• مصر
  • الثلاثاء، ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٥
  • أخر تحديث 02:30:05 AM
news-details
مقالات

مأساة شارع باتا في الباجور: صرخة ضمير وألم مجتمع

مأساة شارع باتا في الباجور: صرخة ضمير وألم مجتمع


كتبتها: هبة هيكل
صحفية وباحثة اجتماعيه

ليلة دامية شهدها شارع باتا في مركز الباجور، كانت ثقيلة على القلوب ومؤلمة لكل من سمع أو شهد ما جرى فيها. لم تكن تلك الليلة كباقي الليالي، بل كانت مشهدًا مأساويًا يعكس حجم الأزمة التي تعيشها منطقتنا، ويطرح تساؤلات جوهرية حول دور الأجهزة الأمنية، والقانون، والمجتمع في حماية الأبرياء والضعفاء.

الحادثة: عندما تتحول لحظة أب إلى مأساة

بدأت القصة بمشاجرة بين "سيف"، نجل العم صبحي عيد موسى، وعدد من البلطجية في شارع باتا. وعلى إثر هذه المشاجرة، ذهب العم صبحي نفسه، الرجل المعروف بطيبته وحسن خلقه، ليرى ما يحدث ويطمئن على ابنه. لكن ما كان يريده هو فقط الاطمئنان، تحول إلى مأساة حين تعرض لطعنة قاتلة أدت إلى وفاته في الحال، وسط صرخات ولده المصابين وفزع الجيران.

يحكي شهود العيان:
"كنا نسمع أصوات الصراخ والهرولة، خرجنا لنجد العم صبحي مضرجًا بدمائه، بينما ولده سيف كان يحاول الصمود وسط حالة من الذعر والخوف"، كما تقول "أم محمد"، إحدى جارات العائلة.

ويضيف "عم عبدالعال":
"الراجل كان قدوة في الطيبة والحلم، لا يستحق أن يُقتل بهذه الطريقة الغادرة."

ظاهرة العنف المتزايد في الباجور: أين دور القانون والشرطة؟

تتكرر مثل هذه الجرائم المؤلمة في نطاق مركز الباجور، وهو ما يثير القلق ويطرح علامات استفهام حول مدى تطبيق القانون وقدرة الأجهزة الأمنية على حماية المواطنين. فغالبًا ما تحدث الحوادث بالقرب من أو داخل نطاق قسم الشرطة نفسه، حيث يترك بعض المجرمين حرية التنقل في الشوارع، بينما تُملأ السجون بالضعفاء الذين لا حول لهم ولا قوة.

هذا الوضع يزداد سوءًا في ظل انتشار ظاهرة "المرشدين" الذين يحركون المجتمع كدمى متحركة، يرسمون المشهد كما يريدون، مخفيين وراء ستار من السيطرة ما لا يرضي القانون ولا النظام العام.

من هنا، نتوجه بنداء عاجل إلى قيادات الشرطة ووزارة الداخلية:
"أين هي دوريات الحماية المجتمعية؟ لماذا تركت الشوارع للمجرمين وأمنتها للضعفاء؟ متى سنشهد تطبيقاً حازماً للقانون يحمي حقوق المواطن ويمنع التفلت الأمني؟"

نصائح مجتمعية: العودة إلى قيمنا وديننا

تأتي هذه الجرائم لتعكس فقدان المجتمع لجزء كبير من توازنه الأخلاقي والديني. فالعنف والقتل ليست سوى ثمار مرّة للبعد عن تعاليم ديننا الحنيف، وسنة نبينا محمد ﷺ التي كانت دوماً تدعو إلى حفظ النفس، وضبط الغضب، والتسامح.

قال الله تعالى:
"وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا" [النساء: 93]

وقال النبي ﷺ:
"ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" [البخاري ومسلم]

ومن هنا، علينا كمجتمع أن نعيد زرع قيم الرحمة، وضبط النفس، والتسامح في نفوس أبنائنا، وأن نكون قدوة في الحلم والرفق لا في العنف والعدوان.

دور الإعلام والمجتمع المدني

على وسائل الإعلام والمجتمع المدني أن يكونا صوتًا للوعي، ورافعةً للمطالب بحماية القانون، ونشر ثقافة السلام، ونبذ العنف. كذلك، يجب تحفيز الشباب على الحوار والتفاهم، والابتعاد عن الحلول العنيفة التي لا تجلب إلا المزيد من الألم والمعاناة.

كلمة للشرطة: مسؤولية في حماية المجتمع

إن الأجهزة الأمنية، لا سيما قسم شرطة الباجور، تقع عليها مسؤولية كبرى في حفظ أمن وسلامة المواطنين. يجب تكثيف الدوريات الأمنية، وتفعيل آليات الحماية المجتمعية، والتعامل بحزم مع المجرمين، دون ترك المواطنين في مهب الفوضى أو الظلم.

تطبيق القانون بشدة وعدالة هو السبيل الوحيد لحماية الضعفاء وردع الخارجين عن القانون، وبث الطمأنينة في نفوس الجميع.

خاتمة

لقد فقدنا رجلاً طيبًا وأبًا حانيًا، قُتل أثناء محاولته حماية ابنه، في واقعة تعكس واقعًا مؤلمًا. نسأل الله تعالى أن يتغمد الفقيد صبحي عيد موسى بواسع رحمته، وأن يلهم أسرته الصبر والسلوان.

كما ندعو جميع أفراد المجتمع والأجهزة الأمنية أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه حماية الأمن والسلامة، وأن نكون معًا مجتمعًا يسوده القانون، الرحمة، والعدل.

وأخيرًا، أؤكد أن التعبير عن الرأي وطرح القضايا المجتمعية باتزان واحترام هو حق مشروع ومكفول وفق القوانين المصرية والدولية، مع احترام ضوابط النشر التي تحافظ على الأمن العام وحقوق الأفراد.

كتبتها: هبة هيكل
صحفية وباحثة اجتماعية

يمكنك مشاركته عبر

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا