقه " 




ومن المعلوم أن إيمان العبد فيه نقص إلا عندما يترك الكذب في المزاح، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يترك الكذب في المزاحة، والمراء وإن كان صادقا" ومن صور الكذب المجتمعي ما يقع فيه أرباب الحرف والصنائع حين يخلفون في المواعيد، ويعطلون على الناس مصالحهم، وتلك عادة قد سرت مع كثير من الصناع وفي المدن والقرى وقد قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم "آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب، وإذا اؤتمن خان، وإذا وعد أخلف" رواه البخاري، فنرجوا ألا تلقي بنا الأماني الدنيوية بعيدا عن مسالك الصدق ومنازع أهله، ففي الأفق ضباب وقد يعقبه ظلمة ويباب، قد لا يرى الناظر فيه بياض وجه يده من كثرة الكذب وتمويه الخداع، وذلك شأن الخفاف في الدين.




والمحرومين من التربية الصالحة في زمن نعومة الأظفار، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " تأتي على الناس سنوات خداعات يصدّق فيها الكاذب، ويكذَّب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخوّن فيها الأمين، وينطق الرويبضة، قيل يا رسول الله، وما الرويبضة؟ قال الرجل التافه يتكلم في أمر العامة" والله عز وجل هو العالم بما تخفيه الضمائر وما تبطنه السرائر " فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين " فإن مجتمعاتنا تحتاج إلى تصحيح في الأخلاق بحيث يكون الصدق قوامها حتى نجعله العملة الدوارة فيما بيننا قصدا لوجه الله، وإتقاء سخطه، والفرار من عذابه وعقابه، وطلبا لجنته وثوابه، وقال سفيان بن حسين ذكرت رجلا بسوء عند إياس بن معاوية، فنظر في وجهي، وقال أغزوت الروم؟ قلت لا، قال فالسند والهند والترك؟ 



قلت لا، قال أفتسلم منك الروم والسند والهند والترك، ولم يسلم منك أخوك المسلم؟ قال فلم أعد بعدها " فعن أبي قلابة قال " إذا بلغك عن أخيك شيء تكرهه فإلتمس له العذر جهدك، فإن لم تجد له عذرا فقل في نفسك لعل لخي عذرا لا اعلمه " وقال يحي بن معاذ ليكن حظ المؤمن منك ثلاثة، إن لم تنفعه فلا تضره وإن لم تفرحه فلا تغمه وإن لم تمدحه فلا تذمه " وقال بكر بن عبد الله " إذا رأيتم الرجل موكلا بعيوب الناس ناسيا لعيبه فاعلموا أنه قد مكر به" وعن الإمام أحمد قال "ما رأيت أحدا تكلم في الناس وعابهم إلا سقط" وقال الماوردي رحمه الله " من حق الإخوان أن تغفر هفوتهم وتستر زلتهم لأن من رام بريئا من الهفوات، سليما من الزلات رام أمرا معوزا وإقترح وصفا معجزا" وقال عمر رضي الله عنه " عليكم بذكر الله تعالى فإنه شفاء، وإياكم وذكر الناس فإنه داء "

يمكنك مشاركته عبر

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا