"حين يشبهك أحدهم"
"حين يشبهك أحدهم"
بقلم: هبة هيكل
ليس كل حبٍّ يقود إلى الارتباط...
بعض الحب يولد ليكون ملاذًا،
يدٌ تمتدّ لا لتأخذك، بل لتسندك...
وصوتٌ يشبه صوتك، لا ليسمعك فقط، بل ليفهم ما بين الحروف.
أحيانًا...
نلتقي بأرواح ليست ككلّ من مرّوا،
لا يسألون أين كنت، بل يقولون: "أنا هنا… حيث كان وجعك"
نحبهم لا لأننا نريد امتلاكهم،
بل لأنّ فيهم شيئًا يشبهنا...
وجههم ليس غريبًا على القلب،
ضحكتهم تشبه ضوء الصباح في أيامنا المعتمة،
وحديثهم... يرمم شيئًا مكسورًا فينا لم نكن نملك له اسمًا.
ليس هذا حب الهوى…
بل هو حب النجاة.
الحبّ الذي يمنحك أمانًا دون شروط،
حبٌّ لا يطالب، لا يغار، لا يأسر،
بل يحررك من نفسك حين تُثقلك.
نحبهم لأنهم كانوا عند الحاجة،
صوتًا حين خفت صوتنا،
ونسمة دفء حين أغلقت الدنيا أبوابها،
وشرفة نور وسط مدينة أطفأت قناديلها.
هكذا...
في زمنٍ فقدنا فيه المعنى،
يأتي "هو" أو "هي" كأنهم رسالة،
لا ليأخذوا… بل ليذكّروك أنك ما زلت تستحق.
نعم، قد لا نرتبط بهم،
لكننا نحملهم في دعائنا،
ونذكرهم في اللحظات الفارغة كأنهم وطن.
لأنّ بعض الناس لا يمرّون صدفة،
بل يُرسَلون كعناية.
التعليقات الأخيرة